دخل عدد من المحامين ، على رأسهم نقيب محامي العاصمة عبد المجيد سيليني ، مساء أول أمس في مواجهة مع عناصر من الشرطة بمجلس قضاء الجزائر في حادثة وصفت بالخطيرة ، خاصة أن الوقائع جاءت داخل مؤسسة قضائية. وحسب ما وقفت عليه "السلام"، قام نقيب المحامين بمحاولة الاعتداء بالضرب على ضابط الشرطة بعد أن أمطره بوابل من الشتائم رفقة عدد من أصحاب الجبة السوداء وعلى مرأى من نائب عام مساعد، ولولا تحكم الملازم الأول في أعصابه لانفلتت الأمور إلى الأسوء بعدما حاصره ما يقارب 20 محاميا محاولين الاعتداء عليه حسب ما شهدناه. تعود أسباب الشجار عندما دخل محام إلى قاعة محكمة الجنايات ، أين يتواجد 11 متهما في قضية تهريب مخدرات من نوع هيروين في إطار جماعة إجرامية منظمة ، حيث اقترب أحد المحامين من المكان المخصّص للمتهمين ، غير أن شرطيا منعه تطبيقا لتعليمات النيابة العامة المتعلقة بسير الجلسة ، غير أن المحامي أصّر على موقفه مقدّما بطاقته المهنية ، فطلب الشرطي منه الخروج من القاعة لتسوية الأمر ، وبعد مناوشات بينهما اضطر رجال الأمن إلى اقتياده رغما عنه بأمر من الضابط ، وهو الموقف الذي لم يتقبله باقي المحامين واعتبروه إهانة لهم لأن الشرطة استعملت العنف مع زميلهم بعد إخراجه من القاعة. الحادثة أثارت فوضى عارمة بعدما انسحب المحامون من قاعة الجلسات واضطر القضاة إلى تأجيل كل القضايا ، فيما عقد نقيب العاصمة اجتماعا بالمكتبة المخصصة للمحامين. وفي سعي منا لأخذ رد النقيب بخصوص الحادثة ، قام أحد المحامين من أعضاء النقابة بطرد الصحافة ومنعها من الاقتراب من سيلني . وحسب ما تسرّب من قاعة الاجتماع فإن النقيب اعترف أمام الجميع أنه تصرف بعنف مع الشرطي دفاعا عن المحامي الذي قدّم بطاقته المهنية، من جهتهم تبّرأ عدد من المحامين من تصرّفات نقيبهم وأكّدوا أن "ما بدر من زملائهم لا يعبّر سوى عن شخصهم". الحادثة لا تعد الأولى من نوعها، حيث سبق لرجال الشرطة أن دخلوا في مناوشات مع محامين بسبب خرقهم نظام الجلسات أو التقاط صور في بهو المجلس.