تمكنت شريحة كبيرة من الأساتذة والمقتصدين أمس من زعزعة استقرار أول فصل دراسي بعدما بطل مفعول مُسكّنات الوزيرة نورية بن غبريط، حيث عرف الإضراب الذي دعت إليه كل من نقابة (الكناباست) ولجنة موظفي المصالح الاقتصادية استجابة كبيرة عبر كامل ربوع الوطن، يحدث هذا في وقت يعيش فيه تلاميذ النهائي حالة من الاحتقان بفعل مخلفات الإجراءات الجديدة لامتحان البكالوريا . صرح مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام على مستوى مجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية ابتدائي-متوسط-ثانوي (الكناباست)، أن نسبة الاستجابة للإضراب في يومه الأول الذي دعت إليه النقابة بلغ حوالي 85 بالمائة على مستوى ثانويات الوطن، مؤكدا أن الإضراب سيستمر في يومه الثاني اليوم كما كان مقررا بعد اللقاء الذي جمعهم بالوصاية أول أمس، والذي وصفه ب (السلبي). وأضاف بوديبة أن نسبة الاستجابة بالنسبة للطور المتوسط كانت في حدود 40 بالمائة، فيما كانت النسبة ضعيفة في المدارس الابتدائية، إذ بلغت نسبة 20 بالمائة وهذا راجع -حسبه- كون النقابة انتقلت حديثا من مجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني إلى مستوى مجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية ابتدائي-متوسط-ثانوي، وهذا ما يفسر نوعا ما ضعف نسبة الاستجابة بالنسبة للأطوار الثانية من دون الثانوي. وسيستمر الإضراب في يومه الثاني اليومر استنادا إلى ما أكده المكلف بالإعلام ل (الكناباست) كون اللقاء الذي جمعهم مع الوصاية أمس لم يأتي بجديد يذكر، واصفا إياه ب (السلبي). واعتبر ذات المسؤول النقابي أن الإجابات التي تحصلوا عليها لم تكن مقنعة، وهو الأمر الذي ينبئ بتعفن أكبر في الأوضاع على مستوى قطاع التربية وقد يزيد من وتيرة الإضرابات قد تصل إلى إمكانية حتى الوصول إلى إضراب مفتوح ماداموا لم يتلقوا الملموس -يضيف المصدر- (نتيجة أساليب التلاعب التي ينتهجها ممثلو وزارة التربية). في سياق متصل، ما تزال اللجنة الوطنية المستقلة لموظفي المصالح الاقتصادية مصرة على لغة الإضراب، حيث أكدت مصادر نقابية ل (أخبار اليوم) أن احتجاجات أمس عرفت استجابة قوية ومتزايدة بفضل تجند القاعدة النضالية -تقول ذات المصادر- والتحاق عدد كبير من المقتصدين غير المنخرطين في اللجنة بالحركة الاحتجاجية، وأضافت أن الإجراءات العقابية المسلطة على المضربين زادت من عزمهم للتصعيد، وعدم التراجع إلى غاية افتكاك الحقوق (المسلوبة). وتحدى المقتصدون المضربون للشهر الرابع على التوالي قرار الاتحادية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء المركزية النقابية بتعليق إضرابهم، على أن تتواصل جلسات الحوار مع وزارة التربية الوطنية التي تعهدت بالتكفل بمعظم انشغالاتهم خلال لقاء جمع صبيحة أمس ممثلي المركزية النقابية برئيس ديوان وزارة التربية. هذا، واعتبر فرحات شابخ، الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية، أن وزارة التربية الوطنية (وافقت مبدئيا على مطالب المقتصدين)، كما وافقت على فتح أبواب الحوار في الأيام القليلة القادمة. أما بالنسبة لعمال المصالح الاقتصادية غير المنضوين تحت لواء الاتحادية فأكد شابخ (أنهم في حال العودة إلى العمل فالاتحادية تدعم استفادتهم من نفس الإجراءات التي استفاد منها عمال المصالح الاقتصادية التابعين للإتحادية). من جهة أخرى، أثارت تصريحات وزيرة التربية الوطنية بخصوص الإجراءات الجديدة في البكالوريا غضب آلاف تلاميذ الطور الثانوي المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا، حيث يعتزم هؤلاء الدخول في إضراب ردّا على الوزيرة لحملها على التراجع عن القرارات التي يعتبرها التلاميذ (تعجيزية)، حسب ما تناقلته عدة تقارير إعلامية مؤخرا، وهو ما يزيد دون شك من متاعب وزيرة التربية الجديدة المثقلة أيضا بمشاكل العمال والمستخدمين.