يشكو سكان قرية مازر التابعة لبلدية تاورقة والواقعة شرق ولاية بومرداس، من نقائص بالجملة في كل مناحي الحياة، جراء عدم مراعاة السلطات المحلية لمختلف انشغالاتهم اليومية وغياب تام لكل شروط الحياة الكريمة. ل.حمزة تأتي في مقدمتها تدهور وضعية الطريق، تفاقم البطالة وانتشار الآفات الاجتماعية، حيث تشهد القرية التي تبعد بحوالي 7 كلم عن بلدية تاورقة انعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة كالماء الشروب، وانقطاع التيار الكهربائي بصفة متكررة وخصوصا الغياب التام لكل أنواع الخدمات، وهو الوضع الذي جعلهم يعيشون في ظروف جد صعبة أثقلت كاهلهم، فهذه القرية ظلت ولسنوات طويلة بعيدة عن اهتمام مختلف السلطات الوصية منها المحلية أو الولائية فالإهمال، التهميش، والإقصاء عوامل اشتركت في صنع جحيم الحياة اليومية لسكان المنطقة دون أن ننسى الفقر والعزلة اللذان يؤرقانهم يوميا. وتشهد هذه القرية كذلك غياب تام لفرص العمل، حيث تعتبر البطالة الشبح الأسود الذي يلازم أبنائها الأمر الذي جعل شباب هذه القرية يصرف النظر عن مختلف آماله في الحصول على منصب شغل يجني منه قوت يومه أمام غياب الجهات المسؤولة، كالمكلفة بمناصب الشبكة الاجتماعية أو مديرية العمل والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، لكن بالرغم من الغياب الفادح لفرص الشغل بهذه القرية المنسية إلا أن بعض الشباب يعتمدون على تشغيل نفسهم بأنفسهم بالعمل في المهن الحرة فالبعض منهم اختاروا العمل في الأراضي الزراعية، كغرس بعض المستثمرات الفلاحية، والبعض الآخر يقومون بتربية المواشي والدواجن، حيث ظلت هاتان الأخيرتان مصدر رزق العديد من عائلات هذه القرية، لكن هناك عوامل حالت دون تحقيق الأهداف المرجوة كون المنطقة يغيب فيها التشجيع من طرف السلطات المحلية خصوصا مع نقص المياه الذي يعتبر العصب الحيوي للقطاع الفلاحي. وفي سياق متصل يعاني سكان قرية مازر من أزمة السكن التي فرضت نفسها بقوة، حيث صرح السكان أن حلمهم الوحيد هو الحصول على مسكن ليأووا أنفسهم وأبنائهم فيها، و-بحسبهم- فإن برنامج مساعدات البناء الريفي الذي أضحى الحل الوحيد للمشكل المطروح، يبقى بعيدا عن طموحاتهم خاصة وأن الحصة المخصصة للمنطقة تبقى ضئيلة مقارنة بعدد ملفات الطلب المودعة لدى السلطات البلدية، إلى جانب ذلك طرح سكان القرية مشكل الاهتراء الكلي لطريق قريتهم. وبحسب شهادات السكان فهذا الطريق لم يتم تعبيده منذ فترة بعدما تم شقه، حيث أن الأتربة عارمة وحفرا كثيرة تؤدي إلى انتشار كميات كبيرة من الغبار في فصل الصيف وفي فصل الشتاء تكثر البرك المائية والأوحال التي تعرقل من سير الراجلين والمركبات على حد سواء. كما أكدوا أنهم بصدد انتظار وبشغف الوعود التي قدمتها السلطات البلدية لهم مؤخرا المتمثلة في تخصيص برنامج تنموي لإعادة تهيئة الطريق الذي يربط قريتهم بمركز البلدية. هذا وجراء تفاقم معاناة سكان مازر فهم يطالبون من السلطات المعنية وخصوصا المحلية منها بضرورة التدخل وتخصيص مشاريع تنموية التي من شأنها إخراجهم من العزلة المفروضة عليهم والتقليل من معاناتهم اليومية خصوصا وأن هذه القرية أصبحت يضرب بها مثل في الركود التنموي ببلدية تاورقة نتيجة غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة فيها.