أغلقت تونس صباح أمس الأحد معبر رأس جدير الحدودي (أكبر بوابة برية بين تونس وليبيا) بعد أن احتدت المواجهات المسلحة بين القوات التابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر وقوات (فجر ليبيا) (إسلامية) للسيطرة على المعبر. في وقت سابق صباح أمس الأحد أعلنت قوات حفتر السيطرة على المنطقة الممتدة من بوكماش (100 كلم غرب العاصمة الليبية) وحتى معبر رأس جدير، بعد مواجهات عنيفة مع قوات (فجر ليبيا). وأفاد شهود عيان في منطقة الزكرة التابعة لمدينة بنقردان القريبة من الحدود التونسية الليبية بأنهم سمعوا فجر الاحد دوي انفجارات، وشاهدوا أعمدة دخان من جهة معبر رأس جدير. وقال أحد العائدين من ليبيا عبر المعبر (هناك معارك مسلحة تدور في معبر رأس جدير هدفها السيطرة على المعبر والوضع الأمني متأزم)، مشيرا إلى أن هناك العديد من التونسيين عالقين في الجانب الليبي من المعبر. وأغلق الأمن التونسي المعبر في الاتجاهين من وإلى ليبيا وتم منع الليبيين المغادرين إلى بلادهم ورجعوا إلى مدينة بنقردان الحدودية. ولم يتسن الحصول على أي توضيح من مصادر أمنية في الجانب التونسي من المعبر. يذكر أنه في الاونة الاخيرة انتشرت قوات أمنية وعسكرية كبيرة على الحدود التونسية بعد أن دعت خلية الازمة في تونس جميع قوات الأمن إلى رفع حالة التأهب القصوى على الحدود مع ليبيا. وتدور معارك شرسة منذ أوت الماضي في مناطق غرب العاصمة بين قوات فجر ليبيا التي تتشكل من كتائب ثوار إسلامية، وتستمد شرعيتها من المؤتمر الوطني العام بطرابلس، المنتهية ولايته، وقوات حفتر والتي تستمد شرعيتها من مجلس النواب بطبرق (أقصى الشرق) الذي صدر حكم من المحكمة العليا في طرابلس ببطلان الانتخابات التي أفضت إليه.