تحول التسوق واقتناء الخضر ومختلف المواد الغذائية في سوق علي ملاح بالعاصمة إلى أمر محفوف بالمخاطر، ففي وسك برك الأوحال وفي حفر مليئة بالقذارة يضطر سكان الأحياء المجاورة إلى قصد هذا السوق من اجل المخاطرة بأرواحهم من خلال شراء مقتنياتهم الغذائية وسط الأوساخ ! مليكة حراث يشتكي زبائن السوق البلدي علي ملاح المتواجد ببلدية سيدي أمحمد، من تدني مستوى الخدمات التي يقدمها هذا المكان الذي يعرف إقبالا كبيرا للمواطنين من مختلف أحياء بلديات العاصمة نظرا لما تشهده أسعار السلع والمنتوجات مقارنة مع الأسواق البلديات الأخرى لاسيما المجاورة، بالمقابل فيعد سوق علي ملاح من بين الأسواق الأكثر قذارة بالعاصمة والذي يعرف انتشار للروائح الكريهة وإهتراء كلي لأرضيته وهي الوضعية التي تتسبب في تراكم المياه القذرة و أكوام الأتربة مما يجعل المكان صعب الاجتياز بالنسبة للمواطنين، الذين يواجهون معاناة كبيرة والتي تتسبب فيها خصوصا طاولات الأسماك التي تعرض فيها في ظروف غير آمنة لا تخضع لشروط المراقبة ولا تتوفر على شروط البيع. ورغم عمليات الترميم التي مسّت هذا السوق منذ فترة من أجل إعادة تهيئة السوق، إلا أن هذا الأخير لم يسلم من القذارة والأوساخ وغياب شروط البيع المنظم، مما يجعل المواطن العاصمي الذي يقصد هذا المكان من أجل اقتناء حاجياته عرضة لخطر الأمراض والأوبئة، خاصة منتوجات الفواكه والخضر التي تعرض في أماكن جد قذرة تتسبب فيها قيام هؤلاء التجار بالرمي العشوائي لسلعتهم الفاسدة والتي تتراكم وتتسبب في روائح كريهة بعد مرور أيام على تواجدها تحت طاولات البيع، ناهيك عن تلك الظروف المزرية التي يتم فيها بيع السمك وسط القذارة ومياه قنوات الصرف والروائح الكريهة التي تنبعث منها ومن السمك المتعفن، ناهيك عن انتشار تلك المياه التي يتم رش السمك بها ليلقى بها على جوانب طاولات بيع السمك والتي تخلق نوعا من الفوضى والروائح التي تشمئز لها الأنفس. في هذا السياق أعرب هؤلاء المواطنين في حديث لهم مع أخبار اليوم عن استيائهم الشديد من الفوضى العارمة التي يشهدها هذا السوق. وأبدى مرتادو السوق البلدي تخوفهم الشديد من خطر التسمم والوباء التي تدق ناقوس الخطر على الصحة العمومية وتودي بحياتهم، نتيجة استهلاكهم لتلك المنتوجات والسلع الغذائية التي تعرض في محيط ملوث ومتعف، تنعدم فيه شروط النظافة ومقاييس الصحة، وما قد ينجر عن ذلك من انعكاسات سلبية ومخاطر قد تمس بصحة المستهلك بالدرجة الأولى، ولدى حديثنا مع بعض الباعة الذين يعرضون سلعهم خارج السوق وفي تلك الظروف الغير أمنة صحيا أكد لنا هؤلاء الباعة أنهم مجبرون على عرض منتوجاتهم وسلعهم الاستهلاكية والغذائية منها في تلك الظروف والأماكن القذرة التي لا تتوفر على أدنى شروط البيع المنظم والصحي ويحتلون بطاولاتهم الطريق والأرصفة، في ظل غياب محلات وأسواق قانونية يلجؤون إليها لعرض سلعهم. في سياق ذي صلة، حمّل بعض التجار مسؤولية هذا الوضع الكارثي الذي يعرفه السوق، السلطات البلدية نتيجة عدم قيامها بالمهام المنوطة بها، المتمثلة في توفير عدد كاف من أعوان النظافة للإشراف على عمليات التنظيف الداخلية للسوق، وكذا توفير أعوان الأمن والمراقبة حتى يتم وضع السوق فوق أرضية مريحة تساعد على التنقل بين أرجائه دون عناء. ونتيجة لهذه الوضعية المزرية التي يعرفها سوق علي ملاح، يُطالب المواطنون وتجار السوق السلطات المعنية التدخل السريع والتكفل بالوضع عن طريق إعادة تهيئة الطرقات الداخلية المؤدية للسوق وتنظيفه من النفايات والأوساخ والروائح الكريهة التي تحاصر السوق..