عباس: مصمّمون على استرجاع حقوق شعبنا أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الثلاثاء قبيل مغادرته بلادنا عن امتنانه للدعم الكبير الذي تقدّمه الجزائر لنصرة القضية الفلسطينية، وقال: (نحن نعوّل على ما تستطيع الجزائر بوزنها الكبير عربيا وإفريقيا ودوليا عامّة لتمكين شعبنا من إقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف). حيّى الرئيس عباس (أبو مازن) خلال ندوة صحفية نظّمت أمس بمقرّ وزارة الشؤون الخارجية مواقف الجزائر حكومة وشعبا اتجاه القضية الفلسطينية، وأكّد على وحدة الدم والمصير بين الشعب الفلسطينيوالجزائري، وقال إن الجزائر وثورتها كانت مصدر إلهام لكلّ الشعوب المضطهدة والمستعمرة في العالم و(نحن في فلسطين لا ننسى أبدا ما قدّمته الجزائر الشقيقة ولازالت تقدمه لفلسطين أرضا وشعبا وقضية ومقدّسات). وشدّد الرئيس الفسطيني على أن العلاقات الثنائية بين بلاده والجزائر (ستظلّ في نمو وازدهار في مجالات كافّة وبما يعود بالخير والمنفعة المشركة على الشعبين)، مضيفا بالقول: (سنستفيد من تجربة الجزائر وخبراتها في بناء مؤسسات الدولة في فلسطين). من جانب آخر، حيّى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالجزائر التضامن الدولي والاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية والحملة الشعبية الجارية في هذا الاتجاه، مشيدا بالخطوة التي اتّخذها مجلس العموم البريطاني واعترافه بدولة فلسطين. وأكّد الرئيس عباس (أبو مازن) أن (المقاومة الفلسطينية مقاومة سلمية شعبية سياسية ديبلوماسية ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري)، (لكنهم اتّهمونا بالإرهابيين الدبلوماسيين)، داعيا الحضور من الديبلوماسيين إلى تفسير هذه التسمية. وأبرز عباس أن (سياستنا تأتي ثمارها في عزل سياسة إسرائيل التوسعية على حساب شعبنا وأرضنا وحقوقنا ومصادرنا الطبيعية وعلى رأسها المياه التي تمنع شعبنا من استغلال هذه الموارد تحت حجج واعتبارات أمنية كاذبة). وحيّى عباس مواقف الكثير من دول العالم، والتي كانت فيما مضى داعمة ومناصرة لإسرائيل، والتي (بدأت تعي بل وتضيق ذرعا بسياسة إسرائيل العقابية وحروبها الدموية ضد شعبنا الفلسطيني)، مذكّرا بتحرّك العديد من برلمانات ودول أوروبية صوّتت وبأغلبية كبيرة لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، وهذه -كما أضاف- (خطوات تقرّبنا من الهدف المنشود في إقامة دولة فلسطين مستقلّة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف). وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن الاعترافات الأوروبية بدأت بالسويد وانتقلت إلى بريطانيا ومجلس العموم وحزب العمال الذي قال إنه قسم فلسطين في عام 47، وأثار بالمناسبة دعوة مجلس العموم البريطاني لحكومة بلاده من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكذا اعتراف البرلمان الأوروبي إلى جانب اجتماع الدول المتعاقدة السامية حسب ميثاق جنيف الأول والثاني والثالث والرابع، والتي أقرّت وقبلت وطالبت بحماية حقوق الشعب الفلسطيني باغلبية كبيرة. وفي سياق ذي صلة، أكّد الرئيس الفلسطيني أنه (إن لم يمرّ المشروع العربي الفلسطيني المقدّم لدى مجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال سنتّخذ جملة من الخطوات السياسية والقانونية التي سيكون لها تدعياتها)، وقال: (إننا مصمّمون على استرجاع حقوق شعبنا ومنها حقّ العودة وإطلاق صراح كافّة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ولن نستسلم لسياسة الهيمنة وطغيان الاحتلال)، مضيفاّ (فلابد أن يبزغ فجر الحرية وتقام دولة فلسطينية مستقلّة عاصمتها القدس الشريف). وأكّد الرئيس عباس أن (القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والحرب في وقت معا في الشرق الأوسط وأساسا لحفظ الأمن والسلام). للإشارة، غادر رئيس دولة فلسطينالجزائر أمس الثلاثاء بعد زيارة دولة استغرقت ثلاثة أيّام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وكان في توديعه بمطار (هواري بومدين) الدولي رئيس مجلس الأمّة عبد القادر بن صالح والوزير الأول عبد المالك سلاّل ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة.