شرع رئيس دولة فلسطين محمود عباس أمس الأحد في زيارة دولة للجزائر تستغرق ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وكان في استقبال الرئيس الفلسطيني بمطار هواري بومدين الدولي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح والوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة. ومن المنتظر أن يستعرض الرئيس محمود عباس خلال هذه الزيارة مع المسؤولين الكبار الجزائريين آخر تطورات القضية الفلسطينية الى جانب البحث عن سبل تجنيد دعم أكبر من طرف الأمة العربية والمجموعة الدولية بصفة عامة من أجل تكريس حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس. من جهته سيستعرض الوفد المرافق للرئيس الفلسطيني مع أعضاء الحكومة وضع وآفاق التعاون بين الجزائروفلسطين وكذا تعزيز تضامن الجزائر المطلق مع الشعب الفلسطيني. ويتوقع متتبعون أن تُطرح أخطر التحديات والرهانات الكبرى وآخر تطورات القضية الفلسطينية على طاولة اللقاء بين الرئيسين بوتفليقة وعباس، ومن بينها محاولات تجريم المقاومة الفلسطينية الشريفة، من خلال سعي بعض الدول لإدراج حركة (حماس) في خانة التنظيمات الإرهابية، وهذا ما ترفضه الجزائر رفضا قاطعا، ولعل هذه النقطة ترفع أسهم الجزائر في نظر الشرفاء في فلسطين كثيرا. ستتناول المحادثات سبل تجنيد دعم أكبر من طرف الأمة العربية والمجموعة الدولية بصفة عامة من أجل تكريس حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس. وسيستعرض الوفد المرافق للرئيس الفلسطيني مع أعضاء الحكومة وضع وآفاق التعاون بين الجزائروفلسطين، وكذا تعزيز تضامن الجزائر المطلق مع الشعب الفلسطيني الشقيق . وتتزامن زيارة عباس إلى الجزائر مع استعداد القيادة الفلسطينية التوجه نحو مجلس الأمن لاستصدار قرار الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وهو المسعى الذي تؤيده وتسانده الجزائر التي تبقى وفية لواجبها تجاه القضية الفلسطينية. وإضافة إلى الدعم الإنساني لقطاع غزة المحاصر، والدعم السياسي لإنعاش جهود توحيد الصف الفلسطيني، ينتظر الفلسطينيون من الجزائر مواصلة العمل على تثبيت المقاومة كخيار إستراتيجي لدحر الاستدمار الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وهو خيار تضعه الجزائر في مقدمة أولويات القضية الفلسطينية، علما أنها رفضت إدراج التنظيم الدولي (الإخوان المسلمين) كجماعة إرهابية، كما يطالب بذلك النظام الانقلابي في مصر وبعض أنظمة دول الخليج العربي، علما أن انتساب حماس، إيديولوجيا، لتيار الإخوان وضعها في حرج حقيقي، حيث تسعى بعض العواصم العربية الموالية لأمريكا إلى استصدار قرار عربي مشترك يضع حماس على قائمة الجماعات الإرهابية، وهو ما ترفضه الجزائر بشدة. وإلى جانب الوقوف في صف المقاومة، لم تتوان الجزائر يوما في تقديم يد المساعدة للشعب الفلسطسني، سواء كانت حكومة أو شعب أو جمعيات ومجتمع مدني، حيث أن حب فلسطين متأصل في أعماق الجزائريين وقد قالها الرئيس الراحل هواري بومدين الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة . من جانب آخر، أيّد ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينبالجزائر صلاح محمد دعمه للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في توجهه للأمم المتحدة مفندا هذا الخيار مقارنة بمواصلة اللجوء الى المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية التي كما قال لم تحقق الهدف المرجو. وذكر محمد صلاح في كلمة ألقاها خلال فعالية سياسية بمناسبة مرور 47 سنة على انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أننا نؤيد خطوات الذهاب الى الأممالمتحدة باعتبارها وسيلة من وسائل المقاومة لنيل حق الشعب الفلسطيني . وأكد أن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) اختار هذا المنحنى كخيار عقب الدورات القائمة على خيار المفاوضات والتي عملت لحد الآن فقط لصالح إسرائيل بكسبها المزيد من الوقت في كل مرة لمواصلة انتهاكاتها .