عصفت التراجعات الحادة لأسعار النفط بعملات 13 دولة من بين كبار منتجي النفط في العالم، تصدرها الروبل الروسي بنسبة 39 في المائة، والبيزو الكولومبي ب 23 في المائة، والكرون النرويجي بنسبة 18 في المائة، والريال البرازيلي ب15 في المائة. فيما فقد الدينار الجزائري 8 في المائة من قيمته منذ 19 جوان الماضي. كما خسر الريال الإيراني 5 في المائة من قيمته، وذلك خلال الفترة من 19 حزيران (يونيو) من العام الجاري (أعلى نقطة لأسعار النفط)، حتى أمس، فيما لم يتأثر الريال السعودي نظرًا لربطه بالدولار الأمريكي قبل نحو 30 عامًا، ووفقًا لتحليل وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة الاقتصادية ، خسر خام برنت 16 دولارًا خلال الشهر الأخير، ليتراجع بنسبة 26 في المائة، من 77.5 دولار للبرميل في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إلى 61.5 دولار للبرميل، بحسب إغلاق الجمعة الماضي. كما خسر نحو 54 دولارًا للبرميل من أعلى نقطة في 19 حزيران (يونيو) الماضي، بنسبة تراجع تقارب 47 في المائة، وبحسب كتاب حقائق العالم، بلغ إنتاج العالم من النفط في العام الماضي 2013، نحو 84.8 مليون برميل يوميًّا، ينتج أكبر 20 دولة نفطية 85.5 في المائة منهم بنحو 72.5 مليون برميل يوميًّا، واستحوذت خمس دول على 44 في المائة (37.6 مليون برميل يوميًّا) من إنتاج النفط العالمي وهي: روسيا، والسعودية، والولايات المتحدة، وإيران، والصين. ومن بين الدول الخمس الكبار، تعرضت عملات الدول المنتجة للنفط لتراجعات حادة نتيجة هبوط أسعار النفط، تصدرها الروبل الروسي بنسبة 39 في المائة أمام الدولار الأمريكي، خلال الفترة من 19 حزيران (يونيو) الماضي حتى أمس، وروسيا أكبر منتج للنفط في العالم بحسب إنتاج العام الماضي البالغ 10.9 مليون برميل يوميًّا، بنسبة 12.9 في المائة من إنتاج العالم. كما فقد الريال الإيراني 5 في المائة من قيمته خلال الفترة نفسها (أقل من ستة أشهر)، على الرغم مما شهده الريال الإيراني من تراجعات كبرى منذ فرض العقوبات الاقتصادية عليها بسبب ملفها النووي، حيث تعد إيران رابع دول العالم إنتاجًا للنفط بنحو 4.2 مليون برميل يوميًّا في 2013، وتشكل نحو 5 في المائة من الإنتاج العالمي. على الجانب الآخر، لم تتعرض عملات الدول الثلاث الأخرى (السعودية والولايات المتحدة والصين) لأية تراجعات، بل إن الدولار الأمريكي قد شهد ارتفاعات جيدة أمام بقية العملات منذ بداية العام وحتى الآن، واستفادت السعودية من ربط عملتها بالدولار الأمريكي، ما جنب الريال التراجعات الحادة جراء انخفاض أسعار النفط الأخيرة. وفيما يخص الدول العربية في قائمة أكبر 20 منتجًا للنفط، فقد شملت القائمة خمس دول عربية بخلاف السعودية، وهي العراق والإمارات والكويت والجزائر وقطر، حيث استقرت أسعار الدرهم الإماراتي والريال القطري دون تغير بالتزامن مع تراجعات أسعار النفط، نظرًا لربطهما بالدولار الأمريكي، إلا أن الدينار العراقي تراجع 2 في المائة، والدينار الكويتي بنسبة 3 في المائة، فيما فقد الدينار الجزائري 8 في المائة من قيمته منذ 19 حزيران (يونيو) الماضي. وتراجعت عملات كل من كولومبيا والنرويج والبرازيل والمكسيك بنسب 23 في المائة، و18 في المائة، و15 في المائة، و12 في المائة على التوالي خلال أقل من ستة أشهر، كما انخفضت النيرة النرويجية بنسبة 9 في المائة، والجنية الإسترليني بنسبة 7 في المائة، والدولار الكندي بنسبة 6 في المائة. وعمق النفط من خسائره الجمعة الماضية، بعد أن ذكرت وكالة الطاقة الدولية، أنه إذا أبقت أوبك على مستويات إنتاجها دون تغيير فإن فائض المعروض العالمي سيصل إلى مليوني برميل يوميًّا في النصف الأول من عام 2015 حينما ينقص الطلب في العادة، وخفضت وكالة الطاقة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2015، بواقع 230 ألف برميل يوميًّا إلى 900 ألف برميل يوميًّا، بناء على توقعات بانخفاض استهلاك الوقود في روسيا وغيرها من الدول المصدرة للنفط.