مرّ شهران على إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في تونس التي فاز فيها حزب نداء تونس بزعامة الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي، ومع ذلك لم يتم تشكيل الحكومة الجديدة التي ستخلف حكومة مهدي جمعة المؤقتة وتنهي مع المرحلة الانتقالية التي دامت أربع سنوات. يشهد حزب نداء تونس جدلا واسعا، إذ تتمسك مجموعة بقيادة الأمين العام للحزب الطيب البكوش بضرورة أن يكون رئيس الحكومة من داخل الحزب. وفي المقابل، يشدد رئيس الحزب الباجي قائد السبسي على موقفه الداعي إلى تشكيل حكومة توافق وطني يقودها رئيس من خارج حزب نداء تونس بمشاركة ائتلاف حزبي وبرلماني واسع. كما يتمسك السبسي بضرورة إشراك حزب النهضة الإسلامي في تشكيل الحكومة القادمة، وقالت مصادر مطلعة في النداء إن رئيس الحكومة القادمة يجب أن لا يكون في صراع مع النهضة. وأضاف ذات المصدر أن حركة النهضة ترفع الفيتو في وجه رئاسة الأمين العام ل نداء تونس الطيب البكوش الذي يصنفه الإسلاميون ضمن التيار الاستئصالي لمشاركة الإسلاميين في الحكم. وتداول الإعلام التونسي عدة أسماء مرشحة لرئاسة الحكومة القادمة، من بينها رئيس الحكومة الحالي مهدي جمعة. وكشف هذا الأخير في لقاء مع وكالة فرانس براس أنه تلقى عرضاً لترؤس الحكومة الجديدة مشيرا الى أن جوابه كان بأنه غير معني بذلك ، موضحا بأن موقفه لم يتغير ، وشدد على أنه جاء في مهمة محددة في الزمان والموضوع ، وقال إن البلد اختار نظاماً ديمقراطياً قائماً على التداول، ولن يكسر القاعدة عند أول تجربة مشيراً إلى أنه يعتزم العودة إلى حياة طبيعية خاصة. وتجدر الإشارة إلى أن آخر أجل لإعلان اسم المرشح لرئاسة الحكومة القادمة، من قبل حزب نداء تونس الفائز في الانتخابات، سيكون الاثنين القادم، على أن يكون آخر أجل لتشكيل الحكومة، هو 5 فيفري القادم، وذلك وفق التوقيتات القانونية، كما حددها الدستور التونسي الجديد.