الصّحابية أسماء بنت يزيد الأنصارية الأشهلية، كانت تسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الحلال والحرام، وهو يتعجّب من حسن بيانها وشجاعتها، وقد كان يطلق عليها خطيبة النِّساء. شهدت اليرموك وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطِها، وعاشت بعد ذلك دهرًا. وكانت لها مواقف مع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، منها أنّها أتت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أنا وافدة النِّساء إليك، إن الله عزّ وجلّ بعثك إلى الرِّجال والنِّساء كافة فآمنّا بك. وإنّا معشر النّساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنّكم معشر الرّجال فُضّلتم علينا بالجُمَع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحجّ بعد الحجّ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ، وإنّ الرّجل إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربّينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير.. فالتفتَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى أصحابه بوجهه كلّه ثمّ قال: ''هل سمِعتُم مقالة امرأة قطّ أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟'' فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أنّ امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إليها فقال: ''افهمي أيّتُها المرأة وأعلمي مَن خلفك من النّساء أنّ حُسن تَبَعُّل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتّباعها موافقته يعدل ذلك كلّه''، فانصرفت المرأة وهي تهلّل. توفّيَت أسماء رضي الله عنها في حدود السبعين هجرية. وقبرها في دمشق بالباب الصغير.