تجري في تونس، غدا الأحد، الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، بين الرئيس المؤقت المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي وبين رئيس الحزب الفائز بالانتخابات التشريعية الاخيرة الباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب نداء تونس. وكان قائد السبسي (88 عامًا) والمرزوقي (69 عامًا) حصلا على التوالي على نسبة (39.46 بالمائة) و(33.43 بالمائة) من إجمالي اصوات الناخبين خلال الدورة الاولى التي أجريت يوم 23 نوفمبر الماضي. وإنطلفت اول امس في وقت متأخر عملية الاقتراع في أستراليا وتواصلت بالامس في بقية البلدان ،ومن المفترض أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن نتائج الدورة الثانية بين 22 و24 ديسمبرالجاري. وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد وجهت تنبيهًا إلى المترشح المنثف المرزوقي بعدما قال في إحدى خطبه: من دون تزوير لن ينجحوا ،مشيرا الى قايد السبسي. ويسار الى أن هذه أول انتخابات رئاسية حرة وتعددية في تاريخ تونس التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا في العام 1956 طوال أكثر من نصف قرن، رئيسان فقط هما الحبيب بورقيبة (1987-1956) وزين العابدين بن علي (2011-1987). وضع صعب قال المرشّح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية الباجي قايد السبسي، إنّه لا يملك عصا سحرية لإنقاذ تونس من الوضع الصعب الذي تعيشه اليوم، في حال فوزه في السباق الرئاسي الذي يجري يوم 21 ديسمبر الجاري. وأضاف السبسي في حوار خاص، إن الناس يجب ألا يفهموا أننّي سأخلّص تونس خلال السنة الأولى من الحكم، من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لأنّ هناك تراجعاً في كل المجالات ، بحسب تعبيره. تحسين العلاقة مع دول الخليج لتحسين الاقتصاد وربط السبسي بين تحسّن الوضع الاقتصادي التونسي و بين تحسين العلاقة مع دول الخليج وبعض الدول الكبرى، وهذا لن يكون في عام ولكن خلال 5 سنوات ، معتبراً أن تشكيل حكومة وطنية لها مصداقية هو الخطوة الأولى نحو خارطة طريق من أجل تطوير تونس وتحقيق الاستقرار وتعزيز الاستثمار . وردّ السبسي على اتهامات منافسه محمد منصف المرزوقي له، بأنّه من رموز النظام السابق وليس ديمقراطياً، وأنّه يهدّد الحياة السياسية بالتغوّل بعد تصدّر حزبه لنتائج الانتخابات البرلمانية، ردّ بأنّ هذا الكلام غير صحيح وأنّه يقول له ولحملته الله يهديكم ، مستشهداً بقوله تعالى: من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً . واستنكر تصريحات المرزوقي بأنّ فوزه سيكون بالتزوير، معتبراً هذا الملف من مشمولات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وحدها. لا أحد في مأمن من الإرهاب وفيما يتعلّق ببرنامجه للقضاء على الإرهاب قال السبسي، إنه لن يطرح مسألة محاسبة من تسبّب في ذلك لأنّنا سنسقط في محاسبة بعضنا في الماضي والحاضر مع أنها ظاهرة ترتبط بالملفات الاجتماعية والاقتصادية والأوضاع الإقليمية، ولا أحد في مأمن منها وخاصة الدول الغربية ، بحسب تعبيره. وتابع قوله، إن تونس وحدها غير قادرة على التغلّب على هذه الظاهرة وهذا يفرض علينا العمل مع شركاء، وخاصة دول الجوار والدول الكبرى والتوافق معهم على المستوى الاستراتيجي للقضاء على هذه الآفة . حول سؤال يتعلّق بسبب ترشّحه لرئاسة تونس، قال السبسي إنّه تعلّم ألا يبقى على الربوة يتفرّج، مؤكّداً أنّ الوضع الذي عاشته تونس خلال الثلاث سنوات الأخيرة دفعه للترشح. ويتنافس في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية كل من المنصف المرزوقي، الرئيس المنتهية ولايته، والمرشّح المستقل والمدعوم من أحزاب ثورية، والباجي قايد السبسي، مرشّح حزب نداء تونس الذي يعتبره الكثيرون امتداداً لحزب التجمّع المنحل، الذي كان يرأسه الرئيس السابق بن علي.