تفوق مدرب برشلونة لويس إنريكي على نظيره ديفيد مويس مدرب ريال سوسيداد، وذلك بمفاجأة الجميع بأفكاره، والقيام بخطوات غريبة في غير وقتها، ليتسبب بشكل مباشر بسقوط فريقه من جديد في ملعب أنويتا بنتيجة 0-1. فقد لويس إنريكي بإبقاء كل من ليونيل ميسي ونيمار ودانييل الفيس وايفان راكيتيتش على مقاعد الاحتياط، رغم خسارة ريال مدريد أمام فالنسيا 1-2، وبات بمقدور برشلونة الصدارة المؤقتة ووضع ضغط كبير على منافسه الملكي في حال تحقيق الانتصار في الملعب الباسكي الصعب. ولا يمكن تبرير ما قام به لويس إنريكي بكل الأحوال، فلو كانت عقوبة على ميسي ونيمار، فليس من المنطق معاقبة نجوم الفريق لأول خطأ يرتكبونه، فالعرف الكروي الصبر على النجم ومنحه فرصة أخرى، كما أن اللاعب المعاقب لا ينزل في الشوط الثاني عند الحاجة إليه... ولو كان اللاعبون مرهقين، فالأولى التنسيق معهم بشأن إجازاتهم، لأن مباراة ريال سوسيداد محددة منذ بداية الموسم، ولأن الأجواء الإعلامية العامة في اسبانيا كانت تتوقع تعثر ريال مدريد في ملعب المستايا المعقد. لويس إنريكي غامر بإجلاس أهم لاعبين لديه في مباراة يمكن اعتبارها مباراة الدوري، الأمر الذي يجعل برشلونة بنصف قوته وفاقداً لروح فلسفته، وأضاع نقاطاً في مباراة قد يندم عليها على المدى الطويل، أما دخول مونتويا بدلاً من دانييل الفيس، فهو محاولة متأخرة لاستعادة ثقة اللاعب بمدربه حتى لا يرحل، بل إن الأمر تحول لشيء من المراضاة على حساب الفريق. بعيداً عن خطأ التشكيل الأساسي الذي اعتاده لويس انريكي وتفوق به على ديفيد مويس في موسمه مع مانشستر يونايتد، فإن الفريق واصل عيب البطء الشديد في بناء الهجمات، إضافة لعيب المساحات التي يتركها خلف خط وسطه في حال أراد اللعب هجومياً، وذلك بسبب ضعف الضغط لاسترداد الكرة. كما واصل برشلونة الاعتماد المفرط على نيمار في صناعة الهجمات وتسريع اللعب، وذلك في ظل تراجع مستوى انيستا، وعدم توصل المدرب إلى شكل فني مختلف في خط الوسط يستفيد من الأسماء الموجودة في ظل قدراتهم الحالية، جعل العملاق الكتلوني أسير حضور اللاعب البرازيلي، وإلا فإن عدد الهجمات وسرعة اللعب تكون ملائمة للخصوم.