كان نبينا لا يقول إلا حقا.. وإن كان مازحا عجوز في الجنة كان النبي صلى الله عليه وسلم يُداعب أصحابه ويُقابلهم بالابتسامة، وكان لا يقول إلا حقا وإن كان مازحا، وفي يوم من الأيام جاءت امرأة عجوز من الصحابيات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت له: يا رسول الله ادعُ الله أن يدخلني الجنة؛ فداعبها صلّى الله عليه وسلم قائلا: إن الجنة لا تدخلها عجوز؛ فانصرفت العجوز باكية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحاضرين: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا}؛ أي إنها حين تدخل الجنة سيعيد الله إليها شبابها وجمالها. ولد الناقة جاء رجل من الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلب منه دابة يُسافر عليها قائلا: (احملني)؛ فأراد النبي أن يمازح الرجل ويطيّب خاطره فقال له: إنا حاملوك على ولد الناقة، استغرب الرجل كيف يعطيه النبي صلى الله عليه وسلم ولد الناقة ليركب عليه، فولد الناقة صغير ولا يتحمّل مشقة الحمل والسفر، وإنما يتحمّل هذه المشقة النوق الكبيرة فقط؛ فقال الرجل متعجّبا: وما أصنع بولد الناقة؟ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد أنه سيعطيه ناقة كبيرة، فداعبه النبي قائلا: وهل تلد الإبل إلا النوق؟ طعام في الظلام عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن ما معنا إلا الماء، فقال صلى الله عليه وسلم من يضم أو يضيف هذا؟ فقال رجل من الأنصار: أنا.. فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت ما عندنا إلا قوت صبياني فقال: هيّئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيّأت طعامها، وأصبحت سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ضحك الله الليلة وعجب من فعالكما، فأنزل الله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.