مرض التوحد، مرض من نوع خاص، فهو يتجاوز كونه مجرد إعاقة ذهنية فقط، فهو يؤثر على كامل البنية الجسدية، حيث يتأثر الجسم بالتأخر الحاصل على مستوى الدماغ الذي لا يخزن اللغة والمعلومات، فكثير من مرضى التوحد يعانون من أمراض عضوية وأعراض جسدية ناتجة عن الإعاقة الذهنية، وهذه حال الطفلة (أسماء) التي تعاني في صمت من نوبات صرع أخرجتها بعنف من عالم الطفولة البريء. خ. عمراني ثماني سنوات مضت والتوحد ملتصق بجسد فتاة فتحت عينيها، لتجد في انتظارها (مرض) لا يشبه أي مرض آخر في العالم، هذه هي أسماء هذه الطفلة التي استطاعت أن تتآلف رغم كل شيء مع مرض يدمر جسدها باستمرار بسبب نوبات الصرع التي تعاني منها بقوة، حيث تتعرض (أسماء) لنوبتين قاتلتين يوميا على مرأى من أمها التي تعاني الأمرين وهي ترى طفلتها تضرب رأسها من شدة الألم، ورغم بحث الأطباء المستمر عن سبب هذه النوبات -اليومية- فإن الجواب بقي مبهما، فقد أثبتت الأشعة أنه لا يوجد أي سبب عضوي لحدوث هذه النوبات، ما أدخل عائلة الطفلة في دوامة من الخوف. أمها هي أشد المتأثرين، قلبها لم يعد قادرا على تحمل هذه الحالة من الألم المتزايد، شجاعة الأم تخونها في كل مرة تقول: (بت أخاف حضورها على الطاولة بسبب النوبات الشديدة التي تحوّلها إلى طفلة شرسة، تضرب رأسها على الطاولة أو على الجدران، وتكسر الأواني بضربها عمدا على الأرض، هذه النوبات باتت تصنع يومياتنا في المنزل، ولا أدري ما العمل، على الأقل من أجل التخفيف من حدتها). معاناة (أسماء) لا تقف عند هذا الحد، فقد تم فصلها من المركز الذي تدرس فيه بسبب عدم دفع أقساط التمدرس، التي تقدر ب10.000 دج للشهر الواحد، وذلك بعد فصل والدها من العمل ودخوله نفق البطالة، علما أنه أب ل5 أطفال، ولقد كانت (أسماء) أول المتضررين من هذا الوضع الجديد الذي زاد الطينة بلة، فلا علاج ولا تعليم، فقط الألم والمعاناة المتواصلة التي سكنت هذه العائلة، وعليه فإنها تناشد السلطات وكذا الميسورين من المواطنين من أجل التدخل العاجل لانتشال هذه الطفلة البريئة من مستنقع الفقر والمرض، خاصة أن نوبات الصرع الغامضة التي تنتابها بقيت دون متابعة طبية بسبب قلة الدخل وانعدامه في أغلب الأحيان، فهل من ملبٍ لهذا النداء العاجل؟