عاد أمس الهدوء إلى حي ديار الشمس بالمدنية وسط العاصمة بعد يومين من أعمال شغب وعنف أدت إلى وقوع مواجهات بين قوات مكافحة الشغب وبعض السكان، خلفت حسب مصادر مطلعة 06 جرحى في صفوف قوات الأمن، بعضهم إصابته خطيرة بالإضافة إلى حالة الهلع في أوساط النساء والأطفال الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين المواجهات. وقد سجلت "المساء" صبيحة أمس عودة الحياة الطبيعية إلى الحي حيث فتحت المحلات التجارية أبوابها وعادت الحركة من جديد بين السكان الذين خرجوا لقضاء حاجاتهم والتوجه إلى مقرات عملهم بصفة عادية. وكانت المواجهات قد اندلعت يوم الإثنين الماضي حيث لجأ المحتجون على أزمة السكن وما خلفته من انعكاسات سلبية على حياتهم إلى قطع الطريق الرابط بين العناصر وبئر مراد رايس وطالبوا برحيل رئيس البلدية والشروع في عملية الترحيل فورا للعائلات. وكانت بعض الاتصالات قد أفضت إلى اقتراح دائرة سيدي امحمد بتخصيص 300 مسكن للحي المحتج على أن يتم التكفل ببقية العائلات تدريجيا وعلى مراحل، إلا أن السكان رفضوا هذا الاقتراح وطالبوا بتوفير 1500 مسكن. كما طالبوا والي العاصمة بالتدخل فورا لإيجاد الحل مشددين على ضرورة الإسراع في إنهاء ما أسموه بمأساة سكان ديار الشمس التي دامت 45 سنة بين جدران شقق ذات غرفة واحدة، كما طالبوا من جهة أخرى بتنحية رئيس البلدية الذي حملوه مسؤولية ما يحدث اليوم. وقد عبر بعض السكان الذين التقيناهم أمس بحي ديار الشمس الذي تتكون عماراته من شقق لا تتجاوز الغرفة الواحدة عن معاناتهم التي قالوا أنها لا يمكن أن يشعر بها إلا من يعيشها معربين عن أسفهم لبلوغ الأمور إلى هذا الحد، وطالبوا السلطات العليا في البلاد بالإسراع بالتكفل بمشكل هذا الحي وإيجاد حل نهائي له حتى لا يتكرر السيناريو، داعين إلى التواصل بين السلطات المحلية والسكان بلغة الحوار الصريح. وحسب مصادر موثوقة فإن والي العاصمة السيد محمد كبير عدو دعا مساء أول أمس وخلال تجدد المواجهات وأعمال الشغب المسؤولين المحليين إلى اجتماع طارئ لدراسة الوضع بحي ديار الشمس.