هل لاحظتم من قبل أن الأطفال الرضع يبتسمون ويصدرون أصواتا، ويحاولون التواصل مع الآخرين! بعدها تدركون أننا كبشر اجتماعيون منذ الولادة. وبعد مرور عدة أشهر تزداد مهارة التواصل لدى الطفل، وينظر إلى أبويه بانتظار الرد، ويبدأ بعدها المشاركة في اللعب، ويصر على وجودهم معه. ويبدأ الشخص بتعلم المشاركة في طفولته، عندما يبدأ بالتعبير عن احتياجاته ورغباته، ويبدأ باللعب مع أطفال آخرين أيضا. يأمل المربون أن تتطور المهارات الاجتماعية للطفل بشكل كاف عند دخوله للمدرسة، ليصبح باستطاعته تبادل الأدوار واحترام الآخرين، والتعاون وتكوين الصداقات. والهدف من ذلك أن الأطفال في الروضة يبدؤون باستكشاف عالمهم الاجتماعي، وتعتبر هذه مهارة مهمة، تساعدهم في الاعتماد على أنفسهم في الصف المدرسي، وأيضا خلال مراحل حياتهم لاحقا. ويعد تعلم التعايش بشكل مريح بين الأصدقاء والأقران أمرا ضروريا للطفل، ولكنه يعتبر تحديا في عمر مبكر، ويستمر بعد ذلك لفترة طويلة. وتعتبر هذه المهارة مرتبطة بالنجاح الأكاديمي لاحقا. فيجب على المدرسين والأهل مراقبة الطفل، واكتشاف إذا ما كان قادرا على المشاركة، وإدراك نوايا أصدقائه، والإنصات إلى تعليمات المدرسين بشكل جيد، فهذه المهارات ضرورية، كتعلم القراءة والأرقام والحروف. ولا ننس دور وتأثير الأصدقاء والزملاء على بعضهم، حيث يقول تيري هولنسورث مختص في علاج الأسرة والطفل : (إن القبول الاجتماعي يؤثر بشكل كبير على إحساس الطفل تجاه نفسه، ويظهر ذلك التأثير بشكل واضح في الفصول الدراسية، فمن الصعب على الطفل أن يركز في دراسته وهو مكتئب). التعليم التعاوني: يركز المربون هذه الأيام على أهمية التعليم التعاوني. وتقول ليزلي فيلدز المستشارة في ابتدائية ريدموند في منطقة بحيرة واشنطن : (إنه يجب تطبيق نظام التعليم التعاوني طوال فترة الدراسة، وإن الأطفال يجب أن يكونوا مستعدين له، وإن أفضل حل لتهيئتهم لذلك، هو تعليمهم وتعويدهم منذ دخولهم الروضة لأنها توفر بيئة طبيعية لهذا النوع من التعليم. وتضيف فيلدز بأنه مع مساعدة الأهل، فإن جزءا كبيرا من أسلوب التعلم التعاوني قد يحدث قبل دخول الطفل إلى الروضة. فمن واجب الأهل توفير فرص عديدة، والسماح لأطفالهم باللعب مع أطفال آخرين. وبإمكان الأهل أيضا تعويدهم على الإنصات للطرف الآخر، وكيفية اللعب بعدل وتوازن، والسماح للآخرين بالتقدم في طابور المقصف مثلا. إن معظم الآباء لا يعتبرون الكفاءة الاجتماعية مهارة مكتسبة، ولكن الحقيقة أن الأطفال يصبحون بارعين اجتماعيا بالطريقة نفسها التي يفهمون بها ويتعلمون الرياضيات والعلوم، من خلال الاستكشاف عن طريق التجربة والخطأ، والعمل على إيجاد حلول للمشكلات، ومن خلال التعلم خطوة بخطوة، كل ذلك مع مساعدة من الأصدقاء والأهل.