أثار قرار إلغاء العمل بالطابع الجبائي الخاص في ملفات جوازات السفر البيومترية في الدوائر وتعويضها بقسيمة خاصة مستخرجة من قبّاضات الضرائب استياء كبيرا لدى المواطنين الراغبين في استخراج أو تجديد جوازات سفرهم، خاصة وأن القرار جاء بشكل مفاجئ ودون سابق إشعار، ما خلف حالة كبيرة من الفوضى في مقرات الدوائر في العاصمة. وقال عدد من المواطنين الذين التقينا بهم مؤخرا في دائرة الحراش بالعاصمة قاصدين مصالح استخراج جوزات السفر البيومترية (إن البيروقراطية لا تتنهي أبدا في بلادنا) رغم مساعي الدولة للقضاء عليها والدليل على ذلك مثل هذا القرار الفجائي الذي اتخذ في مصالح استخراج جوازات السفر البيومترية بين ليلة وضحاها، يضيف هؤلاء، حيث رفضت منذ أيام ملفات العديد من المواطنين بحجة تعليق العمل بالطابع الجبائي 2000 دج وتعويضه بقسيمة خاصة تباع ب 2000 دج أيضا تستخرج من مصالح الضرائب، قرار أثار استياء كل من قصدوا هذه المصالح لاستخراج جوازاتهم، سيما الذين اقتنوا مسبقا هذا الطابع ولم يتمكنوا من تغييره على مستوى قباضات الضرائب بحجة أنها أي -هذه القبضات- أوقفت العمل بهذه الطوابع منذ مدة وعوضتها بقسيمة خاصة. وبهذا وجد الكثيرون أنفسهم مضطرين إلى إنفاق ألفي دج أخرى من أجل اقتناء هذه القسيمة ودمجها في ملفاتهم عند إيداعها، وهو أمر لم يتقبله الكثير من المواطنين، سيما ذوو الدخل المحدود الذين أكد عدد منهم في تصريح ل (أخبار اليوم) أنه كان على مسؤولي هذه المصالح إشعار المواطنين بذلك أياما من قبل عن طريق وضع إعلانات حتى لا يدخل المواطن في متاهة كبيرة كالتي حدثت، وهي المتاهة التي تكرس حتما العراقيل البيروقراطية وتجعل هذا الأخير يدفع ثمن قرارات عشوائية و ارتجالية. للإشارة، فإن مكاتب البريد على مستوى العاصمة لا زالت تروج لمثل هذه الطوابع عن طريق بيعها للراغبين في استخراج جوازات سفرهم، وهو ما أثار غضب المواطنين الذين أكدوا أنه كان ينبغي على السلطات المعنية أن توقف عملية البيع وتشعر المواطنين بأن صلاحيته انتهت بالنسبة لجوازات السفر لتفادي الفوضى الكبيرة الحاصلة هذه الأيام في الدوائر الكبرى للعاصمة كدائرة باب الوادي أيضا ودائرة حسين داي، مضيفين أن غياب التنسيق والتنظيم بين مختلف المصالح تجعل المواطن الوحيد الذي يدفع الثمن رغم توجيهات الوصاية لتحسين أداء الخدمة العمومية على مستوى المرافق الإدارية. وللتذكير، تشهد مؤخرا مصالح استخراج جوازات السفر بمقرات الدوائر في العاصمة اكتظاظا رهيبا وفوضى لا مثيل لها بفعل الإقبال الكبير عليها من طرف المواطنين الراغبين في استخراج أو تجديد جوازات سفرهم موازاة مع بداية العد التنازلي لدخول حيز التنفيذ قرار رفع دمغة الطابع الضريبي في جواز السفر البيومتري الذي سيبدأ العمل به رسميا ابتداء من العام الداخل ضمن مشروع قانون المالية لسنة 2015، أين سيتم اعتماد سعر جديد يقدر ب 6 آلاف دج بدل الألفين دج المعتمدة حاليا. وكانت وزارة المالية قد هذه الزيادة بتمديد صلاحية جواز السفر إلى عشر سنوات. من جهة أخرى، ارتفع عدد جوازات السفر البيومترية التي يستصدرها المركز الوطني بالحميز من 10 آلاف الى 20 ألف وثيقة يوميا منذ الأسبوع الماضي، حسب ما صرح به المدير العام لعصرنة التوثيق والأرشيف لدى وزارة الداخلية والجماعات المحلية عبد الرزاق هني الذي ذكر أنه (شرع منذ أسبوع في مضاعفة عدد جوازات السفر التي يستصدرها المركز الوطني بالحميز بالجزائر العاصمة من 10 آلاف في السابق إلى 20 ألف جواز تماشيا وارتفاع حجم الطلب المتزايد على هذه الوثيقة الشخصية للسفر). وأفاد ذات المسؤول بأن هذا الارتفاع الذي بلغ مستويات قياسية في الأيام الأخيرة مرده إلى رغبة العديد من المواطنين في الحصول على جواز السفر قبل انقضاء السنة الجارية تجنبا لمرحلة دخول حيز التنفيذ لقيمة القسيمة الجديدة لاستصدار جوازات السفر البيومترية. وأكد السيد هني بالمناسبة أن مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية بصدد توفير كل الوسائل والإمكانات بهدف الاستجابة لكل الطلبات، لا سيما استصدار جوازات السفر من خلال الآجال المعهودة التي تتراوح ما بين شهر وشهر ونصف. ومن جهة أخرى، تطرق نفس المصدر إلى مشكل وجود العديد من جوازات السفر على مستوى بعض دوائر الوطن، والتي بالرغم من كونها جاهزة منذ فترة إلا أن أصحابها لم يتقدموا أمام الدوائر لاستلامها بالرغم من إشعارهم بذلك عن طريق الهاتف أو البريد.