مواجهة قوية بين بن سبعيني وبن طالب وماندي    دراجات/الجائزة الدولية الكبرى لمدينة الجزائر: ياسين حمزة (مدار برو سيكيلنغ) يفوز بنسخة-2025    استفادة حوالي 5000 امرأة ريفية من تكوين في الصناعة التقليدية في فبراير الجاري    السيد ربيقة يشارك بماناغوا في مراسم تنصيب القائد الأعلى للقوات المسلحة لجيش نيكاراغوا    المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية يؤكد رفضه التام والكامل لكل أشكال التهجير للشعب الفلسطيني    العاب القوى/الملتقى الدولي داخل القاعة في أركنساس - 400 متر: رقم قياسي وطني جديد للجزائري معتز سيكو    الجمارك الجزائرية تقدم توضيحات بشأن الإجراءات الجمركية المطبقة على المسافرين    الأولمبياد الوطني للحساب الذهني بأولاد جلال: تتويج زينب عايش من ولاية المسيلة بالمرتبة الأولى في فئة الأكابر    تجارة: إدراج تعديلات على نظام تعويض أسعار القهوة (الجريدة الرسمية)    وهران : افتتاح الطبعة الثانية لمعرض التجارة الإلكترونية و الخدمات عبر الانترنت    التجمع الوطني الديمقراطي يثمن الانجازات الاقتصادية والاجتماعية للجزائر الجديدة    كرة القدم/رابطة 1 موبيليس (الجولة 17): نادي بارادو - مولودية الجزائر: "العميد" لتعميق الفارق في الصدارة    المغرب: احتجاجات تعم عدة مدن رفضا لمشاركة "وزيرة" صهيونية في مؤتمر دولي بالمملكة    رئيس الجمهورية يدشن بتيبازة مصنع تحلية مياه البحر "فوكة 2"    دعوة الى جعل الثقافة جبهة حقيقية للمرافعة عن القضية الصحراوية    الحماية المدنية تنظم بولاية جانت مناورة في الأماكن الصحراوية الوعرة    نقل جوي: السيد سعيود يبرز الجهود المتواصلة لتعزيز أمن الطيران المدني    جيبلي يعتزم التصدير    بوغالي يؤكّد ثبات مواقف الجزائر    صِدام جزائري في كأس الكاف    عطاف يلتقي لافروف    غياب المخزن مؤشّر على عزلته القارية    عرض النسخة الأولى من المرجع الوطني لحوكمة البيانات    أمطار رعدية مرتقبة بعدة ولايات البلاد ابتداء من مساء اليوم السبت    تفكيك عصابة إجرامية حاولت بث الرعب بالأربعاء    العمل بمنحة السفر الجديدة.. قريباً    هلاك 4 أشخاص وإصابة 228 آخرين في حوادث المرور خلال 24 ساعة    جائزة "الرائد سي لخضر" تحتضن توأمة تاريخية بين الزبربر وسي مصطفى    لا مصلحة لنا في الاحتفاظ بالجثامين لدينا    الحقد الفرنسي أصبح يطال كل ما هو جزائري    بيتكوفيتش يحضّر لبوتسوانا والموزمبيق بأوراقه الرابحة    القضاء على إرهابي خطير بالمدية    2025 سنة تسوية العقار الفلاحي بكل أنماطه    قرية حاسي مونير بتندوف... منطقة جذب سياحي بامتياز    تكييف عروض التكوين مع احتياجات سوق الشغل    الانتهاء من ترميم القصبة بحلول 2026    صحة: المجهودات التي تبذلها الدولة تسمح بتقليص الحالات التي يتم نقلها للعلاج بالخارج    أنشطة فنية وفكرية ومعارض بالعاصمة في فبراير احتفاء باليوم الوطني للقصبة    ترسيم مهرجان "إيمدغاسن" السينمائي الدولي بباتنة بموجب قرار وزاري    تسخير مراكز للتكوين و التدريب لفائدة المواطنين المعنيين بموسم حج 2025    غزّة تتصدّى لمؤامرة التهجير    فرنسا تغذّي الصراع في الصحراء الغربية    اختيار الجزائر كنقطة اتصال في مجال تسجيل المنتجات الصيدلانية على مستوى منطقة شمال إفريقيا    مبارتان للخضر في مارس    الرئيس تبون يهنيء ياسمينة خضرا    هذا زيف الديمقراطية الغربية..؟!    أدوار دبلوماسية وفرص استثمارية جديدة للجزائر دوليا    "سوسطارة" تتقدم واتحاد خنشلة يغرق و"السياسي" يتعثر    احتفالات بألوان التنمية    إثر فوزه بجائزة عالمية في مجال الرواية بإسبانيا رئيس الجمهورية.. يهنئ الكاتب "ياسمينة خضرا"    "حنين".. جديد فيصل بركات    حج 2025: إطلاق عملية فتح الحسابات الإلكترونية على البوابة الجزائرية للحج وتطبيق ركب الحجيج    هكذا تدرّب نفسك على الصبر وكظم الغيظ وكف الأذى    الاستغفار أمر إلهي وأصل أسباب المغفرة    هكذا يمكنك استغلال ما تبقى من شعبان    سايحي يواصل مشاوراته..    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في المجتمع الجزائري عالم من الاهمال والضياع
الطفل المتوحد
نشر في السلام اليوم يوم 18 - 01 - 2013

يعرف الأطفال بصفات طفولية طبيعية في حين يختلف عنهم في ذلك الأطفال المتوحدون، فهم أطفال لهم عالمهم الخاص يميلون إلى العزلة عن محيطهم الاجتماعي الأمر الذي يشكل مشكلة حقيقة لهم ولذويهم أيضا. خاصة في غياب التوعية الكافية وانعدام ثقافة الأمراض النفسية.
يؤكد الأخصائيون أن الاكتشاف المبكر لمرض التوحد عند الأطفال يعتبر أمرا في غاية الضرورة لما له من أثار ايجابية في علاج تلك الأعراض، ومحاولة تعطيل أثارها قصد التقليل من انعكاساته على تصرفات الطفل المصاب بالتوحد، وتنصح الأخصائية الأهل بضرورة الانتباه إلى العلامات المبكرة لهذا الاضطراب، وذلك بهدف صيانة شخصية الطفل وتأمين مستقبل طبيعي له. لذا ارتأينا إلقاء الضوء على جملة الأعراض الأولية التي يمكن للأم ملاحظتها على ابنها منذ الطفولة المبكرة بما أنها تقضي معظم وقتهامعه، ثم كيفية التعامل مع الطفل في حالة إصابته بالمرض وغيرها من الإرشادات الهامة جدا.
التوحد هو حالة من الانطواء على الذات ويؤدي إلى اضطرابات كبيرة في حياة الطفل الاجتماعية والدراسية والعائلية. ويبلغ معدل حدوث التوحد نحو طفل واحد في كل ألف. وهذا المعدل في ارتفاع مطرد حسب احدث الدراسات وفي جميع الأجناس والأعراق، وليس له علاقة بالحالة المعيشية أو الاقتصادية للبلد أو الأسرة. كما أن معدل حدوثه في الذكور أكثر بنحو ثلاث إلى أربع مرات منه في الإناث. ويعاني المصابون بالتوحد من انعدام القدرة على التأقلم مع الآخرين أو المحيط والظروف، وعدم القابلية على التواصل الاجتماعي بالكلام أو غيره، أو تكوين صداقات مع الآخرين.
التوحد عبارة عن اضطراب معقد في وظائف الدماغ المسؤولية عن التعامل والتواصل الاجتماعي، وهذا الاضطراب ينتج عن اختلال العلاقة بين مراكز الدماغ المختلفة المسؤولة عن هذه الوظائف. ولا يعرف السبب بالتحديد لكن هناك نظريات تقول بوجود أسباب عضوية لها علاقة بالنوافل العصبية التي تنقل التعليمات الدماغية داخل مراكز الدماغ المختلفة. وهناك نظريات أخرى تفترض وجود سبب نفسي. وعليه فإن الطب لا يزال بحاجة إلى تعلم الكثير عن هذا المرض.
هل هناك عمر محدّد لظهور أعراض التوحد على الطفل؟
عادة ما تبدأ الأعراض في عمر 18 شهرا. وفي جميع الأحوال لا تتعدى عمر الثلاث سنوات.
وهل يستمر المرض طيلة الحياة أم أن الطفل عندما يكبر يمكن إن يشفى منه؟
غالبا ما ترافق الأعراض المريض طيلة حياته مع بعض التحسن، أو قد تسوء أحيانا. لهذا فإن المتابعة الطبية ضرورية جدا. ويمكن أن يقلل التعليم الخاص من المضاعفات.
ماذا عن ذكاء المريض بالتوحد، هل يكون أقل؟
التوحد بحد ذاته لا يعني قلّة الذكاء، لكن معظم الأطفال الذين يعانون منه يكون معدل ذكائهم أقل بنسب متفاوتة عن المعدل المقبول للعمر. إلا إن ربع هؤلاء الأطفال يكون معامل الذكاء IQ لديهم أكثر من المعدل الطبيعي، أي أن درجة ذكائهم تكون عالية! ومن الغريب إن نسبة 10% من هؤلاء الأطفال يكونون أذكياء في مادة الرياضيات! كما إن هناك علاقة طردية بين أعراض المرض ومعدل الذكاء، أي أن المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة يكون معدل الذكاء لديهم اقل. وكلما كان معدل الذكاء لدى الطفل منخفضا نحتاج إلى خبرة أعلى لتشخيص التوحد.
وتشتمل الأعراض على:
عدم القدرة على تبادل الأفكار والآراء أو المعلومات عن طريق الكلام أو الكتابة أو الإشارات. ولا يستطيع الطفل المصاب النظر إلى الآخرين عينا بعين ووجهاً لوجه. وعندما يقوم الطبيب بفحص الطفل فإنه يناديه باسمه ثم يشير إلى لعبة في الغرفة ويقول له “انظر هناك لعبة”.
لكن الطفل المريض لا يستجيب ولا ينظروقد يفقد الطفل منذ البداية القدرة على التصريح أو الإشارة بإصبعه إلى الأشياء التي تثير انتباهه، ترديد اسمها. وقد يفحص الطبيب هذه المسألة بالطلب من الطفل الإشارة إلى المصباح مثلاً. فالطفل العادي يقوم بالإشارة إلى المصباح وفي الوقت نفسه ينظر إلى وجه الطبيب. لكن الطفل المصاب بالتوحد لا يفعل هذا. وتكون هذه الأعراض مصحوبة بتأخر الكلام.
انعدام التفاعل الاجتماعي وعدم تكوين علاقات اجتماعية أو الارتباط بأصدقاء أو حتى التعبير عن الاحتياجات الشخصية. ويحب الطفل الوحدة والانعزال ولا يعبّر عن عواطفه تجاه غيره، سواء الجسدية أو النفسية. وقد يبدي الطفل ردود أفعال شديدة تجاه مؤثرات عادية لا ينفعل لها الطفل العادي بالقوة نفسها. فمثلاً يصاب الطفل المصاب بالتوحد بالهلع الشديد بسبب صوت الراديو أو التلفاز أو المكنسة وما شابهها. وقد يكون السبب في ذلك هو الاستجابة الشديدة الحساسية لتلك الأصوات التي تثير الألم في جهاز السمع لديه.
وجود ظاهرة التكرار عند الطفل المتوحد مثل اللعب بمفرده بشيء ما وبشكل متكرر ومن دون ملل وبصورة غير عادية لا تتلاءم مع عمره.
كما انه يعيد الأسئلة الموجهة إليه كما هي من دون الإجابة عنها. وتعرف هذه الحالة بالببغائية، مثلا إذا سألته كيف حالك فإنه يرد عليك كيف حالك، أو هل لديك إخوان فيقول لك هل لديك إخوان وهكذا مثل الببغاء! وهو قد يضحك أو يبكي من دون سبب معروف للآخرين. وأحيانا لا يستجيب إلى أي طلب ويتصرف وكأنه لا يسمع وتكون علاقته بالأشياء أقوى من علاقته بالأفراد، وقد لا يستجيب الطفل للألم بشكل طبيعي فيكون شعوره بالألم إما شديداً جدا وحساسا، أو على العكس قد لا يبدي أي شعور بالألم. مثلا إذا أصابه جرح أو أذى فإنه بدلا من أن يطلب المساعدة أو البكاء فإنه لا يبدي أي اهتمام وكأن شيئا لم يكن! وقد لا يهتم بالخطر مما يعرضه للإصابات المتكررة. وقد يقوم بإيذاء نفسه كقص الجلد وضرب الرأس والوجه وعض الشفاه وقلع الشعر والأظافر وضرب العيون الذي قد يؤدي إلى العمى. ومن الطريف إن العديد من هؤلاء الأطفال تتحسن حالتهم عندما يصابون بالالتهابات الفيروسية أو الجرثومية كالتهاب الأذن أو البلعوم أو المجاري التنفسية، وهذه حالة يجدر بالطب ان يدرسها في المستقبل لعله يجد العلاج في خبايا ما يحدث في الجسم بسبب الالتهاب.
فحوصات للدماغ وهل يوجد فحص جيد يشخّص هذا المرض عند الطفل؟
يتم تشخيص المرض من قبل فريق متخصص يتألف من طبيب نفسي ومختص في التحليل النفسي التعليمي، واختصاصي باللغة وطبيب أطفال ذي خبرة بهذا المرض. ولا يوجد تحليل يمكن أن يشخّص أو ينفي المرض بدقة تامة، لكن ارتفاع السيروتونين وانخفاض انزيم البايوتنيديز والC4B Complement Protein تعتبر دلائل على المرض ولكنها غير كافية. وقد ينصح الطبيب بإجراء فحصا للدماغ بالرنين المغناطيسي أو المقطعي. وقسم من الأطفال المصابين بالتوحد، يكون دماغهم كبيراً، لكن الدماغ الوسطي صغير واحياناً يجري تخطيط للدماغ للذين يُشك بوجود صرع لديهم مع التوحد.ومن الضروري أيضا إجراء تحليل لنسبة الرصاص LEA في الدم لان ارتفاعه قد يؤدي إلى أعراض مشابهة نوعا ما.
ما هي مضاعفات التوحد؟
أهم المضاعفات هي التي تتعلق بالتعلم والحياة الاجتماعية، هذا بالإضافة إلى أن هؤلاء الأطفال يكونون أكثر عرضة لمرض الصرع.
العلاقة بين اللقاحات والتوحد
وسألنا الأخصائية هناك اعتقاد كبير حالياً بوجود علاقة بين اللقاحات، خاصة لقاح الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف وبين ظهور مرض التوحد. فهل هذا صحيح؟. الحقيقة إن البحوث لم تثبت بعد وجود علاقة للمرض بهذه اللقاحات، ونحن نطمئن الأهل بأنه لا توجد علاقة بين ظهور هذا المرض واللقاحات. وسبب المرض غير معروف حالياً، لكن هناك دراسات تفترض وجود علاقة سببية مع بعض الأمور مثل الوراثة ومضاعفات الولادة أو التعرض لبعض المواد الكيماوية والالتهابات، مثل إصابة الأم الحامل بالتهاب الحصبة الألمانية أو الحميراء أو الاختلال الجيني أو أمراض الاستقلابات غير المشخصة مثلا، لكن ليس هناك علاقة بين المرض والطبيعة الاجتماعية أو الفردية للأم والأب. وهناك من يعتقد بوجود خلل في شبكة الاتصالات التي تربط المراكز الدماغية المختلفة. فالدماغ جهاز معقد فيه ملايين الاتصالات الكيماوية والكهربائية التي تنسق الأمر في ما بينها بشكل عجيب ودقيق يساعد على الاستجابة لكافة المتطلبات والظروف بوقت قصير جدا لا يتعدى الجزء من مليون جزء من الثانية أو أقل. لكن المصابين بالتوحد تكون هذه الاتصالات عندهم غير منضبطة تماما. وقد يكون السبب هو الاختلال الوظيفي في عمل السيروتونين الذي يقوم بإيصال التعليمات بين مراكز الدماغ المختلفة، وقد تبين إن السيروتونين يرتفع في الدم عند حوالي ثلث المصابين وعند قسم من إخوانهم وآبائهم. وهناك قسم من المرضى لديهم خلل في تمثيل الفينولك أمين.
هل يمكن وقاية الطفل من هذا المرض وهل له علاج؟
في الماضي كان الأطفال المصابون بالتوحد يوضعون في المؤسسات الخاصة بالأطفال المعاقين، لكن أثبتت الدراسات الحديثة أن ذلك غير مفيد. والتشخيص المبكر مهم جدا لان البحوث أثبتت أن التعليم الخاص المبكر يمكن أن يؤدي إلى تحسين السلوك والأداء الاجتماعي. وهناك أطفال قد يستفيدون من العلاج المنشط للدماغ إذا كانت حالتهم مصحوبة بالوهن الذهني مع زيادة النشاط الحركي. وبما إننا حاليا لا نعرف سبب المرض بالضبط فلا يمكن وضع خطة للوقاية. إلا أن التشخيص المبكر مهم جدا للوقاية الثانوية وللتقليل من تأثير المرض في حياة الطفل ومستقبله. وعلى هذا الأساس يجب على الأهل مراجعة الطبيب الاختصاصي فور ملاحظتهم لأية أعراض غير طبيعية على الطفل وعدم إهمال الحالة لكي لا تتفاقم. وتضيف الأخصائية متحدثة عن العلاج: “علاج المرض يستند بالدرجة الأساسية إلى التعليم والعلاج النفسي التربوي السلوكي لتنمية القابليات الاجتماعية، خاصة في ما يتعلق بالتخاطب واللغة. ويتم ذلك على أيدي مدرسين لديهم الخبرة في تدريس الأطفال المصابين بالتوحد، حيث انه لا يكفي التدريس العادي بل انه لا ينفع. وبما أن طبيعة المرض تختلف من مريض إلى آخر فإن العلاج يعتمد على المريض كفرد وليس على المرض كنموذج ثابت. وأول خطوة في العلاج هي إجراء فحصا للسمع. وهناك بعض الأدوية التي تعطى لتحسين الأعراض.
. وهناك قسم من المرضى لديهم أعراض تشبه أعراض مرض ضعف التركيز والنشاط المفرط، فهؤلاء يستجيبون للعلاج بواسطة الأدوية المنشطة للدماغ.وقد يحتاج الطفل إلى بعض الأدوية التي تساعده على النوم في حالة اضطرابه مثل، لكن معظم هذه الأدوية يجب أن لا تستخدم إلا تحت إشراف طبي دقيق جدا بسبب المضاعفات الجانبية لها.ويستخدم الأطباء أحيانا الدواء لكننا ما زلنا بحاجة إلى دراسات أكبر لإثبات فعالية هذا الدواء. وهناك أيضا ما يعرف بالمعالجة اليدوية والتي قد تخفف من الأعراض لكن ليس بشكل دائم. كما وجد بأن التمارين الرياضية تحسن الأداء عند بعض المصابين لذا يستحسن وضع برنامج ثابت للرياضة خلال الأسبوع.علماً إن هناك بعض الدراسات التي تحاول معرفة ما إذا كان هناك جين مسؤول عن المرض مما قد يساعد على التشخيص المبكر ومنع ظهور الأعراض ما أمكن.
دور الغذاءهل هناك علاقة بين الغذاء وإصابة الطفل بهذا المرض؟
لا توجد علاقة سببية، لكن الدراسات التي أجريت على قسم من المصابين أثبتت إن بعض المواد الكيماوية التي تعمل كموصلات عصبية في الدماغ مثل السيروتونين ترتفع عند ثلث المرضى، وعليه فإن قسما منهم يتحسنون باستخدام الأدوية التي تثبط عمل السيروتونين، وهي نفسها التي تستخدم لعلاج الاكتئاب.والبعض الآخر يعاني من اضطراب في تمثيل الفينولك أمين في الجسم، ولهذا فإن بعض أعراض المرض قد تتفاقم بتناول بعض الأطعمة مثل منتجات الألبان والشكولاطه والذرة والسكر والتفاح والموز، إلا أن ذلك يجب أن يشخّص بواسطة المختص في التغذية لأنه لا توجد دراسات لإثبات ذلك. والفيتامينات قد تفيد المصابين لأنها تحسّن النشاط العام والتركيز الذهني، لكن ليست هناك دراسات كافية لإثبات ذلك. ومن هذه الفيتامينات مجموعة B لأنها تدخل في تنظيم الاتصالات الدماغية الداخلية. كيف نعامله؟هل يمكن معاملة الطفل المصاب بالتوحد وتربيته مثل الأطفال العاديين؟يجب أن يعامل الطفل المصاب بشكل مختلف تماما لأنه لا يستجيب استجابة عادية لطرق التربية المتعارف عليها، لان دماغه لا يفسر الأمور بنفس الطريقة التي يفسرها دماغ الطفل العادي. فهو لا يهتم للخطر مثلا ولا يمكن أن يتغير بواسطة التوبيخ أو الصفع، علما بأن الصفع يعتبر جريمة يحاسب عليها القانون في بعض البلدان المتحضرة في الغرب، ما عدا الصفع البسيط على الورك والذي لا يترك أثرا أو احمرارا. وعلى ذكر ذلك فإن البلدان العربية لا توجد فيها قوانين لحماية الطفل من عنف الأبوين!إن الطفل المصاب بالتوحد يحتاج إلى نوع خاص من التعامل السيكولوجي الذي يلطّف أو يهذّب سلوكه. ويمكن للأبوين أن يستفيدا من دورة تدريبية يشرف عليها اختصاصي نفسي لمعرفة كيفية التعامل مع هذا الطفل. ختاما نود أن نعرف ما هو مستقبل الأطفال المتوحدين عندما يكبرون؟ قسم منهم قد يمارس حياة عادية ويعمل ويتزوج وينجب، لكن الغالبية العظمى خاصة الذين يتصفون بذكاء منخفض ونشاط قليل يحتاجون إلى رعاية مستمرة طيلة الحياة. وقد ينتهي قسم منهم في دور الرعاية الخاصة.
محمد الأمين و آخرون..
محمد الأمين طفل في الخامسة من عمره مصاب بالتوحد، أمه امرأة في ريعان شبابها تقول أنها خلال فترة حملها عانت الكثير من المشاكل الاجتماعية مع زوجها، حيث أنها لم تكن تعبر عن أحاسيسها بل كانت تقوم بكبتها خوفا من ردة فعل زوجها خاصة في الأشهر الأولى من الحمل، وتوضح أن أخصائيتها النفسية أكدت لها أن ذاك الكبت يعتبر سببا فيما حصل لابنها، وعند سؤالنا لها عن ولادته تقول ولد طفلي ولادة طبيعية حتى انه لم يرهقني في تربيته، لكن لمّا أصبح في العامين من عمره بدأت أعراض المرض تظهر عليه كعدم استطاعته النظر إلى الآخرين عينا بعين ووجهاً لوجه. لكن ولعدم معرفتي بهذا المرض تجاهلت تلك الأعراض إلى غاية بلوغه ثلاث سنوات، اين ظهرت جليا أعراض التوحد كحبه للعزلة والصراخ الشديد وهي اليوم تعمل جاهدة على استدراك ما فات ابنها خاصة وانه يتميز بذكاء خارق خاصة في مادة الرياضيات، وكل همها كيف سيكون مستقبل ابنها على حد تعبيرها.. أنا اليوم على قيد الحياة وغدا..
- علي طفل عمره 4 سنوات ولد ولادة طبيعية، وزنه كان 3 كيلو غرام وتلقى رضاعة طبيعية لمدة أربع أشهر.. تقول أم علي، أن ابنها كان هادئا جدا عندما كان طفلا رضيعا. لا تسمع له صوت.. ولا يوجد تفاعل بالنظر بينها وبينه. لم يستطع أن ينطق بكلمة إلى أن صار عمره 3 سنوات. حاليا يستطيع أن يقول (ماما \ بابا \ واحد \ اثنين \ ثلاثة) فقط مع أصوات غير مفهومة. عندما يريد شيئا يسحبها من يدها إلى الشيء الذي يريده . كثير من الأحيان لا يرد عليها عندما تناديه باسمه مع أنها متأكدة من انه يسمع.. ينظر إليها أحيانا عندما تتحدث إليه ولكن ليس بشكل ثابت.. يقضى وقته بالجري والصراخ، لا يهتم بإخوته ولا يشاركهم ألعابهم. ولا يهتم بوجود احد من أفراد العائلة. يحب أن يلف الأشياء ويقضى وقت طويل في ذلك. يحب أن يشاهد أشرطة الفيديو بشكل كبير وهناك أشرطة معينة يحب تكرارها.. متمسك بدمية تليتابيز يحملها معه دائما.له حركات بيده مثل الرفرفة تزيد عندما يكون متوتر .
للتوحد صور مختلفة فلا توجد حالة مطابقة للأخرى. وهو درجات تتراوح من البسيط إلى المتوسط أو الشديديدخل تحت مسمى طيف التوحد الطفل الذي تكون لديه بعض التصرفات المشابهة للتوحد، وهنا يكون الطفل ذكاءه طبيعيا أوفى بعض الأحيان معدل ذكائه اعلى من الطبيعي ولا يوجد لديه تأخر في الكلام اي أن مقدرته على الكلام جيدة، وهذا ما يفرقه عن التوحد التقليدي لكن مشكلته الأساسية تكمن في ضعف التواصل الاجتماعي، والتي قد تظهر بعدم رغبة الطفل بالاختلاط بالآخرين أو الكلام معهم أو مشاركتهم اي اهتمامات، وكثيرا ما يكون الطفل ليس له أصدقاء ويقضي معظم وقته لوحده أيضا يوجد أحيانا تكرار في بعض السلوكيات، بالإضافة إلى عدم تقبل التغير سواء كان في الأكل أو الملابس وعادة ما تكون لهم طقوس وروتين معين في حياتهم.لكن الأهم من هذا وذاك أنت أيتها الأم إن حدث وأن لاحظت تلك الأعراض. عليك فورا رؤية طبيب مختص لأنك بذلك ستكونين منقذة ابنك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.