عاد الهدوء إلى حي ديار العافية ببلدية القبّة بالعاصمة بعد يومين من تجدّد أعمال شغب وعنف أدّت إلى وقوع مواجهات بين قوّات مكافحة الشغب وبعض السكان· وقد عاش الحي ليلة الخميس إلى الجمعة أجواء من التشنّج بعد أن لاحت بوادر اشتعال فتنة جديدة، الأمر الذي استدعى حضور تعزيزات أمنية إضافية تحسّبا لأيّ طارئ غير محمود· ومن الواضح أن حي ديار العافية تحوّل إلى قنبلة موقوتة في قلب القبّة، وهو مهدّد باحتجاجات أخطر نتيجة لمواصلة السلطات المحلّية لسياسة صمّ الآذان عن انشغالات السكان، ذلك أن الاحتجاجات الأخيرة أيقظت غضبا سكانيا ظلّ مكبوتا لفترة طويلة، وهو الغضب الذي تحوّل إلى أحداث شغب هزّت الحي الأسبوع الماضي وخلّفت حسب مصادر متطابقة، 24 جريحا في صفوف قوّات الأمن، بعضهم إصابته خطيرة، بالإضافة إلى اعتقال 12 شابّا من الحي أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة حسين داي بالعاصمة بإيداعهم رهن الحبس الاحتياطي بعدما وجّهت لهم تهمة التجمهر والضرب الجرح العمدي بأسلحة بيضاء والتحطيم العمدي لملك الدولة· وقد سجّلت أخبار اليوم عودة الحياة الطبيعية إلى الحي، حيث فتحت المحلاّت التجارية أبوابها وعادت الحركة من جديد بين السكان الذين خرجوا لقضاء حاجاتهم والتوجّه إلى مقرّات عملهم بصفة عادية· وكانت المواجهات قد اندلعت يوم الاثنين الماضي، حيث لجأ المحتجّون إلى تهديم 08 بيوت قصديرية شيّدتها عائلات فقيرة وقطع الطريق الرّابط بين العناصر والقبّة، أين تمّ وضع المتاريس وحرق العجلات المطّاطية للحيلولة دون تقدّم قوّات الأمن تضامنا مع هذه العائلات التي تفاجأت بقرار الطرد دون إنذار مسبق· وكان قرار الهدم الشرارة الأولى للمشادّات الدموية حسب سكان الحي الذين أعربوا عن تذمّرهم وسخطهم من سياسة الإقصاء والتهميش التي تتّبعها رئيسة البلدية ضدهم مقارنة ببقّية الأحياء التابعة للبلدية· حيث صرّح أحد المواطنين بأن حي العافية لم يعرف أيّ وتيرة للتنمية منذ سنوات مقارنة بحيي فاريدي 1 و2 اللذين حظيا بمشاريع تنموية كثيرة، على غرار إعادة تزفيت الطرقات وتوفير مساحات خضراء، متسائلا في الوقت ذاته عن أسباب هذا الإقصاء غير المبرّر من طرف رئيسة البلدية التي كانت قد قدّمت وعودا بتنظيم موقف الحافلات وإعادة تهيئة السوق البلدي غير أنها لم تحقّق أيّ شيء منها على أرض الواقع· وعن أحداث العنف التي شهدها الحي صرّح مواطن آخر بأن قرار الهدم كان مفاجئا، حيث تمّ تشريد 08 عائلات معوّزة عوض التكفّل بها وترحيلها إلى سكنات اجتماعية لائقة، مؤكّدا أن الحي القصديري شيّد منذ عامين أمّا السكنات المهدّمة فلم يمض عليها 05 أشهر غير أن ذلك لا يعطي الحقّ للبلدية في هدمها· وكان إمام مسجد الفلاح بحي ديار العافية، قد دعا خلال خطبة الجمعة الأخيرة سكان الحي إلى نبذ العنف والتعبير عن انشغالاتهم بطرق سلمية، داعيا إلى الإفراج عن الشباب الذين تمّ اعتقالهم بعد أن ارتكبوا بعض الحماقات في لحظات غضب·