كثيفة هي لحية أردا توران، لكنها لا تخفي الإبتسامة البهيجة التي تعبر عن سعادته ورضاه. فقائد كتيبة أتلتيكو مدريد يحظى بمكانة خاصة لدى دييجو سيميوني، فهو يترجم أفضل من أي كان فلسفة مدربه على أرض الميدان، المبنية على الروح العالية والعمل الدؤوب. وعلى الرغم من عشقه الكبير لمداعبة الكرة بشكل متواصل، إلا أن متوسط ميدان أتلتيكو مدريد يدافع عن أسلوب لعب فريقه المتألق في الساحة الأوروبية. آردا توران خص موقع الفيفا بحوار مطول ارتاينا أن نقدم لكم أهم ماجاء فيه. **حتى وإن واصل أتلتيكو مدريد إسعاد محبيه بنتائج إيجابية اوروبيا ومحليا، إلا أن أسلوب لعبه قد لا يقنع الجميع، ماذا تقول لمن ينتقدون أسلوب لعبكم؟ * آسف لذلك، ربما لا نلعب بطريقة جميلة، لكننا نفوز، وفي كرة القدم هناك فرق تلعب جيداً لكنها لا تربح المباريات ولا تحصد الألقاب. أكيد أننا نتوق في بعض الأحيان لامتلاك الكرة أكثر، لكننا لا نمتلك كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي في الفريق، ولهذا نحن مجبرون على اللعب كفريق وأن نقوم بمجهود أكبر وأن ندافع أكثر من ريال مدريد أو برشلونة، وهو ما مكننا من الفوز بلقب الدوري. أحترم كل الآراء، وأحب طريقة لعب برشلونة وأسلوب بايرن ميونيخ، على سبيل المثال، لكني أحب أكثر أسلوب لعبنا. ** عندما قدمت إلى أتلتيكو مدريد في عام 2011، كان الفريق قد حقق للتو لقب الدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبية، لكنه رغم ذلك لم يكن قادراً على منافسة برشلونة وريال مدريد إلى أن قدم سيميوني، ما سر ذلك التحول؟ * عندما قدم سيميوني، كان أول ما قاله لنا إن استطعنا الحفاظ على نظافة شباكنا، فإن تسجيلنا لهدف واحد سيمنحنا الفوز. لقد كان من المهم جداً أن لا نقبل الأهداف، ولهذا كان يجب علينا أن نكون متلاحمين، وأن ندافع جميعاً عن منطقتنا. إن ثقافتنا تنبني على العمل الجاد والمتواصل، فنحن نعتبر كل مباراة كما لو كانت نهاية ونحاول أن نركز بشكل كامل على الخصم الذي نواجهه. حقيقة أن برشلونة وريال مدريد يتفوقان علينا في الموارد المالية والمهارات الفردية، لكننا بتركيزنا على كل مباراة على حدة وبالعمل الجماعي يمكننا أن نواجههما ونتغلب عليهما. ** يصفك سيميوني باللاعب المتميز ، ورغم أنه يريدك أن تصنع الفارق بمهاراتك فإنه يطلب منك أيضاً أن تقوم بمجهود من أجل الفريق، كيف توفق بين المهمتين؟ * لا أعتقد أنني وحدي المتميز أو المهاري في الفريق، بل هناك أيضا جريزمان وكوكي وآخرون...وفيما مضى كان هناك أيضا دييجو كوستا ودييجو ريباس وإننا كتلة واحدة ونحن واعون أن مهمتنا هي تقديم الإضافة للفريق. يجب علينا ألا نكون أنانيين وأن نكون جزءاً من الفريق وأن نطبق تعليمات المدرب. ذاك هو السبيل إلى النجاح. أعتقد أنه من المهم بالنسبة لي أن أكون سعيداً ومبتسماً. إنها فلسفتي في الحياة. كما أنني أريد أن أجعل الناس سعداء. ** لكن أنت المسؤول عن تهدئة اللعب عندما يمر الفريق بفترات صعبة خلال المباراة، فكيف تستطيع أن تحافظ على هدوئك في تلك الظروف؟ * إنها مهمتي! (يضحك) فأنا المسؤول عن تنظيم هجمات الفريق، وعندما يكون الفريق تحت الضغط فإني أعمل على الإحتفاظ بالكرة وإعطاء الفرصة للزملاء كي يستردوا أنفاسهم وينظموا صفوفهم، وأحاول آنذاك إجبار الخصوم على ارتكاب الأخطاء كي نستعيد مواقعنا...قبل المباراة أشعر بتسارع ضربات قلبي بشدة (يضرب بيده على صدره)، ولكن مع صافرة البداية أستعيد هدوئي. بعد ذلك لا أشعر بالتوتر، بل على العكس أحس بثقة كبيرة وأنا على أرضية الملعب. لا أدري ما سر ذلك، ربما كنت مهووساً (يضحك بصوت عال). ** أو يكون تفسير ذلك في طريقة فهمك لكرة القدم؟ حيث أن رؤيتك مبتسماً خلال المباراة أمر نادر الحصول عند اللاعبين الذين يلعبون على مستوى عال. * أعتقد أنه من المهم بالنسبة لي أن أكون سعيداً ومبتسماً. إنها فلسفتي في الحياة. كما أنني أريد أن أجعل الناس سعداء. قد يكون المرء منا نجماً وتكون له شهرة كبيرة ويفوز بألقاب كثيرة، لكن بعد نهاية مسيرته الكروية فإن الناس تتذكر شخصك، وبالنسبة لي فإنه من المهم أن يتذكرني الناس كشخص جيد. رغم ذلك، أتفهم موقف اللاعب الذي يحيط نفسه بشيء من الوقار الزائد ويخط الحدود مع الآخرين، فاللاعبون الكبار يعيشون ضغطاً كبيراً. لا أريد أن أصدر موقفاً في حقهم، لكني أعبر عن السعادة لأني فعلاً أشعر بها، فأنا في نهاية المطاف أعيش حلماً رغبت في تحقيقه منذ صغري. ** بعد أن حققتم لقب الدوري الإسباني وبلغتم نهاية دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، حققتم مع بداية الموسم الحالي لقب السوبر الأسباني على حساب ريال مدريد وبلغتم الدور ثمن النهائي لأبطال أوروبا، هل ترون أنفسكم قادرين على المنافسة على جميع الواجهات؟ * نعم، نريد أن ننافس حتى النهاية كما فعلنا في الموسم الماضي. وعلى صعيد دوري أبطال أوروبا، نريد أن نمر إلى الدور التالي وأن نتصدر مجموعتنا كي نضمن لعب مباراة الإياب في الدور المقبل على أرضنا وأمام جماهيرنا، لكن الأمر لن يكون سهلاً. فخلال الأربع سنوات التي قضيتها هنا، أصعب مباراة كانت تلك التي واجهنا فيها يوفنتوس على ملعب كالديرون (فاز الأتليتكو بهدف وحيد كان من توقيع توران). فعندما نلعب ضد برشلونة نعي جيداً أنهم سيستحوذون على الكرة وأنه يجب علينا أن ندافع جيداً، وعندما نواجه ريال مدريد نكون حذرين من هجماتهم المضادة...لكن الأمر كان صعباً جداً أمام يوفنتوس، فهم يلعبون بطريقة مشابهة لطريقة لعبنا كما أنهم يتمتعون بقوة بدنية كبيرة، أجبرتنا على الركض كثيراً والعمل بشكل متواصل. حقيقة لم نقدم أداءاً راقياً، لكننا لعبنا بأسلوبنا...وحققنا الفوز.