تواصلت أمس الثلاثاء بتمنراست الحركة الاحتجاجية ضد مشروع (استغلال الغاز الصخري) بمنطقة عين صالح، كما نظمت مسيرة احتجاجية سلمية بمدينة الأبيض سيدي الشيخ بولاية البيّض. في هذا السياق شهدت الشوارع الرئيسية لمدينة تمنراست مسيرة سلمية حمل خلالها المحتجون من مواطنين وطلبة جامعيين وتلاميذ شعارات تندد بمشروع (استغلال الغاز الصخري) قبل أن يتفرقوا في هدوء. وقد بقيت المحلات التجارية مغلقة في بعض أحياء مدينة تمنراست وخاصة تلك التي تقع بمحاذاة الشوارع الرئيسية للمدينة. كما تتواصل بمدينة عين صالح الحركة الاحتجاجية السلمية، حيث لا زالت جموع المحتجين معتصمين أمام مقر الدائرة مطالبين (بوقف استغلال الغاز الصخري). وشهدت مدينة الأبيض سيدي الشيخ (110 كلم جنوب عاصمة ولاية البيّض) بعد ظهر أمس مسيرة سلمية نظمها عدد من ممثلي الحركة الجمعوية بالولاية طالبوا خلالها (بإلغاء مشروع استغلال الغاز الصخري)، كما لوحظ. وشارك في هذه المسيرة السلمية نحو 120 شخص، غالبيتهم من الشباب انطلاقا من حي القصر الغربي بمدينة الأبيض سيدي الشيخ وصولا إلى المدخل الرئيسي لمقر البلدية، حيث تلي بيان أعربوا فيه عن (التضامن التام مع الحركات الإحتجاجية مع مدن الجنوب و خصوصا عين صالح والمتعلقة برفض مشروع الغاز الصخري). كما رفع المحتجون أيضا جملة من المطالب الاجتماعية ودعوا إلى إيجاد حلول للمشاكل التنموية ببلدية الأبيض سيدي الشيخ قبل أن يتفرقوا في هدوء. للتذكير، فإن الحركة الاحتجاجية المطالبة بوقف (مشروع استغلال الغاز الصخري) كانت قد انطلقت منذ نحو أسبوعين بمدينة عين صالح، حيث لا زالت جموع المحتجين متجمعة أمام مقر الدائرة قبل أن تتوسع هذه الاحتجاجات السلمية إلى مدينة تمنراست. وكان وزير الطاقة يوسف يوسفي قد انتقل الخميس الماضي إلى المنطقة والتقى مع ممثلي المحتجين وأعيان المنطقة. وأكد الوزير أن عملية استغلال الغاز الصخري لا تشكل أي خطر على المنطقة، داعيا المحتجين من خلال ممثليهم إلى ضرورة التحلي بالرزانة والتحقق من نتائج استغلال الغاز الصخري قبل القيام بأي عمل، إلا أن المحتجين بقوا متمسكين بموقفهم وإصرارهم على مواصلة حركتهم إلى غاية إيقاف مشروع استغلال الغاز الصخري بالمنطقة. وكان المدير التنفيذي بالنيابة لشركة النفط والغاز سوناطراك سعيد سحنون قد ذكر أن المجمع سيستثمر (70 مليار دولار) لاستخراج الغاز الصخري، وتشير تقديرات عالمية متخصصة إلى أن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة عالميا في احتياطي الغاز الصخري. وتقول الوكالة الأمريكية للطاقة إن الجزائر تأتي في المركز الثالث عالميا من حيث احتياطات الغاز الصخري القابل للاستخراج، وقدّر المدير التنفيذي لسوناطراك هذه الاحتياطيات ب 20 ألف مليار متر مكعب من الغاز الصخري. من جانب آخر، أكد مدير سوناطراك بالنيابة سعيد سحنون في تصريح للإذاعة الجزائرية ان الشركة ستستثمر ما لا يقل عن (70 مليار دولار خلال العشرين سنة القادمة من أجل انتاج 20 مليار متر مكعب من الغاز الصخري سنويا)، مشيرا إلى أن ذلك سيسمح بتوفير 50 ألف فرصة عمل. وحسب سحنون فإن البئر التجريبية في عين صالح (بدأت تنتج غازا نظيفا، وأن الفضلات يتم التحكم فيها بشكل فوري)، وأكد أن الجزائر التي يزداد طلبها المحلي على الغاز (مطالبة بمضاعفة إنتاجها)، معترفا بأن (مردود استخراج الغاز الصخري ليس كبيرا).