فصلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في ساعة متأخّرة من نهار أوّل أمس في ملف تموين الجماعات الإرهابية بسيّارة من نوع "مرسيدس" التي استعملت في تفجيرات ذراع بن خدّة بتيزي وزو سنة 2007، حيث أفادت المتّهم الرئيسي د·أ بالبراءة من تهمة جناية تمويل جماعة إرهابية مسلّحة، في حين اتّخذت إجراءات التخلّف ضد المتّهم الثاني ب·م وأدانته غيابيا بجنحة عدم الإبلاغ عن جناية· حسب ما ورد في ملف القضية فإنه تمّ إلقاء القبض على المتّهم بناء على معلومات وصلت إلى مصالح الأمن مفادها وجود جماعة تعمل على بثّ الرّعب وسط السكان، حيث تمّ القبض على أحد عناصرها المدعو ب· محمد· وبناء على التصريحات التي أدلى بها هذا الأخير تمّ إيقاف د·أ، حيث كشفت التحرّيات أن المتّهم قام بتمويل الجماعة الإرهابية بسيّارة من نوع مرسيدس سوداء اللّون استعملت في إحدى تفجيرات تيزي وزو سنة 2007· غير أن المتّهم فنّد عبر كافّة مراحل التحقيق التّهمة الموجّهة إليه مُقرّا في الوقت ذاته بحضوره لمعاملات شراء صديقه المدعو عميروش في صائفة 2006 سيّارة من نوع مرسيدس من مغترب جزائري بفرنسا، مؤكّدا أنه لم يكن يعلم بأنها ستستعمل في عملية تفجيرية وأنه لم يستلم أيّ مبلغ مالي· وحسب ما ورد في ملف القضية، فإن أحد المتّهمين في القضية يعمل في سلك الأمن العسكري أخبر الجماعة بأنه تدخّل عند أمن تيزي وزو من أجل إيقاف البحث عن صاحب سيّارة "المرسيدس" وذلك مقابل 50 ألف دينار جزائري· هذا، وقد صرّح المتّهم ب· محمد الذي أوصل مصالح الأمن إلى المتّهم د·أ بأنه في شهر أكتوبر 2006 اشترى صهره ف·أ سيّارة من نوع "مرسيدس" بدون وثائق، وهنا قام هو بتسجيلها باسمه ببطاقة رمادية مزوّرة كونه يشتغل في سلك الأمن العسكري ولن تتمّ مساءلته، وبعد تفجيرات ذراع بن خدّة اتّصل به صهره وأخبره بأن أمن تيزي وزو سيقومون بمساءلة كلّ من يملك سيّارة من نوع "مرسيدس"، وخوفا من إثارة الشكوك أخبره بأنه يرغب في شراء سيّارة مماثلة لتلك التي استعملت في التفجيرات حتى يبعد الشبهة عنه· تجدر الإشارة إلى أن المتّهم مسبوق قضائيا في قضية تزوير واستعمال المزوّر وتمّت إدانته من طرف محكمة تيزي وزو، كما تمّ الفصل في نفس الملف من طرف مجلس قضاء العاصمة في الدورة الجنائية الأولى لسنة 2009 - 2010 وأدانت بعض العناصر الإرهابية المتورّطة في نفس الملف من بينهم موظّف في الأمن العسكري بعقوبات ثقيلة· كما برّأت المحكمة ذاتها أمس مواطنا من باب الوادي بالعاصمة، والذي كان ينسب إليه عدم إبلاغه عن تواجد جماعة إرهابية، والتي أقدمت في سنوات التسعينيات على ارتكاب الكثير من الأعمال الإرهابية، على غرار السطو على المؤسسة الوطنية للتزويد وتوزيع المواد الكيماوية، السطو على مركز بريد بالكاليتوس، وأيضا الاعتداء على مركز شرطة بالعاصمة واغتيال مواطن، وقد ذكر اسمه في القضية أحد الموقوفين، والذي كان ينتمي إلى جماعة إرهابية يتأمّرها صهره· لكن المتّهم ب·ح أنكر عبر كافّة مراحل التحقيق وخلال جلسة محاكمته أمس أيّ علاقة له بالإرهاب، مفيدا بأن المتّهم الذي ذكر اسمه لا تربطه به أيّ علاقة، وأنه لم ينضو يوما تحت لواء الحزب المحظور·