تشهد تركيا وعدد من الدول الغربية الشهر الجاري عرض الفيلم التركي "خمس مآذن في نيويورك" الذي يرصد مظاهر لكراهية الإسلام والمسلمين في أمريكا عقب أحداث 11 سبتمبر، وسط نجاح جماهيري واسع، تخطى في الأسبوعين الأولين من عرضه المليونين والنصف المليون مشاهد. وهذا الفيلم هو الثاني الذي يعبر عن صوت المسلمين في أمريكا والغرب الرافض لوصم الإسلام والمسلمين بالإرهاب؛ حيث عُرض بعد أشهر قليلة من عرض الفيلم الهندي "اسمي خان" للممثل شاروخان الذي يحكي عن المصاعب التي يتعرض لها هنديٌ مسلم خلال معيشته في أمريكا. وفيلم (خمس مآذن في نيويورك) الذي ألفه وأخرجه التركي محسن كيرميز غول، وشارك في بطولته مع آخرين يتناول ظاهرة الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) التي اجتاحت أمريكا عقب تفجيرات 11 سبتمبر 2001، وأضرت بالكثير من المسلمين هناك، وذلك في إطار فيلم من أفلام الحركة "أكشن"، محمل بالعديد من الرسائل التي تدل على قيم السلام والتفاهم والتسامح في الإسلام، وفق ما نشرته صحيفة "حريت ديلي نيوز" وعدة صحف تركية أخرى. وقصة الفيلم تبدأ بتكليف ضابطين من أكفأ ضباط وحدة مكافحة الإرهاب في جهاز الشرطة التركي، وهما فيرات باران الذي يقوم بدوره قيرميزي غول، وأجار أيدن الذي يقوم بدوره مصطفى ساندال، بالسفر إلى الولاياتالمتحدة للمشاركة في العثور على زعيم منظمة إرهابية تركية اسمه الحركي "دجَّال". ويتعاون معهما فريق من جهاز التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي" يترأسه الضابط بيكر الذي يكره الإسلام والمسلمين بشدة، ومن هنا تبدأ المشاهد الأكثر إثارة في الفيلم من خلال الاحتكاكات التي تحدث بين الفريقين، وكذلك بينهما وبين عدد من المسلمين في أمريكا. والفيلم الذي كلَّف ميزانية ضخمة قدرها 20 مليون دولار بدأ عرضه في تركيا وخارجها في 5 نوفمبر الجاري، وحقق رقماً ضخماً في المشاهدة بلغ 2.5 مليون مشاهد خلال الأسبوعين الماضيين، وسط توقعات بزيادة هذا العدد في الأيام المقبلة مع عرضه في دور سينما أوروبية جديدة، وهو ما دفع بعض النقاد الأتراك للتنبؤ بأنه سيفتح الأبواب أمام السينما التركية إلى العالمية. و"5 مآذن في نيويورك" هو الفيلم الثالث لقيرميزي غول، وعنوانه مستوحى من الأغنية الشعبية التركية "5 مآذن في بتليس" وهي مدينة صغيرة في شرق تركيا ورد ذكرُها في الفيلم أيضاً. رسائل كثيرة ورغم النجاح الجماهيري والفني الذي حققه الفيلم، إلا أن بعض النقاد أشاروا إلى بعض أوجه القصور، ومنهم إمرة غولر في صحيفة "حريت ديلي نيوز" التركية الذي انتقد احتواء الفيلم على "رسائل كثيرة باتت تتدفق على المتفرج من كل صوب" مثل تلك التي وردت في المشاهد التي كان فيها هاجي (مسلم أمريكي معتدل) يعظ بشأن رسالة السلام في الإسلام، وخطاب الشرطي التركي آجار عن استقامة الشرطة التركية، وهي المشاهد التي "أخذت حيزاً كبيراً من الفيلم، وكأنها دروس لطلاب في المرحلة الثانوية". ويتميز الفيلم الذي تم فيه الاستعانة بأحدث التقنيات في قطاع السينما بتركيا وهوليوود بأن 50% منه يجري تصويرُه بالإنجليزية في الولاياتالمتحدة، كما أن نجومه خليط من الممثلين الأتراك والأمريكيين. وعرض الفيلم في تركيا والنمسا وألمانيا وهولندا، ومن المقرر عرضه في بريطانيا واليابان ولوكسمبورغ، وبحسب المنتج المنفذ للفيلم، مراد توكات، فإن الفيلم بيع حتى الآن ل 15 دولة. ومن طريف ما حدث خلال تصوير الفيلم في قلب مدينة نيويوركالأمريكية أنه أثناء تصوير أحد المشاهد أسفل كوبري منهاتن وقع هلعٌ شديد بين أهالي المنطقة حين فوجئوا بسيارة جاغوار موديل 2008 تطير في الهواء محدثة دوياً هائلاً ونيراناً تكسوها أدخنة كثيفة، بالإضافة إلى ما يزيد على 50 من رجال الأمن منتشرين في الشارع. وقد هرع الأمريكيون للاتصال بالشرطة على رقم 911، للإبلاغ والاستفسار عما يحدث، خاصة وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تشهد حالياً جدلاً كبيراً حول مسألة إقامة مركز إسلامي بالقرب من مكان تفجير برجي التجارة العالميين؛ وهو ما يثير الخشية من وقوع ردود أفعال دموية من جماعات متطرفة. * فيلم (خمس مآذن في نيويورك) الذي ألفه وأخرجه التركي محسن كيرميز غول، وشارك في بطولته مع آخرين يتناول ظاهرة الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) التي اجتاحت أمريكا عقب تفجيرات 11 سبتمبر 2001، وأضرت بالكثير من المسلمين هناك، وذلك في إطار فيلم من أفلام الحركة "أكشن"، محمل بالعديد من الرسائل التي تدل على قيم السلام والتفاهم والتسامح في الإسلام، وفق ما نشرته صحيفة "حريت ديلي نيوز" وعدة صحف تركية أخرى.