مرّ شهران على إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في تونس، التي فاز فيها حزب "نداء تونس" بزعامة الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي، ومع ذلك لم يتم تشكيل الحكومة الجديدة، التي ستخلف حكومة مهدي جمعة المؤقتة، وتنهي مع المرحلة الانتقالية التي دامت أربع سنوات. ويشهد حزب "نداء تونس" جدلاً واسعاً، اذ تتمسك مجموعة بقيادة الأمين العام للحزب الطيب البكوش، بضرورة أن يكون رئيس الحكومة من داخل الحزب. وفي المقابل، يشدد رئيس الحزب الباجي قائد السبسي على موقفه الداعي إلى تشكيل حكومة "توافق وطني" يقودها رئيس من خارج حزب نداء تونس، بمشاركة ائتلاف حزبي وبرلماني واسع. كما يتمسك السبسي بضرورة إشراك حزب "النهضة" في تشكيل الحكومة القادمة، وقالت مصادر مطلعة في "النداء" إن رئيس الحكومة القادمة يجب أن لا يكون في "صراع" مع النهضة. وأضاف المصدر أن حركة النهضة ترفع "فيتو" في وجه رئاسة الأمين العام ل "نداء تونس" الطيب البكوش، الذي يصنفه الإسلاميون ضمن "التيار الاستئصالي" لمشاركة الإسلاميين في الحكم. وتداول الإعلام التونسي عدة أسماء مرشحة لرئاسة الحكومة القادمة، من بينها رئيس الحكومة الحالي مهدي جمعة. وكشف هذا الأخير في لقاء مع وكالة الأنباء الفرنسية أنه تلقى عرضاً لترؤس الحكومة الجديدة مشيرا الى أن جوابه كان "بأنه غير معني بذلك"، موضحا بأن موقفه "لم يتغير"، وشدد على أنه "جاء في مهمة محددة في الزمان والموضوع". وقال "إن البلد اختار نظاماً ديمقراطياً قائماً على التداول، ولن يكسر القاعدة عند أول تجربة" مشيراً إلى أنه يعتزم العودة إلى حياة طبيعية خاصة. من ناحية أخرى، أعلنت السلطات في تونس صباح أمس، مقتل رجل أمن ذبحا والقبض على تسعة أشخاص وصفتهم بأنهم تكفيريون يشتبه في ضلوعهم في العملية، بمنطقة الفحص من محافظة زغوان وسط البلاد. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن "أحد أعوان الأمن تعرض إلى عملية قتل تمثّلت في ذبحه والاعتداء عليه بالطعن على مستوى القلب بجهة الغريفات حين كان عائدا من عمله بالعاصمة، على أيدي مجموعة متطرفة تكفيرية حسب الأبحاث والمعاينات الأولية". وحسب البيان "بادرت وحدات الحرس إثر ذلك بعمليات تفتيش ومداهمات للعديد من العناصر المتطرفة أسفرت عن القبض على تسعة من المشتبه في ضلوعهم في العملية وجار التحقيق معهم، كما تواصل الوحدات الأمنية البحث للقبض على كل من له علاقة بعملية القتل". وفي حادثة مشابهة، اختطفت مجموعة مسلحين مطلع الشهر الماضي رجل أمن وقطعت رأسه في محافظة الكاف بشمال البلاد. وسبق للسلطات أن أعلنت عن مقتل رجل أمن على يد مسلحين في ماي 2013 وهو ضابط شرطة قتل ذبحا في منطقة جبل الجلود جنوب العاصمة تونس. وتشن قوات الأمن والجيش منذ 2012 عمليات مطاردة لمسلحين أغلبهم متحصنون بجبال الشعانبي في غرب البلاد، كانوا قد نفذوا هجمات أودت بحياة ما يقارب ستين من عناصر الأمن والجيش.