عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    10 آلاف مشروع مصرح به بقيمة تقارب 4.340 مليار دج    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء: السيدة روز-كواتر تلتزم بتجسيد مبادئ الديمقراطية والحكم الراشد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    اكتشاف الجزائر العاصمة في فصل الشتاء, وجهة لا يمكن تفويتها    الطريق السيار شرق-غرب: دفع رسم المرور غير مدرج في برنامج الحكومة    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الأسبوع الاوروبي للهيدروجين ببروكسل: سوناطراك تبحث فرص الشراكة الجزائرية-الألمانية    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بغرداية : دور الجامعة في تطوير التنمية الإقتصادية    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    استفادة نحو 20 إطارا من تكوين    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    عرقاب يستعرض المحاور الاستراتيجية للقطاع    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    خدمة الوطن.. وتجسيد برنامج الرئيس    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    هتافات باسم القذافي!    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    سيفي غريب يستلم مهامه كوزير للصناعة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العقم وضعف الخصوبة.. مشكلة تؤرق كل النساء !!
نشر في المواطن يوم 02 - 04 - 2009

كثير من النساء يتملكهن الخوف، في حياتهن الزوجية، من عدم قدرتهن على الحمل والإنجاب، ويزداد هذا الخوف إذا حملن مرة وأجهضن . كما يظل هذا الخوف كالسيف مسلطا على رقابهن إلى أن يحدث الحمل الطبيعي الأول . وغالبا ما تتعرض الزوجة، التي لا تنجب في السنوات الأولى من حياتها، للمهانة والشماتة والتجريح من قبل أفراد أسرة زوجها، ولا يخلو الأمر حتى من التهديد بالطلاق . وقد دلت الإحصاءات على أن عدم الإنجاب هو السبب الرئيسي الأول للطلاق في بلاد الشرق . لذلك، فإن قدرة المرأة على الحمل والإنجاب هي المحور الأساسي لحياتها في مجتمعنا الشرقي سواء كانت المرأة المتزوجة مثقفة أم غير مثقفة، طبيبة أم مدرسة ، موظفة أم سيدة منزل . . . إذ يترتب على عدم إنجابها ضغوط شديدة وإحجاف في المعاملة وعدم إنصاف، وتزداد القلق مع مرور كل دورة شهرية . وكلما طالت الأيام بدون حمل زاد القلق وزادت معه المشاكل الزوجية والشخصية والعائلية . ويكفي الزوجة المسكينة ما تتعرض له من ضغوط، خارج إطار العائلة، تصدر عن الأقارب والجيران والمعارف والأصدقاء الذين يمطرون العروسين في كل مناسبة ولقاء بالأسئلة والتساؤلات بعبارات مثل : " إن شاء الله في خبر سعيد . . . ؟ "، " متى سنأتي للمباركة . . . " . يتم هذا كله في مجتمعنا الشرقية، علما أن مسؤولية الإنجاب تقع على عاتق الزوجين معا، لذلك من الضروري أن تتعرف المرأة على أسباب ضعف الخصوبة والعقم والفارق بينهما، وأن يتم الفحص التشخيصي والمعالجة، إذا لزم الأمر، بعد معرفة ما إذا كان سبب العقم راجعا إلى الزوجة أو الزوج أو كليهما. الوقت المناسب لاستشارة طبيب أخصائي متى تعتبر الزوجة أن الوقت قد حان لاستشارة طبيب أخصائي إذا لم يحصل الحمل ؟ حار الأطباء حول تحديد الفترة المعقولة لاستشارة طبيب أخصائي بشأن عدم الإخصاب . منهم من اعتبر أن سنتين من الزمن، على تاريخ الزواج، الحد الأقصى للانتظار ومنهم من اعتبر أن سنة واحدة من الزواج، دون أن يحدث حمل، فترة كافية للبدء بالفحوص وكشف أسباب عدم الحمل . طبعا هذا كله يعود لرغبة الزوجين بالإنجاب باكرا ولرغبة العائلة والأقارب الذين يؤيدون، عادة، الإنجاب المبكر ويحثون عليه، وأرى في بعض الحالات، أن استشارة طبيب أخصائي ضرورية قبل مرور سنة، وانتظار الفترة المذكورة، وذلك توفيرا للوقت والجهد . وهذه الحالات هي التالية * إذا كان عمرك سيدتي يتعدى سن الثلاثين أو الخامسة والثلاثين لأن الإخصاب يتدنى مع تقدم العمر . * إذا كنت تعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية . * إذا كنت تعانين من آلام الحيض الشديدة مع أزمة رحمية، مما يعني احتمال وجود مرض " الأندميتريوز " المسبب للعقم وضعف الخصوبة . * إذا كنت تشاهدين إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة خضراء اللون مصحوبة بأوجاع في أسفل البطن والظهر، مما يعني احتمال إصابتك بالتهابات في المسالك التناسلية . * إذا سبق وحدث عندك إجهاض واحد، أو أكثر، مما يعني احتمال وجود تشوهات في الرحم أو نقص هورموني . * إذا كنت تعانين من أمراض غدية وقصور في الغدة الدرقية، أو زيادة إفراز في الغدة النخامية . * في حالة غياب الدورة الشهرية وعدم مشاهدتك الطمث إلا نادرا. تعريف ضعف الخصوبة و تعريف العقم ولكن .. ما هو ضعف الخصوبة ؟ وما هو العقم ؟ اولا : تعرف الخصوبة بأنها المقدرة على الإنجاب مؤقتا، أي في فترة زمنية معينة، ولسبب من الأسباب، وأن العلاج يمكن أن يتم إذا ما عرف سبب هذا الضعف، ويمكن للمرأة أن تحمل بعد ذلك بدون أية صعوبة . إذا ضعف الخصوبة هو عقم نسبي . ثانيا : تعرف العقم بأنه عدم القدرة على الإنجاب إطلاقا، وهي حالة لم يكن يجدي العلاج فيها، ولكن مع تقدم العلوم الطبية غدا بالإمكان معالجة كثير من حالات العقم التي كانت في السابق مستعصية ومعتبرة غير قابلة للمعالجة، مثل حالة انسداد الأنابيب الرحمية عند المرأة أو ندرة النطف المنوية عند الرجل . تحسين شروط الإخصاب ماذا يجب عليك عمله من أجل تحسين شروط الإخصاب ؟ إن القواعد الفزيولوجية التي يرتكز عليها الحمل عند المرأة هي التالية : * تخصب الأنثى إلا في فترة لا تتعدى ثلاثة أو أربعة أيام من كل دورة شهرية. * لا تنضج في المبيض إلا بويضة واحدة كل شهر، وأحيانا أكثر. * لا تصبح البويضة صالحة للتلقيح إلا خلال 12 أو 24 ساعة في أقصى حد، منذ انطلاقها من المبيض . * لا يعيش الحيوان المنوي، ولا يحافظ على قدرته على التلقيح إلا في حدود ثلاثة أيام من تسربه إلى المسالك التناسلية . لذلك تتم الرغبة في الحمل في تحديد مدة الإخصاب لدى المرأة، وتعيين اليوم من كل شهر الذي يفرز فيه المبيض البويضة، عندها يمكن التحكم بالنسل وتحسين شروط الإخصاب . ولتحقيق ذلك أقترح عليك سيدتي ما يلي : 1 سجلي حرارتك اليومية، عن طريق الشرج، قبل النهوض من الفراش وبدء الحركة، على سجل أو مخطط للحرارة طول ثلاثة أشهر من أجل التأكد وتعيين اليوم الذي يفرز فيه المبيض البويضة الصالحة للتلقيح . إذا كانت الدورة الشهرية منتظمة ومؤلفة من 28 يوما تحدث الإباضة في اليوم الخامس عشر من تاريخ بدء الدورة الشهرية . إذا كانت دورتك الشهرية مؤلفة من 25 يوما تحدث في اليوم الحادي عشر من بدء الدورة . إذا كانت دورتك الشهرية مؤلفة من 40 يوما تحدث الإباضة في اليوم السادس والعشرين من بدء الدورة . 2 راقبي علامات انطلاق البويضة، والأعراض التي تنتابك وتشعرين بها عادة خلال ذلك وإحساساتك الداخلية أثناءها ( أوجاع خفيفة في أسفل البطن، ظهور مادة زلالية من المهبل . . الخ ) . 3 ابدئي الممارسة الجنسية قبل يومين أو ثلاثة أيام من اليوم المحدد للإباضة، بمعدل ممارسة جنسية واحدة في اليوم لا أكثر، خوفا من نقصان عدد النطف المنوية . 4 لا تستعملي خلال الممارسة الجنسية أية مراهم ملينة أو تحاميل مهبلية أو مساحيق، لأن من شأنها قتل الحيوانات المنوية والقضاء عليها . 5 لا تذهبي إلى الدوش مباشرة بعد إجراء الجماع . 6 اعتمدي أفضل وضع للجماع، وهو أن تستلقي على ظهرك وتضعي مخدة تحت الحوض ويأتيك زوجك من فوق، مما يسهل دخول الحيوانات المنوية في المهبل ومن ثم إلى الرحم، شرط أن تبقي في هذا الوضع لمدة لا تقل عن ساعة بعد انتهاء الممارسة الجنسية . 7 ليكن الإيلاج عميقا في المهبل حتى يسهل وصول النطف إلى الرحم . سن المرأة ونسبة الحمل إن تحديد سن المرأة هو أمر هام جدا للحكم على مدى الخصوبة عندها، لأن نسبة الحمل بعد سن الثلاثين تتضاءل إلى درجة ملموسة . وتؤكد الإحصاءات أن معالجة العقم عند المرأة قبل سن الثلاثين أجدى وأنفع بمقدار الضعف أو أكثر . أما بعد هذه السن فتصبح المعالجة مهمة صعبة ولا تحقق الفائدة المرجوة منها إلا في حالة من كل ثلاث حالات وهي تختلف تماما عنها فيما قبل هذه السن. وأفضل سنوات العمر للإخصاب هي أواسط العشرينات .أما بالنسبة للرجل فإن الخصوبة تتدنى لديه تدريجيا مع تقدمه بالعمر، وتهبط بسرعة بعد بلوغه سن الأربعين . أنواع العقم و أسباب ضعف الخصوبة العقم عند المرأة نوعان : عقم أولي وعقم ثانوي . العقم الأولي هو العقم الذي يصيب المرأة منذ بداية حياتها الجنسية أو زواجها . العقم الثانوي هو العقم الذي يصيب المرأة بعد إنجاب طفل أو طفلين أو بعد إجراء عملية إجهاض لها . وهناك نوع العقم يتكرر عند المرأة بعد كل ولادة ويحتاج في كل مرة لمعالجة . وتختلف أسباب العقم باختلاف أنواعه فالعقم الأولي تعود أسبابه، عادة، لأمراض غدية أو هورمونية، أو لعدم نضوج الأعضاء التناسلية لأسباب تكوينية . أما العقم الثانوي فناجم عن مضاعفات الولادة، أو الإجهاض وجميع الالتهابات التي قد تصيب الرحم والنفيرين . ترتفع نسبة العقم النسبي الثانوي في البلدان النامية، في حين ترتفع نسبة العقم الأولي في البلدان الباردة والمتطورة . أهم أسباب ضعف الخصوبة المتعلقة بالزوجة من بين الأسباب الآيلة إلى العقم عند المرأة ما يلي : ضيق المهبل، وضيق مجرى عنق الرحم . التهاب عنق الرحم وقرحة عنق الرحم . الأورام الليفية في الرحم . أورام المبيض الحميدة والخبيثة . انقلابات الرحم وانحرافاته . عيوب الرحم التكوينية . السل الرحمي . الأمراض الزهرية والتناسلية ( السيلان، الهربس ، التراخوما . . . ) . مرض الأندوميتريوز ( Endometriosis ) أو الالتصاقات الدموية . قصور وظيفة المبيض، وانعدام التبويض . خلل في مادة الرحم الزلالية ومناعة ذاتية ضد نطف الزوج المنوية. الحمل خارج الرحم ومضاعفاته . سوء التغذية المستمر، وفقر الدم المزمن . اضطرابات وأورام الغدة الدرقية والغدة النخامية . النضوج الجسماني غير الكافي كأن يكون حوض المرأة صغيرا وأعضاؤها التناسلية غير نامية بشكل كاف . انقطاع الحيض المفاجئ في سن مبكرة . الأمراض السارية والمعدية في سن الطفولة . الصدمات النفسية والكبت الشديد التي تؤثر على وظيفة الغدد . الالتهابات على أنواعها . وسائل تشخيص العقم وضعف الخصوبةإن كشف أسباب ضعف الخصوبة عند المرأة مهمة صعبة ودقيقة تعترض كل طبيب أخصائي في هذا المجال، وتستغرق هذه المهمة عدة أشهر، وأحيانا عدة سنوات، خاصة إذ دقق الطبيب في سبر جميع الجوانب المعقدة التي تكشف مصدر هذه الأسباب والتي قد تنير له طريق المعالجة الصحيحة في أقصر مدة زمنية . وأهم النقاط الطبية التي يركز عليها هي : تحديد سن المرأة، والأمراض التي تعرضت لها في سن الطفولة . إذ من المعروف أن بعض هذه الأمراض، مثل السل والحمى الباطنية يمكنها أن تسبب العقم الأبدي . تحديد مواعيد الطمث وانتظامه والسن التي بدأ فيها الحيض، وموعد آخر حيض طبيعي للمرأة، لأن الطمث إذا كان معدوما عند المرأة، أو نادر الحدوث، يشير إلى أن العقم، في مثل هذه الحالة، سببه عمل المبيضين أو كسلهما . الاضطرابات الطمثية التي تستدعي اهتمام الطبيب، وهي الأنزفة الرحمية التي تظهر خلال الطمث أو خارج مواعيده، تعبر دون أدنى ريب عن مرض ما في بطانة الرحم الداخلية . ومن بين الأمراض التي تسبب عادة أنزفة رحمية : التهابات الرحم وأورامه الخبيثة وغير الخبيثة، ومرض الأندوميتريوز، وهو مرض الخلايا الرحمية، وأكياس المبيض الهرمونية . . . الخ . هناك من جهة أخرى حالات من الاضطرابات الطمثية يصاحبها شح في دماء الدورة الشهرية وندرة في مواعيد الطمث يرافقها بعض ملامح الشعرانية وزيادة ملموسة في الوزن مما يدل على انقطاع التبويض بسبب ضعف ذريع في إفرازات المبيض وبقية الغدد، وهذا يعتبر من أهم أسباب العقم عند المرأة وقد يتطلب علاجه مداخلة جراحية . بالإضافة إلى ذلك، هناك أمراض عديدة تسبب مثل هذه الحالات من بينها الصدمات العصبية العنيفة، كالخوف الشديد والقهر والحرمان المزمن والجوع والعذابات النفسية، والكبت والشعور بالذنب . . . الخ، وكذلك أمراض الجهاز التناسلي وتعقيدات الإجهاض التي تسبب نشافا في بطانة الرحم وانعدام الطمث . فالاستفسار عن جوانب حياة المرأة الجنسية بكل تفصيلاتها وكذلك الأوضاع التي يتخذها الزوجان خلال الممارسة الجنسية قد تنبئ عن سبب العقم وضعف الخصوبة لأنه، في أحيان كثيرة، قد لا تخصب المرأة بسبب اتخاذها، خلال الجماع، أوضاعا غير مناسبة وغير ملائمة، وأحيانا شاذة . كذلك يسأل الطبيب إذا كان الزوج يشكو من العنة أو من أية مشاكل جنسية أخرى وهل إنه يمارس الجماع بشكل طبيعي ؟ وتسأل الزوجة عما إذا كانت متأكدة من حصول قذف السائل المنوي في داخل مهبلها لأن أحد أسباب العقم هو مرض انعدام القذف عند الرجل . وقد يضطر الطبيب إلى التأكد بنفسه من وجود الحيوانات المنوية في مهبل الزوجة وذلك عن طريق فحص السائل المهبلي المأخوذ خلال الساعات الأولى بعد الجماع . وأحيانا يفيد تبديل أقوات الجماع وأوضاعه لمعالجة العقم خاصة إذا كان العقم ناجما عن انقلابات الرحم وانحرافاته إلى الإمام أو إلى الخلف . الفحص الطبي العام بعد التعرف إلى شخصية المريضة، ينتقل الطبيب إلى إجراء الفحص الطبي عليها مستكملا بذلك تكوين الفكرة الأولية عن الأسباب الآيلة إلى عمقها . ويشمل الفحص الطبي العام فحص الجسم وكمية الشعر وأمكنة تجمعه فوق العانة وتحت الإبطين لأن أي تبدل في تجمعات الشعر وكميته يجب أن يسترعي اهتمامه . كذلك يتأكد الطبيب من درجة السمنة عند المرأة لأن السمنة الزائدة تدل على توقف
أو كسل الغدد ذات الإفراز الداخلي وكذلك عمل المبيضين وإفرازهما ونشاطهما . بعد قيام الطبيب بفحص دقيق لجميع أعضاء الجسم الداخلية ينتقل إلى فحص الأعضاء التناسلية الخارجية والداخلية ويولي ذلك كل اهتمامه . فالشفران يعطيان صورة واضحة عن حالة الجهاز التناسلي بكامله عند المرأة، كما أن البظر الضخم والطويل عند المرأة دليل على وجود حالة ما بين الجنسين تستوجب إجراء فحوص وراثية من أجل تحديد نهائي للانتماء الجنسي . ثم يفحص الطبيب جوف المهبل بواسطة منظار معدني، وينظر في عنق الرحم ليتأكد من خلوه من التقرحات والدمامل والتمزقات والتشويهات التكوينية وما إذا كان عنق الرحم رفيعا وطويلا وضيقا، حتى إذا كان كذلك دل على نضوج في الرحم . بعد ذلك يباشر الطبيب بفحص الرحم والبوقين والمبيضين بواسطة قفاز معقم يلبسه بيده، ويتحرى وجود أورام أو أكياس أو تشوهات داخلية . والمعلوم أن جميع هذه الفحوص المذكورة غير مؤلمة وغير موجعة خاصة إذا أجراها الطبيب بكل لطف وروية وتأن . وفي نهاية هذا الفحص يأمر الطبيب بإجراء بعض الفحوص المخبرية التي يراها لازمة وضرورية لهذه الحالة من العقم . وهكذا، خطوة فخطوة، وشهرا فشهرا، يتوصل الطبيب الأخصائي، بواسطة ما تجمع لديه من معطيات ونتائج مخبرية، إلى كشف سبب العقم وضعف الخصوبة لدى المرأة ويبدأ بمعالجته بطريقة صائبة وصحيحة . 1 تشخيص ضعف الخصوبة عن انقطاع التبويضأ طريقة مخطط الحرارة : يفيد المخطط الحراري في تشخيص العقم الناجم عن عدم إفراز المبيض نهائيا للبويضات أو إفرازه بويضات فاسدة وغير صالحة للتلقيح وذلك بعدما تبين أن حرارة المرأة قابلة للتغير خلال الدورة الشهرية بحيث إنها تكون دون ال 37 درجة مئوية خلال النصف الأول من الدورة الشهرية وترتفع عن هذا المعدل في النصف الثاني من الدورة . ويعزو البعض هذا الارتفاع في حرارة الجسد بعد الإباضة إلى حدوث تفاعلات بيوكيماوية تؤثر بدورها على المركز الحراري في دماغ المرأة. وقد أثبتت الأبحاث أنه في حالة انقطاع التبويض تبقى السيدة تسجل حرارة منتظمة لا تتعدى ال 36.5 درجة مئوية طوال دورتها الشهرية . ب اختبار الإباضة في المنزل : هي طريقة حديثة جدا، يمكن للسيدة بواسطتها قياس هورمونات الإباضة في البول قبيل حدوثها، وهي أسهل عمليا من الطريقة السابقة لكنها مكلفة . ج فحص وتشريح بطانة الرحم :للحكم، بدقة، على نشاط المبيضين وعملهما، بواسطة تشريح بطانة الرحم الداخلية ، يوصي بالحصول على خلايا من الغشاء الداخلي للرحم من أجل تشريحها وفحصها وذلك بواسطة الشفط بأنبوب رحمي رفيع جدا أو بواسطة القحط، على أن يتم ذلك في مختبر الأنسجة وليس في مختبر عادي . وبناء على نتيجة التشريح يمكن أن يتحدد بالتأكيد إذا كان الرحم مستعدا بواسطة ما يطرأ عليه من تغييرات، لاستقبال البويضة الملقحة وتعشيشها . . وبواسطة هذا الفحص يمكن اكتشاف سائر الأمراض التي تصيب الرحم، مثل الدمامل والالتهابات المزمنة والسل ومرض خلايا الرحم . . الخ . د فحص النطف المنوية في المادة الزلالية في عنق الرحم : من أهم العلامات والأعراض التي تدل على نضوج البويضة وانطلاقها من المبيض، والظواهر الحسية التي ترافق زمن الإباضة ظهور مادة مخاطية نقية صافية تشبه زلال البيض من عنق الرحم والمهبل قبيل انطلاق البويضة بيومين أو ثلاثة أيام، أي في منتصف الدورة الشهرية . هذا السيلان النقي هو إفراز طبيعي يظهر تأثير هورمونات المبيض، كما أنه دليل فريد على نضج البويضة وبدء أيام الخصب، وبذلك يمكن للطبيب أن يحدد، بدقة، زمن الإباضة وذلك حسب رؤيته لهذه المادة من عنق الرحم وحسب توسع فوهة عنق الرحم وامتلائه بهذه المادة الرائقة، كما يمكن فحص النطف المنوية في هذه المادة بعد إجراء الجماع بعدة ساعات فإذا كانت نشطة ومتحركة دل ذلك على أن السائل المنوي سليم وفعال وكذلك المادة الزلالية . وقد بينت الإحصاءات أن ربع حالات العقم عند المرأة ناتج عن اختفاء الخلايا المنوية في هذه المادة مما يدل على أن المني لم يتسن له العبور إلى الرحم إما بسبب ارتفاع حموضة المهبل، أو بسبب وجود مناعة ذاتية عند المرأة ضد النطف المنوية وحساسية قاتلة بين السائل المنوي والمادة الزلالية، تفتك بالخلايا المنوية . ه قياس الهورمونات الأنثوية: للهورمونات الأنثوية أثر كبير على قابلية الإخصاب والإنجاب عند المرأة وهناك نوعان منها : الإستروجين والبروجيستيرون . إضافة إلى هذين النوعين هناك هورمونات الغدة النخامية التي لها تأثير هام ومباشر على عملية الإباضة عند المرأة والتي لا يمكن أن تتم إلا بتأثير هذين الهورمونين ( L.H. ) ( F.S.H ) . في أوقات معينة من الدورة الشهرية للمراة، يمكن قياس هورمونات المبيض والغدد الأخرى التي لها علاقة بالتناسل، كالغدة الدرقية والغدة النخامية والغدة الكظرية، وذلك لمعرفة كفاءة المبيض ومقارنة هذا القياس بالقياسيات الطبيعية . 2 تشخيص العقم الناجم عن انسداد النفيرين يشكل انسداد النفيرين أو الأنبوبين أهم أسباب العقم عند المرأة لأنهما الطريقان الوحيدان اللذان يصلان الرحم بالمبيضين، والبويضة النازلة من المبيض لا بد أن تعبرهما لتصل إلى جوف الرحم، . فإذا اتفق وكانا مسدودين بسبب التهابات أو أورام . . . الخ، امتنعت البويضة عن المرور وأصبح الحمل أمرا مستحيلا . علاج ضعف الخصوبة و علاج العقم كما ذكرنا، هناك أنواع كثيرة من ضعف الخصوبة غدا بالإمكان علاجها بحسب سببها، سواء أكانت من الرجل أم من المرأة . وسنتطرق الآن بالتفصيل لعلاج أهم نوعين من أنواع ضعف الخصوبة عند المرأة وأكثرهما شيوعا في عيادتنا اليومية وهما : ضعف الخصوبة الناجم عن انعدام التبويض وضعف الخصوبة الناجم عن انسداد المسالك التناسلية العليا أي انسداد الأنابيب الذي يشكل حوالي 90 % من الحالات . أ علاج ضعف الخصوبة الناجم عن انقطاع التبويض يعالج ضعف الخصوبة الناجم عن انقطاع التبويض بواسطة الأدوية المركبة من الهورمونات الأنثوية . وهدف العلاج، بشكل أساسي، حث المبيض على إنتاج وإفراز بويضات صالحة للتلقيح أما نوع العلاج فيختلف باختلاف الأمراض المسببة لانقطاع التبويض . فإذا كان انقطاع الإباضة ناجما عن نضوج ونمو غير كافيين في الرحم والأنابيب لأسباب تكوينية وخلقية، تعطي المرأة كميات وافرة من هورمون الإستروجين مدة عدة أشهر وأكثر . في حالة عدم الكفاية في إفراز المبيض، بسبب العجز على أثر التهابات أو صدمات نفسية وكبت شديد، يكون العلاج بواسطة هورمونات " الإستروجين " و" البروجيسترون " بالتناوب من أجل تحقيق " دورة شهرية اصطناعية " لمساعدة المبيض على الخلاص من عجزه . أما إذا كان نمو الأعضاء التناسلية طبيعيا، وكذلك حجم الرحم، ودلت الفحوص الهورمونية على أن ضعف الخصوبة عند المرأة ليس ناشئا عن برودة جنسية ونقص في النضوج، بل عن كسل في إفراز الغدد، ومن بينها المبيض فتستخدم في هذه الحالة، مواد هورمونية يكون تأثيرها غير مباشر على المبيض من أجل إعادة التوازن الهورموني إلى طبيعته، وحث المبيض على إفراز البويضات الصالحة، وهذا أمر معقد للغاية . وقد كانت هذه المهمة، في الماضي القريب، شبه مستحيلة، ولكن بإمكاني أن أبشر النساء اللواتي يعانين من ضعف الخصوبة بسبب ضعف الإباضة أو انعدامها، بأنه أصبح في متناولنا اليوم أدوية هورمونية حديثة وفعالة جدا بإمكانها حث المبيض على إنتاج بويضات صالحة للتلقيح . وباستطاعتي القول إن نسبة نجاح هذه المعالجة أكثر من 70 % إلا أن ما قد ينتج في بعض الأحيان هو حصول حمل توأمي أو ثلاثي أو رباعي . . . كما أن هناك إمكانية تكون كيس مبيضي إذا لم تراع بدقة جرعات الدواء . ومن بين الأدوية المشار إليها يمكنني تسمية المستحضرات الثلاثة التالية : 1 كلوميد ( Clomiphene – Clomid ) الشهير : يستخدم من أجل إنضاج البويضات وإطلاقها . وقد أعطى هذا الدواء نتائج عجيبة فعلا، وشفى آلاف النساء من العقم المحتم . وقد استخدمناه نحن شخصيا، في مستشفانا، على عشرات النساء وأكدنا من وقوع الحمل عند حوالي 50 % تقريبا من حالات العقم . ومن الجدير بالذكر أن هذا الدواء لا يشوه الأجنة ولا يؤثر على تكون الأطفال في المستقبل كما أنه لا يؤثر على صحة المرأة الحامل نفسها . ويعطي الكلومين عادة لمدة خمسة أيام بعد الانتهاء من الطمث على أن يعاد وصفه من جديد طوال ثلاث دورات شهرية . 2 الهوميجون أو البرجونال ( H.M.G ) ( Humegon or Pergonal ) : مادة هورمونية فعالة جدا، تحقن بالعضل وتؤثر مباشرة على نشاط المبيض، وتحرض الإباضة خلال 36 ساعة من تاريخ حقنها، وهي تستخرج من بول النساء اللواتي توقف حيضهن نهائيا بعد منتصف العجز في سن العطاء . وقد حقق هذا الدواء نتائج إيجابية في تحقيق الحمل في 50 70 % من الحالات . 3 البريجنيل أو البروفازي ( H.C.G ) ( Pregnyl or Profasi ) : مادة هورمونية فعالة تستخرج من جسم المشيمة ( الخلاص ) التي يتغذى بواسطتها الجنين وتنزل بعد ولادته وتساعد على تغذية البويضة ومساندتها بعد انطلاقها من المبيض . تحقن في العضل في النصف الثاني من الدورة الشهرية بجرعات مختلفة يقدرها الطبيب حسب كل حالة . ويعطى هذا المركب الهورموني عادة مع دواء الكلوميفين أو الكلومين في النصف الثاني من الدورة . ولعل إحدى أحدث معجزات الطب واختراعاته اكتشاف مادة هورمونية أطلق عليها اسم مختصر ( GNRH ) توضع في جهاز صغير للضخ يلصق بجسم المريضة، يضخ، كل 90 دقيقة، كمية ضئيلة من هذه المادة في الدم من شأنها حث المبيض على إنتاج البويضات . ويعتقد، بنتيجة الأبحاث، أن هذا المركب الجديد سوف يحل في المستقبل محل الهورمونات النخامية و" الكلوميد " بشكل واسع . وهكذا نرى أن الإمكانيات الجبارة التي وضعها الطب في أيدي الإخصائيين لم يكن الأسبقون يحملون، أو حتى يتصورون امتلاكها وبالرغم من أن ثمن كلفة الدواء لا يزال باهظا . ب علاج العقم الناجم عن الالتهابات وانسداد الأنابيب الرحمية يشكل انسداد النفيرين أو الأنبوبين أحد أهم أسباب العقم عند المرأة، وهو المرض الأكثر شيوعا بين النساء المصابات بالعقم . فقط دلت الإحصاءات أن حوالي 50 60 % من النساء اللواتي يعالجن من العقم يشكين من انسداد في الأنابيب الرحمية سببه الالتهابات المزمنة على اختلاف مصادرها وهو يكلف الإنسانية جهودا مادية باهظة . إن الأمراض الشائعة والمنتشرة، كالأمراض الزهرية على أنواعها، والسل وأمراض الحمى الباطنية والتهابات الزائدة الدودية، وأمراض العدوى الانتقالية في سن الطفولة كل هذه الأمراض إذا لم تعالج معالجة صحية وفعالة، تجتاح جرثومتها غشاء النفيرين الداخلي، الرقيق النحيف للغاية، فتجعله يلتهب ويتضخم ويعقب هذا التضخم آلام شديدة وحمى في الجسد . بعد ذلك تتشكل في النفيرين التصاقات وجيوب من السائل الدموي أو القيح الذي يسبب بمرور الزمن ندوبا تضيق الأغشية وتشوه بشرتها وتزيل الأهداب الناعمة التي تغطي باطن النفيرين والتي من شأنها مساعدة البويضة على عبور النفيرين والجسر المعلق بين الرحم والمبيض، الذي كان مركز التقاء البويضة بالحيوان المنوي وقد غدا مجرد عضلة هزيلة يستحيل دخول البويضة والمني إليه لأن لا ثقب فيه ولا ممر، وبذلك تصبح المرأة المصابة عاقرا ؟ إذا لم تراع، في الإجهاض، الشروط الصحية، وقواعد التعقيم اللازمة، يصبح سببا من أهم أسباب العقم كما هو الحال عند السيدة المذكورة . فعلى أثر الإجهاض الملوث، ومضاعفات الولادة الملوثة وحميات النفاس، تنتشر الجراثيم في المسالك التناسلية وتسبب فيها التقرحات والالتصاقات وبالتالي انسداد الأنابيب الرحمية، ناهيك عن اعتلال صحة المرأة وتعرضها للانتكاس . يجب الاعتراف بأن علاج هذا النوع من العقم هو الأكثر صعوبة وتعقيدا من غيره، ويتطلب من الطبيب الأخصائي مهارة فائقة ومعرفة عميقة ودقيقة لمجريات الأمور . وتكون المعالجة إما بالأدوية أو بالجراحة المجهرية لكن تبقى الجراحة المجهرية أو الجراحة بالمنظار كما دلت التجارب، هي سيدة الموقف نظرا للالتصاقات والانسدادات التي يولدها الالتهاب . وبالطبع فإن لكل حالة من الحالات معالجة خاصة بها حسب نوع الانسداد ومشكلاته . فالانسداد يمكن أن يصيب أنبوبا واحدا أو الأنبوبين معا، أو يكون كاملا أو
جزئيا . ولعل من أصعب الحالات تلك التي يصاب فيها بالانسداد الجزء النصفي من الأنبوب المتصل بالرحم، أما إذا كان الانسداد كاملا في النفيرين فيكون العلاج مستحيلا وإذا كان النفيران مسدودين في طرفهما القريب من المبيض، فإن باستطاعة الجراح فتح الأقسام المسدودة أو إعادة زرع الجزء السالك في الرحم، وكذلك تحرير المبيض مما تعلق به من التصاقات وإصلاح انحراف الرحم وقطع الأنسجة الزائدة وتحرير الندوب ولكل حالة من الحالات جراحتها، ولكل انسداد علاجه، ولكن لتحديد الدواء يجب قبل كل شيء تشخيص الداء . وفي هذا المجال علينا أن لا ننسى المعالجة بأشعة الليزر التي بدأت تشق طريقها بنجاح في السنوات الأخيرة . العقم وضعف الخصوبة عند الرجل يبقى العقم، أو ضعف الخصوبة عند الرجل هو عدم القدرة على التلقيح بالرغم من إمكانية الرجل ممارسة الجنس والشعور بالرعشة، وهذا يعني أن فحولة الرجل وقدرته على ممارسة الجنس لا تعني قدرته على الإخصاب، وهذا مما يبدد المغالطات الشائعة والاعتقاد السائد بين الناس بأن الفحولة تعني الإخصاب . مسؤولية الرجال في العقم دلت الإحصاءات والدراسات أن الرجل مسؤول عن عدم التلقيح والإخصاب بنسبة تتراوح بين 30 % و 40 % من حالات العقم الزوجية . أما العوامل المشتركة بين الزوجين فهي مسؤولة عن 30 % من حالات العقم . وتساند اختباراتي الشخصية وملاحظاتي اليومية هذه النتائج وتؤكد أن الرجل يشارك في مسؤولية العقم وضعف الخصوبة بنسبة لا تقل عن 35 % من جميع الحالات، أي أن الرجل مسؤول عن العقم في أكثر من نصف حالات العقم في الحياة الزوجية . لذلك لا يجوز اتهام المرأة دوما بأنها المسؤولة الوحيدة عن العقم، إذ حسب المفهوم الشرقي، عندما تتردد كلمة عقم اتصرف الأذهان دوما وتلقائيا إلى المرأة وكأن الرجل بريء تماما من ذلك ويصبح إخضاع المرأة وحدها لفحوص مضنية أمرا مشروعا إلى أن تثبت سلامتها . بعد ذلك قد يتجه التفكير إلى الرجل أو قد لا يتجه هذا عدا المشاكل الزوجية التي تنتج عن ذلك والتي ما تلبث أن تمتد إلى عائلتي الزوجين فتتبادلان التجريحات والاتهامات، وهذا مثال على ذلك . لهذا السبب دفعت الاكتشافات والدراسات الأطباء الأخصائيين بالعقم إلى إخضاع الزوجين معا لفحص دقيق، والمباشرة بفحص الرجل قبل درس العوامل النسائية التي قد تكون سبب العقم . إن معالجة المرأة العاقر أصعب وأدق بكثير من معالجة الرجل وتتطلب أشهرا، بينما فحص الرجل لا يتطلب زمنا طويلا لكشف أسباب عقمه إذ يمكن خلال أسبوع واحد تقريبا فحص قدرة الرجل على الإخصاب وتحديد مسؤوليته من جميع الجوانب . مواصفات السائل المنوي الجيد حددت الجمعية الأميركية لدراسة قضايا النسل مواصفات السائل المنوي الجيد لدى رجل طبيعي سليم وقادر على الإخصاب كما يلي: حجم السائل المنوي : من 3 إلى 4 سنتمترات مكعبة، والحجم الوسطي هو 3.5 سم3 . حموضة السائل المنوي : ( PH ) مالحة تتراوح بين 7 و 7.5. لزوجة السائل المنوي : يكون المني عادة لزجا بعد القذف، ولكن سرعان ما يصبح سائلا خلال عشرين دقيقة من الحصول عليه . لون السائل المنوي : أبيض مائل إلى الإخضرار . عدد الحيوانات المنوية : يجب أن يتراوح بين 60 و 100 مليون في كل سنتمتر مكعب، أي ما يوازي حوالي 280 مليون خلية حية في الدفق الواحد . حركة الحيوانات المنوية ومدة بقائها حية : يجب أن يبقى 60 % وما فوق من الحيوانات المنوية متحركا لمدة ساعتين، و 35 % لمدة ست ساعات من حين الحصول على المني . عدد الخلايا المنوية الفاسدة : يجب أن لا يتعدى 30 % من العدد الإجمالي . عدد الخلايا المنوية الجيدة : يجب أن يكون أكثر من 70 % من الحيوانات المنوية ذا شكل طبيعي وعادي وفعال . أهم أسباب العقم وضعف الخصوبة عند الرجل وطرق معالجتها أسباب العقم وضعف الخصوبة عند الرجل كثيرة ومتعددة وبالغة التعقيد، ولم يتوصل العلم الحديث، حتى اليوم، إلى اكتشافها وحل جميع جوانبها وسبر أغوارها ومعالجتها بالكامل . ولكنني أعتقد أنه بإجراء دراسة عميقة لبعض هذه الأسباب وباختبارات سريرية ومخبرية متعددة الجوانب، وبالاستناد إلى معالجة مركزة طويلة لهذا السبب أو ذلك من الأسباب، بواسطة أحدث الأدوية الهورمونية يمكن شفاء نسبة عالية من هؤلاء المرضى وتحقيق الإخصاب وتأمين الذرية لهم . وقد رأيت من الأفضل تقسيم أسباب العقم عند الرجل إلى قسمين : 1 العقم الأبدي الناجم عن أمراض الخصيتين بحد ذاتها وهذا لا ينجح فيه العلاج . 2 ضعف الخصوبة أو العقم النسبي ليس لهذا الضعف أية علاقة بالخصيتين وقد ينجم عن أمراض غدية، وعن أمراض المسالك البولية، إلا أنه يستجيب للمعالجة، على عكس العقم الأبدي . وإليك لائحة بأهم مسببات العقم عند الرجل، وهي كما يلي : أولا التهاب الخصية من الأسباب المباشرة لعقم الرجال التهاب الخصية، أي معمل المني، وكل ما يتفرغ عنها من مسالك، مثل الحويصلات المنوية، والبربخ، والأنابيب المنوية والبروستات ، أما الأمراض التي تصيب هذه الأعضاء فهي في غالبيتها أمراض سارية ومعدية، أي تنتقل بالعدوى مثل التيفوئيد واليرقان ( الصفيراء ) والأنفلونزا الحادة، وكذلك الأمراض التناسلية الزهرية مثل التعقيبة ( السيلان ) ( Gonorrhea ) والسفلس ( Syphilis ) وهي تسبب العقم بنسبة تتراوح بين 20 و 30 في المئة . في مثل هذه الحالات، تنتقل الجراثيم المسببة لهذه الأمراض إلى الخصيتين والأنابيب المنوية التي تتوالد فيها النطف المنوية الناضجة والمسالك التناسلية الأخرى، عبر الدم، فتعشش فيها وتسبب تلفا وضمورا في أنسجة الخصية فيحدث فيها نشاف وتصلب، كما ينتقل الالتهاب إلى البرخ أي رأس الخصية فيتصلب هو الآخر ويحدث فيه نشاف أيضا فينسد . والبربخ كما نعرف يشكل مخزنا للمني حيث تتجمع أكثرية المني استعدادا للانطلاق إلى الحويصلات المنوية عبر حبل المني الشهير الذي يصل الخصية بالحويصلات . واللافت للنظر أن الالتهاب يصيب، عادة، الخصيتين معا، وإن بدا في الظاهر أن الالتهاب محصور في حدود خصية واحدة . وقد أفاد العالم الشهير " نيكيلسون " أن إصابة الخصية، وكل المشاكل التناسلية، لا تحدث بالضرورة من جراء انتقال الجراثيم، المذكورة أعلاه، عبر الدم فقط، وإنما أيضا بالسموم التي تفرزها في الجسم إذا ما بقين مدة طويلة في الدم . كما لاحظ أيضا أن 64 % من المرضى الذين أصيبت عندهم خصية واحدة فقط في بداية المرض، ما لبثوا أن أصيبت خصيتهم الأخرى بعد مرور مدة معينة من الزمن . ثانيا مرض النكاف أشد الأمراض خطرا مكن القول إن مرض النكاف أو ما يسمى ( أبو كعب هو أشد الأمراض السارية خطرا على خصية الرجل والمسبب الأول للعقم . وتكمن خطورة هذا المرض في أنه يحدث تلفا في صميم الأنابيب المنوية داخل الخصية دون أن تظهر له أية علامات ظاهرة أو فارقة بحيث تصاب الخصية دون أن يدري المريض بذلك . ويستدل من التجارب التي أجراها كل من " دوفر " و" هايك " أن حوالي 20 % من الذين أصيبوا بمرض النكاف في طفولتهم هم عقيمون، لذلك فإنه عند " استنطاق " المريض يجب التركيز بصورة أساسية على معرفة ما إذا كان المريض قد أصيب في طفولته بمرض النكاف وتعقيداته . مسبب النكاف فيروس يصيب الغدد الأذنية عند الأطفال بشكل خاص ما بين الخامسة والخامسة عشرة من العمر، فترتفع حرارة الجسد إلى 39 40 درجة مئوية وتنتفخ الغدد خلف الأذنين وتتصلب فيصبح شكل الوجه دائريا كما يشكو المريض من شعور بالقيء وأوجاع حادة في الرأس وأرق وهبوط في قوة الجسد، أي بضعف عام . بعد أسبوع أو عشرة أيام من الإصابة بهذا المرض وبدون أية معالجة ( إذ لا علاج لهذا الفيروس ) تتحسن حالة الطفل المريض وتخف الالتهابات ويرجع شكل وجهه إلى سابق عهده . إنما في 20 % من الحالات يعم المرض ليصيب الخصية بعد خمسة أيام أو ستة من بداية المرض، فترتفع حرارة الجسد مجددا إلى حدود 41 درجة، وتنتفخ خصية الطفل ويكبر حجمها 3 أو 4 مرات عن الحجم العادي وتتصلب، وتكون عادة موجعة جدا عند لمسها أو تحريكها . فقط في مثل هذه الحالة ينشأ وضع جديد عند الطفل المريض وهو إمكانية إصابته بعقم أبدي في المستقبل . لذلك، فإنه عند ظهور مثل هذه العوارض، يجب على الأهل إعلام الطبيب بذلك، ويجب كذلك وضع الطفل المريض في السرير لمدة أسبوع وتأمين النظافة الذاتية له وتهوئة الغرفة وتعقيمها ومسحها يوميا بالمطهرات وعدم السماح لبقية الأطفال الأصحاء بالاختلاط بالطفل المريض . كما يجب إعطاء الطفل محلول البرمنجانات أو حمض بوريك بمعدل ملعقة صغيرة في كوب ماء للغرغرة، 3 مرات يوميا لتنظيف الفم من الجراثيم التي تسبب التهاب الغدة الأذنية . أما غذاء الأطفال فيجب أن يكون في غالبيته من السوائل الفاترة او الباردة ( عصير الفواكه، اللبن، الأرز بالحليب، بطاطس بوريه، لحم مهروس . . . ) ومن الضروري الحرص على ألا يتعرض الطفل للبرد لأن ذلك يساعد على إصابة الخصية . لذلك أشدد على وجوب وضع الطفل ف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.