تتجرع العشرات من العائلات القاطنة بقرية الصفاح أعالي بلدية تاورقة شرق ولاية بومرداس هذه الأيام، ظروفا قاهرة بعد تجدد موجة البرد والأمطار في ظل عدم توفر الإمكانيات اللازمة للتأقلم مع هذه الظروف الصعبة من توفير قارورات الغاز الطبيعي وكذا تهيئة الطرقات التي تعزل القرية في مثل هذه الظروف إلى جانب الإنقطاعات في التيار الكهربائي. ل. حمزة لا يزال سكان قرية الصفاح الواقعة بأعالي بلدية تاورقة يتجرعون عواقب التخلف الناتج عن انعدام المشاريع التنموية في المنطقة وزاد غياب الربط بشبكة الغاز الطبيعي، ومكابدتهم اليومية للحصول على هذه المادة الحيوية بشتى الطرق، ومشكل اهتراء الطرقات وقنوات الصرف الصحي وشبح البطالة والنقل المدرسي زاد الطين بلة، حيث ورغم الوعود الكثيرة التي تلقوها من السلطات، إلا أنها لم تظهر بعد على أرض الواقع بالرغم من الكثافة السكانية المعتبرة بها خاصة فيما تعلق بشبكة الغاز الطبيعي الذي جعل غيابها عن القرية الأهالي يتجرعون الواقع المرير ويجنون المشقة اليومية المتكررة نتيجة إنعدامه ما جعلهم يشقون الأنفس للحصول على هاته المادة الضرورية بشتى الطرق وبأي ثمن، حيث في كل مرة يطالبون من السلطات المعنية بتزويدهم بهاته الخدمة من أجل وضع حد لمعاناتهم اليومية المتواصلة منذ فجر الاستقلال وخاصة أننا نعيش هاته الأيام موجة برد شديدة، أين تشهد هاته المادة إرتفاعا في أسعارها بسبب المضاربة المفروضة عليها، إضافة إلى مشكل الانقطاعات المتكررة للكهرباء والذي تزيد حدتها في هذا الفصل. بما أن معظم شباب قرية الصفاح يمتهنون خدمة الأراضي الفلاحية، وكذا تربية الدواجن وهي المهنة المنتشرة أكثر بالمنطقة غير أن فصل الشتاء يجعل الأمر مستحيلا والعمل صعبا ما يجعل الشباب يقضون معظم وقتهم في المقاهي، يعانون في صمت في ظل التهميش الذي طالهم بسبب غياب المشاريع التنموية سواء عن القرية وحتى عن البلدية ككل ما أدخلهم في دوامة البطالة وجعل البعض منهم يهجر المنطقة إلى المناطق الحضرية التي يكثر فيها النشاطات التجارية، حتى الذين لم يجدوا حلا سوى امتهان الفلاحة والبناء وتربية الدواجن ضاربين بشهاداتهم الجامعية عرض الحائط وسط الفقر والحاجة الى مورد مالي، يقبعون هاته الأيام في المقاهي من أجال قضاء وقتهم هناك، في ظل النقص الملحوظ في المرافق والهياكل الشبانية، هذا النقص -حسبهم- أصبح يؤثر عليهم وينغّص حياتهم، حيث ينعكس هذا الأمر على يومياتهم خاصة في ظل معاناتهم من شبح البطالة من جهة ومخافة ولوج عالم المخدرات من جهة ثانية والانحرافات التي لا تحمد عقباها، وأضاف محدثونا من الشباب أنهم يشتكون أيضا من افتقار منطقتهم الى قاعات الإنترنت التي تزودهم بالمعلومات العلمية والتربوية والترفيهية وتكون أنيس لهم في ظل العزلة، والأمر نفسه يقال بالنسبة للمشهد الثقافي والهياكل التابعة له، حيث تخلو المنطقة من دار للشباب و مراكز للترفيه والمكتبات التي تعد من الضروريات في حياتهم، جيث يجدون أنفسهم يتكبدون عناء التنقل إلى مركز بلدية تاورقة، لهذا خيّمت عليهم حالة العزلة والظلام الحالك والملل في نفوس الشباب وخاصة فئة البطالين والمتسرّبين من المدارس في ظل الفقر والحاجة وأقران السوء، ما جعلهم يشكلون عصابات تمتهن عمليات السرقة في المنطقة، لذا يناشدون السلطات المحلية ببذل مجهود من أجل تلبية حاجاتهم وإخراجهم من هذه الدوامة.