ذكر العميلُ السابق للاستخبارات الأمريكيَّة بِيلْ ستيوارتْ أن مزيدٌا منَ التشرذمُ والتفتيت يلوحُ في أفق بلدان منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ولنْ تكُون معه المحافظة على وحدة البلدان متأتيَة سوى لبلدان أربعة، من بينها المغرب الذِي لنْ يواجه خطر التقسيم مستقبلًا. خريطةُ ذات الفضاء الجغرافي، كما قدرها ستيوارتْ لموقع "سانتا فِي نيُوزْ ميكسكَانْ"، لنْ تظلَّ على حالها مستقبلًا وسيُعاد رسمهَا على إثر كلِّ ما يعتمل من تحولات جيواسراتيجيَّة بعد اندلاع أحدَاث "الربِيع العربِي"، أطاحتْ بأنظمة ودخلَتْ معها عدَّة دُول إلى أتون حروب أهليَّة ضارية. ويوضحُ ستيوارتْ أنَّ الدول التي ستسلمُ من التقسيم هيَ المغرب والجزائر وتونس ومصر، معتبرا أنها تختلفُ بصورةٍ جذريَّة، من خلال تاريخها وعن مسار التطور الذي سلكته، عنْ دُول الخليج العربِي وباقِي دُول المشرق، حسبما نقلت صحيفة هسبيريس المغربية. وبحسب المصدر نفسه فإنَّ بلدانًا كسوريا أوْ العراق أوْ لبنان أوْ الدُّول الصغيرة في الخليج، بجانب ليبيا، واليمن الذِي ينزلقُ أكثر فأكثر ليصبح دولةً فاشلة، لنْ يكون أمامها بدٌّ منْ أنْ تشهد تحولاتٍ راديكاليَّة، بل حتى إسرائيل نفسها ستكُون معرضة للخطر. ومن الأسباب التي ستغذِّي انقسام البلدان تنوع تركيبتها القبلية والطائفية، فالنظام السياسي في اليمن يتراجعُ مثلًا أمام سطوة الحوثيِّين وتنظيم القاعدَة في جزيرة العرب، كما يزرعُ تنظيم "الدولة الإسلاميَّة" الرعْبَ في أجزاء واسعة من العراق وسوريَا.