معاناتهم تتعدى الحدود، ما يزالون يشتكون من قلة التكفل بهم، زاد تهم، نظرة المجتمع معاناة، أطفال تمّ إقصاؤهم من الدراسة، وشباب محرمون من الزواج بسبب مرضهم الذي جعلهم سجناء قابعين تحت رحمة النوبات الفجائية التي قد تصيبهم في أي لحظة، إنهم المرضى المصابون بداء الصرع في الجزائر. «الشعب» تقربت من بعض مرضى الصرع ونقلت الآلام اليومية التي يعيشونها في صمت، بالإضافة إلى معاناة عائلات المصابين التي تزداد مع التكفل بهم، باعتبارهم في حاجة إلى رعاية مستمرة، ودعم نفسي كبير من طرف الأصدقاء والأقارب حتى يتجاوزوا مرحلة الحرج والخجل من حالتهم في كل مرة تنتابهم نوبة الصرع. تقربنا من إحدى العائلات، يعاني ابنها الوحيد من مرض الصرع، حيث أكدت لنا والدته انه في كل مرة تصيبه نوبة تتسبب في فقدانه للوعي، وبمجرد عودته إلى الحياة الطبيعية يصاب بأزمة نفسية حادة بسبب الخجل من نظرة الناس إليه. وكشف العديد من المرضى عن حالاتهم اليومية ومعاناتهم المتواصلة من ويلات الداء الذي يصاحبهم إلى آخر يوم في عمرهم، بل هناك من كان المرض سببا في وفاتهم كما روت لنا سعاد موضحة أن أخاها الأكبر أصيب بمرض الصرع بعد أن جاءته النوبة وهو على الشرفة تم فقد إثرها وعيه بالكامل، فاندفع من الشرفة وسقط ميتا على الأرض. وأضاف آخرون، أن الحوادث التي يتعرض لها مرضى الصرع قد تؤدي إلى فقدان التحكم في الذات ذاته في أي لحظة داعين إلى ضرورة تجنب القيام ببعض المهام التي تعرّضهم إلى الخطر على غرار سياقة الشاحنات وسيارات النقل العمومي أو العمل في مكان مرتفع عن سطح الأرض أو العمل بآلات خطيرة. كما تتسبّب الحوادث الجانبية التي يتعرض لها المرضى عندما يصابون بالنوبة، في إصابتهم بجروح خطيرة تزيد من ألمهم ومعاناتهم، وأحيانا تضعهم في دائرة الخطر الذي قد يودي بهم إلى الهلاك، فغالبا ما يصاب المريض بالنوبة وهو في الشارع، وعند تشنج جسمه يؤدي إلى سقوطه بكامل قوته على الأرض، كما يصادف سقوط المريض أيضا بعض الأشياء التي تساهم في إحداث جروح بليغة. وحسب المواطن محمد، فإن الكثير من المرضى يرفضون الكشف عن مرضهم و يفضلون إبقاءه في قيد الكتمان بالرغم من أهمية معالجة هذا المرض في مرحلة مبكرة كون إخفاءه يضعهم في دائرة الخطر، ما يزيد من معاناة مرضى الصرع في الجزائر.