تواصلت نهاية الأسبوع المسيرات الاحتجاجية الرافضة لاستغلال الغاز الصخري بالجنوب الجزائري، وفي المقابل قال وزير الطاقة السيّد يوسف يوسفي خلال اجتماع عقد مساء الخميس بعين صالح (700 كلم شمال تمنراست) مع ممثّلي المحتجّين على عملية استغلال الغاز الصخري إن هذه الأخيرة (لا ينتج عنها أيّ خطر)، حسب ما علم من مصدر مسؤول بولاية تمنراست. الوزير يوسفي دعا ممثلي المحتجّين إلى التحلّي ب (الرزانة) والتحقّق من نتائج عملية استغلال الغاز الصخري (ولو اقتضى الأمر نقل ممثّلين عنهم رفقة خبراء إلى الخارج للتحقّق من تداعيات استخراج الغاز الصخري)، وأكد قائلا: (في حال إثبات حدوث أضرار سيتمّ التوقّف عن استغلال الغاز الصخري بالمنطقة)، حسب ما أضافه نفس المصدر. وأشار الوزير خلال اللقاء الذي نظّم بفندق التدكلت وسط مدينة عين صالح بحضور الأعيان والمنتخبين إلى أن التقنيات الحديثة المستعملة في استخراج الغاز الصخري لا تسمح بحدوث أضرار وأن استخراجه يأتي (لضرورة تنويع مصادر الطاقة بالجزائر)، حسب ذات المصدر. وأوضح الوزير -يضيف المصدر- أن (الجنوب الجزائري يحتوي على كمّيات كبيرة من الغاز الصخري ومن أحسن الأنواع ويجهل تكلفة استخراجها كوننا الآن في مرحلة التقييم). ولضمان تكوين الشباب بالمنطقة أعلن السيّد يوسفي عن فتح معهدين لتكوين التقنيين في مجال الطاقة في مدينتي عين صالح وتمنراست، إضافة إلى محطتين لغاز القارورات الموجّه للاستهلاك في نفس المدينتين، إلى جانب إنجاز محطتين مستقبلا لإنتاج الطاقة بواسطة الرياح والأشعة الشمسية في كل من غرداية وحاسي الرمل. وقد انطلقت الاحتجاجات ضد استغلال الغاز الصخري بعين صالح منذ منتصف الأسبوع الماضي وتطوّرت بعدها إلى حد غلق الطريق رقم 1 في شطره الرابط بين عين صالح والمنيعة (غرداية) من قِبل المحتجّين وأعيد فتحه أمام حركة المرور بعد تدخّل أعوان الدرك الوطني. في السياق نفسه، قام حوالي 500 شابّ من ولاية تمنراست أغلبهم من الطلبة يوم الخميس بمسيرة طافت الشوارع الرئيسية لمدينة تمنراست احتجاجا على (استغلال الغاز الصخري) بمنطقة عين صالح (أكثر من 700 كلم شمال تمنراست). وقد انطلق المحتجّون من مدخل المدينة من المركز الجامعي (الحاج موسى أخاموك) مرورا بوسط المدينة في اتجاه الطريق المؤدية إلى مقرّ ولاية تمنراست، رافعين شعارات تندّد باستخراج الغاز الصخري وتطالب بتوقيفه قبل الرجوع إلى الجامعة عبر الطريق الملتفة حول المدينة. ويأتي تنظيم هذه الحركة الاحتجاجية بعد تلك التي نظمت قبل يومين والمتمثّلة في تجمع أمام مقر الولاية تفرق بعده المحتجون بعد إبلاغهم من طرف السلطات المحلية بأنه سيتمّ تنظيم لقاءات معهم بمقر المركز الجامعي حول مسالة استغلال الغاز الصخري. وأكّد رئيس المجلس الشعبي الولائي السّيد دحمان حمزة ضرورة (التوقيف المؤقّت والفوري لمشروع الغاز الصخري)، ودعا في بيان له الوزارة الوصية (إلى إجراء لقاء مع النخبة المفوضة من المحتجين للوصول إلى الرأي التوافقي، والذي من شأنه أن يخدم المصالح العليا للبلاد والحفاظ على الهدوء وعدم ترك الفرصة للاستغلال السياسي لهذا الاحتجاج). وكان رئيس المجلس الشعبي الولائي قد تنقّل إلى مدينة عين صالح رفقة والي الولاية للوقوف على الحراك الذى تشهده المنطقة بخصوص استخراج الغاز الصخري و(الحفاظ على الهدوء والاستقرار هناك)، حسب البيان. وقد عقد مكتب المجلس الشعبي الولائي -حسب نفس المصدر- اجتماعا طارئا أمس الأربعاء بتمنراست تمّ خلاله (الإجماع على التدخّل العاجل من طرف السلطات العليا للبلاد لتوقيف استغلال الغاز الصخري). كما نظم أكثر من مائة شخص يوم الخميس بالمنيعة (275 كلم جنوبغرداية) اعتصام أمام مقرّ الدائرة كان متبوعا بمسيرة سلمية للتنديد باستغلال الغاز الصخري بمنطقة تيديكلت (عين صالح)، حسب ما ذكره بعض المتظاهرين. وبعد اعتصام استمرّ لمدّة ساعة جاب المحتجّون شوارع المدينة حاملين الراية الوطنية ورافعين لافتات كتب على بعضها عبارة (لا للغاز الصخري) قبل أن يتفرقوا بهدوء.