لليوم الثالث على التوالي يواصل الأساتذة والمعلمون وعمال قطاع التربية عموما إضرابهم عن العمل، وما يلاحظ أن ثانويات، ومتوسطات ومدارس ابتدائية جديدة قد انضمت بداية من نهار أمس إلى هذا الإضراب، وهذه المؤسسات التربوية الجديدة هي تلك التي تنضوي نقابيا تحت لواء نقابة » كلا « بالعاصمة ، وتحت لواء النقابة المستقلة لعمال التربية » ساتاف « ، في منطقة القبائل ، وبعض الولايات الأخرى، وقدرت النقابات نسبة الاستجابة أمس ب 90 بالمائة في التعليم الثانوي، وبين 70 و90 بالمائة في المراحل التعليمية الثلاث. أكد أمس الأستاذ مسعود بوديبة، العضو القيادي النشط في نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ) كناباست ( أن نسبة الاستجابة للإضراب الجاري منذ أول أمس ارتفعت في اليوم الثاني إلى 90 بالمائة على مستوى الأساتذة، ونسبة 95 بالمائة على مستوى الثانويات، وفي بعضها كانت الاستجابة في بعض الثانويات 100 بالمائة. أما في مرحلتي التعليم الابتدائي والمتوسط، فتراوحت نسبة الاستجابة بين 70 و90 بالمائة. وقال بوديبة أن عمال القطاع حققوا كل هذه النسب، التي تعني بكل وضوح النجاح التام للإضراب، رغم أن وزارة التربية وجهت مراسلة إلى مديريات التربية عبر الولايات، تحثهم فيها على الخصم من أجور العمال المضربين، وهذا بالفعل ما هم بصدد تطبيقه. وعن هذا الخصم قال بوديبة : هذا الإجراء يمس عمال القطاع والأستاذ في كرامته، وقد نجم عنه تذمر في أوساطهم. وحسب ما تداول عن الحاج دلالو رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، فإنه قال أن وزارة التربية الوطنية لجأت إلى العدالة، وقد فصلت هذه الأخيرة بعدم شرعية الإضراب، وعن هذا قال بوديبة،عضو المكتب الوطني المكلف بالاعلام، أن نقابته » كناباست « لم تتلق أية معلومة أو استدعاء من أية جهة قضائية، ولا شيء من هذا حتى هذه اللحظة. وتعليقا عما إذا كانت وزارة التربية لجأت فعلا إلى العدالة من أجل وقف الإضراب، قال ممثل »كناباست« : نعيب على وزارة التربية لجوءها إلى العدالة، وقد كان من المفروض على وزير التربية أن يقدر نجاح هذا الإضراب بالنسبة المرتفعة التي حققها، التي هي دليل على شرعية المطالب المرفوعة. وواصل بوديبة قائلا: من المفروض أن وزير التربية هو الذي يدافع عن الأستاذ ومطالبه المشروعة، وأن يلجأ إلى الهيئات العليا لتحقيق المطالب، لا إلى العدالة والتهديد والوعيد. ومن جهته، المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين أوضح في بيان أصدره أمس أن نسبة الإضراب في اليوم الأول فاقت 75 بالمائة في جميع الأطوار، وفي اليوم الثاني )أمس( النسبة بلغت 90 بالمائة في جميع الأطوار، وقد ندد المجلس باستعمال العدالة لوقف الإضراب واعتباره غير شرعي، وفي نفس الوقت قال المجلس الوطني أنه سوف ينظم اعتصاما وطنيا نهار اليوم أمام وزارة التربية، ورئاسة الجمهورية، احتجاجا مثلما قال البيان على الوضعية المزرية التي لحقت بالأساتذة المتعاقدين بعد الإعلان عن مسابقات التوظيف ، والتي تتضمن شروطا تعجيزية، تتمثل في : عدم السماح لحاملي شهادة الليسانس من اجتياز مسابقة التوظيف في الثانوي، واشتراط شهادة ماستر أو الماجستير، عدم فتح كل التخصصات في الطورين الابتدائي والمتوسط، إلغاء بعض الشهادات في مسابقة التوظيف ( الحقوق، مهندس دولة، اللغة الاسبانية، اللغة الألمانية، اقتصاد وتسيير، ثم انعدام مسابقة التوظيف في بعض الولايات. ومن جانبه الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أصدر أمس تصريح صحفيا أعطى فيه نسب الاستجابة المسجلة في الإضراب في يومه الثاني، في الأطوار الثلاث، عبر كل الولايات، حيث قال أن نسبة الاستجابة في أدرار بلغت 35 بالمائة، وفي الشلف 68.85 بالمائة، ثم الأغواط 75 بالمائة، وأم البواقي 87 بالمائة، وباتنة 85 بالمائة، في الوقت الذي كانت فيه في بسكرة 50.75 بالمائة، وفيالبويرة 95 بالمائة، وتمنراست 40 بالمائة، وتبسة 90 بالمائة، وتلمسان 75 بالمائة، وقسنطينة 88 بالمائة، وسطيف 28.89 بالمائة، ووهران 65 بالمائة، ومعسكر 95 بالمائة، وورقلة 95 بالمائة، وتيزي وزو 92 بالمائة، والجزائرغرب 90 بالمائة، والجزائر شرق 85 بالمائة، والجزائر وسط 55 بالمائة، وجيجل 75 بالمائة. وانتقد التصريح بشدة المواقف التي قال عنها أنها استفزازية لوزارة التربية التي استعملتها ضد المضربين تطبيقا للتعليمة الصادرة أول أمس، القاضية بالخصم من أجور المضربين، بمن فيهم المنتدبين، مؤكدا في ذات الوقت أن النتائج المعلن عنها من قبل وزارة التربية تخالف الواقع، ولا يستسيغها عاقل، وهو يرى جحافل التلاميذ يعودون إلى ديارهم، وأبواب المؤسسات التربوية موصدة، ولا عجب في هذا فقد اعتدنا من وزارتنا على تقدير نتائج الإضرابات السابقة ب 2 و 3 في المائة، وغدت معروفة لدى الخاص والعام.