في دورية نحو الشرق ضمن قافلة تجوال الذاكرة تجوال الذاكرة ، شعار أطلقته وزارة الشباب على القافلة الشبانية من أجل التعريف بتاريخ الجزائر من معقل الثوار ونقطة انطلاق الشرارة الأولى لثورة التحرير المجيدة، الأوراس الأشم ودامت القافلة أربعة أيام، واحتضنت ولايتا باتنةوخنشلة زوارها للتعريف بأشاوس الجزائر الذين اختاروا الولاية الأولى لتكون لهم نقطة اندلاع أكبر ثورة في العالم. مبعوثة أخبار اليوم إلى الأوراس: عبلة عيساتي 1954 للوهلة الأولى نظن أنه تاريخ اندلاع الثورة أجل هو كذلك، لكنه كذلك هو العدد الإجمالي للقافلة الشبابية القادمة من 48 ولاية، وضمت القافلة 43 حافلة جابت آثار تاريخية بحضور مجاهدين وشهود عيان كانوا إبان اندلاع الثورة من الولاية الأولى، ومعاقل ومخابئ المجاهدين قرابة ال 8 سنوات من الثورة. لم نتصور يوما أن يكون لنا الشرف لتطأ أقدامنا المكان المقدس بالنسبة للجزائر ككل، الثورة المجيدة التي جاءت نتيجة ظروف طارئة بل حصيلة نضالات شعب ونتاج تاريخي للحركة الوطنية بجميع فصائلها. القافلة في قلب الأوراس أعطى وزير الشباب عبد القادر خمري إشارة انطلاق قافلة تجوال الذاكرة يوم السبت الفارطالتي جاءت في إطار الذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باتجاه ولايتي الشرق الجزائريباتنةوخنشلة، ودامت رحلة القافلة من 29 نوفمبر إلى غاية 2 ديسمبر، حيث تواصلت الرحلة 6 ساعات لتحط الرحال بقلب مدينة الشرق باتنة وبالضبط بفندق سليم . الجزائر أمانة في رقاب شبابها استيقظ الوفد الصحافي الذي رافق القافلة والمتكون من 50 صحافيا وصحافية، في الصباح الباكر من يوم الأحد وكله رغبة وحماس في اكتشاف المعاقل التاريخية التي كان فيها محررو الجزائر من الاستعمار الغاشم، وذلك رفقة 1954 شابا من مختلف التراب الوطني، متوجهين للقاعة البيضاوية أول نوفمبر بقلب مدينة باتنة، أين حضر كل من وزير الشباب عبد القادر خمري وممثل عن وزير المجاهدين الطيب زيتوني وبعض مجاهدي المنطقة وأبناء شهدائها. وعبر الوزير أن تحديات اليوم تتمثل في تحصين الجزائر بنضال شبابها ضمن التوافقات والتوازنات الكبرى المتمثلة على حد تعبيره في الحفاظ على الجزائر وعلى وحدتها وسلامة شعبها والحفاظ على التماسك وفق أسس السلم والمصالحة الوطنية والعمل من أجل التطور الاقتصادي وتعميق الديمقراطية. وقال وزير الشباب إن الشاب الجزائري كان له الفضل في الحفاظ على الجزائر عبر تسلسلها الزمني بدءا من تراكمات الثورة وأخلاق العطاء وخصال التضحية في بناء جزائر مستقلة مبنية على العدالة والاستمرارية وصولا إلى حقبة التشيد وتأميم المحروقات ليصل إلى مرحلة الأزمة في الجزائر ابتداء من سنة 1988، مشيرا إلى أن الشاب الجزائري هو النواة الأصلية لحماية الجزائر. وقال عبد القادر خمري إن القافلة الشبانية جاءت تكملة واستمرارا لإحياء ذكرى اندلاع الثورة في صيغة جديدة عبر لقاء عاصمة الأوراس، مضيفا أن هدفها الاحتكاك بالخط الأمامي والأولي لاكتشاف مآثره ومواقعه، مشيرا إلى أن شباب الجزائر إبان زلزال الربيع العربي الذي ضرب عدة دول مجاورة ثار دون أي توجيهات وبكل قوة: لا للمساس بالجزائر ووحدة ترابها.. نعم للعمل الديمقراطي والسياسي . أما في الفترة المسائية فسطر في برنامج القافلة زيارة الضريح الملكي النوميدي امدغاسن الذي يستمد أصوله من المباني البربرية القديمة والمعروفة باسم البازينة ذات الشكل الأسطواني المخروطي، لنعود بعد ترسخ بعض العبارات التاريخية التي نفتقدها. شعبة الغوة مكان اجتماع الثوار يوم ليس كسائر الأيام حيث توجهت القافلة إلى ولاية خنشلة لزيارة شعبة الغوة بحمام الصالحين مكان اجتماع الأفواج المفجرة للثورة التحريرية ليلة الفاتح نوفمبر 1954 والذي كان عددهم 40 مجاهدا، حسب ما روى المجاهدون، وثم توجهت القافلة إلى زيارة أحد المواقع الخمسة (دار الحاكم) محل هجوم المجاهدين تلك الليلة بقيادة البطل عباس لغرور ، ليتواصل سير القافلة إلى الفندق والكل متعب لكن حلاوة ما تلقوه من معلومات من قبل مجاهدي المنطقة لم يجعلهم يحسون بالتعب. مزرعة ليكا .. بشاعة الاستعمار تتحدث هو يوم الختام لقافلة تجوال الذاكرة التي لاقت استحسان كل من حطت عنده الرحال، ليتم زيارة مزرعة ليكا في هذا اليوم مكان تعذيب المجاهدين إبان ثورة التحرير، وبعد المزرعة شدت القافلة الرحال إلى موطنها وكل شاب إلى ولايته وهو يحمل في جعبته مناظر المعالم التاريخية الرائعة التي لابد أنها ستبقى في الذاكرة. حافظوا على أمانة الشهداء.. قام جل المجاهدين الذين صادفناهم في جولتنا إلى منطقة الأوراس بتحميل أمانة لكل شاب صادفوه، أمانة ثقيلة في مضمونها خفيفة في قولها، ألا وهي الجزائر ، كلما رددها المجاهدون دبت قشعريرة في أجسادنا ونفوسنا وحماسهم المتفجر لرؤية الشباب آت من مختلف ربوع الوطن من أجل كسب المزيد من المعرفة على ثورة التحرير المجيدة. وفي هذا الإطار، اغتنم بعض المجاهدين تواجد الشباب ورجال ونساء الإعلام من أجل توجيه رسالة للحكومة الجزائرية، مناشدين إياها بوجوب القيام بالحفاظ على الموروث التاريخي من الزوال، ليبقى دائما وأبدا للأجيال ويبقى خطا أحمر لكل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة الجزائر.