شهدت الغرفة الجنائية بمجلس قضاء العاصمة، يوم الخميس، واقعة خطيرة بعدما تحولت القاعة إلى حلبة صراح بين المحامين وورجال الضبطية القضائية المكلفين بتأمين سير جلسات المحاكمة وكادت أن تأخذ منحنى خطيرا بعدما قرر أصحاب الجبة السوداء تأجيل جميع الجلسات نصرة لزميلهم الذي تعرض للطرد من القاعة. وانطلقت المناوشات بعدما تقدم شرطي إلى محام جلس في المقعد المخصص للمتهمين الموقوفين في قضية جنائية خطيرة تتعلق بترويج المخدرات أبطالها رعايا أفارقة وجزائريين دون أن يرتدي الزي الرسمي ما دفع بشرطي برتبة ملازم إلى مطالبته بتغيير مكان جلوسه حفاظا على أمنه وسلامته، غير أن المحامي سارع إلى التعريف بهويته وأصر على الجلوس هناك، ما استدعى من الشرطي المأمور والمكلف ضمن باقي زملائه بالحفاظ على أمن الجلسة أن يطلب منه الخروج من القاعة للحديث إليه وهو ما يرقى للمحامي وراح يرد عليه بصوت مرتفع وعبارات استفزازية اعتبرها الشرطي مهينة ومخدشة لمشاعره كشخص عموما وكشرطي بشكل خاص، قبل أن تتطور الأمور وكادت أن تنفلت حين تقدم باقي أفراد الشرطة وأرغموا المحامي على الخروج، حينها تدخل نقيب المحامين، وبدل أن يعالج المشكل في هدوء راح يوجه كلاما جارحا ومستفزا للشرطي حينها تهجم بقية المحامين على الشرطي الذي وجد نفسه في مواجهة عشرات من أصحاب الجبة السوداء، حيث وجهوا له ضربات وركلات ووابلا من الألفاظ البذيئة، ونذكر أنه يمنع منعا باتا على أي شخص عادي أو محامي، حسب نظام سير الجلسات، الاقتراب من أي متهم أو الحديث إليه داخل قاعة المحاكمة حتى وإن كان موكله. وقد لقيت الواقعة تضامنا وتآزرا للمحامين مع زميلهم، حيث قرروا إخلاء قاعات الجلسات وعقدوا اجتماعا طارئا خلص برفع جملة من المطالب إلى النائب العام لمجلس قضاء العاصمة، بقاسم زغماتي، الذي تنقل شخصيا للوقوف على أسباب الخلاف، حيث طالبوا بتغيير التشكيل الأمني الموفد بالجلسات الجنائية وعلى رأسه الملازم الأول كبادرة لرد الاعتبار للمحامي. كما عاد نقيب المحامين إلى حيثيات الوقائع قائلا أنه لم يتحمل مشهد المحامي وهو يهان مما أثار غضبه وجعله يتصرف بطريقة غير عقلانية، في حين صرح بعض المحامين أن التصرفات التي قام بها زملاؤهم ضد رجال الشرطة تعبر عن شخصهم فقط وليس عن جميع المحامين. كما تعرض الصحفيون إلى الطرد من طرف محامي عضو نقابة ومنعهم من حضور الاجتماع قبل أن يتراجع عن ذلك في حين توعد بعض المحامين بمتابعة كل صحفي يرجح الكفة لصالح مصالح الضبطية القضائية. والجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مناوشات بين اصحاب البذلة الزرقاء وأصحاب الجبة السوداء لكنها لم تتطور بهذا الشكل آخرها كان منذ أسابيع قليلة حيث قام محامي بتسجيل فيديو لشرطي أثناء حديثه معه وقام بتسريبه لزملائه غير ان تدخل قوات الأمن منع من نشره وتم توجيه إنذار للمحامي.