مزيد من التشرذم والتفتيت يلوح في أفق بلدان منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ولن تكون معه المحافظة على وحدة البلدان متأتّية سوى لبلدان أربعة، من بينها الجزائر التي لن تواجه خطر التقسيم مستقبلا، حسب تحليل جرّده عميل سابق للاستخبارات الأمريكية بيل ستيوارت. خريطة ذات الفضاء الجغرافي كما قدّرها ستيوارت لموقع (سانتا في نيوز ميكسكان) لن تظلّ على حالها مستقبلا وسيعاد رسمها على إثر كلّ ما يعتمل من تحوّلات جيواسراتيجية بعد اندلاع أحداث (الربِيع العربِي) أطاحتْ بأنظمة ودخلت معها عدّة دول إلى أتون حروب أهلية ضارية. ويوضّح ستيوارت أن الدول التي ستسلم من التقسيم هي الجزائر والمغرب وتونس ومصر، معتبرا أنها تختلف بصورة جذرية من خلال تاريخها ومسار التطوّر الذي سلكته عن دول الخليج العربي وباقي دول المشرق.وحسب المصدر نفسه فإن بلدانا كسوريا أو العراق أو لبنان أو الدول الصغيرة في الخليج بجانب ليبيا واليمن الذِي ينزلق أكثر فأكثر ليصبح دولة فاشلة لن يكون أمامها بد من أن تشهد تحوّلات راديكالية، بل حتى إسرائيل نفسها ستكون معرّضة للخطر. ومن الأسباب التي ستغذّي انقسام البلدان تنوّع تركيبتها القبلية والطائفية، فالنّظام السياسي في اليمن يتراجع مثلا أمام سطوة الحوثيين وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، كما يزرع تنظيم (الدولة الإسلامية) الرعب في أجزاء واسعة من العراق وسوريا. أمّا السعودية التي جرى فتح أبواب الحكم فيها أمام جيل الحفدة فمن الراجح -حسب الكاتب- أن تؤدّي كثرة الأمراء في السعودية وطموحهم إلى السلطة إلى إشعال الخلاف، ما قد يؤدّي بالبلاد إلى التصدّع. أمّا في دول الخليج الأخرى الصغيرة ذات التعداد السكاني المحدود فمن الوارد أن يدفع عدم توزيع الثروة المحصّلة من ريع النفط بصورة عادلة على العموم إلى تلبيد المستقبل بكثير من الغيوم وفتحه على التقسيم. وفيما ترتفع أصوات بالقول إن التشتّت الذِي ستعرفه المنطقة مستقبلا ليس إلاّ تنفيذا لمخطّطات غربية مسطّرة سلفا خدمة لإسرائيل، يقول ستيوارت إن الولايات المتّحدة الأمريكية نفسها لن تكون قادرة على كبح وتيرة الانقسام العائدة إلى عوامل داخلية، فيما لن يكون أمام باقي العالم سوى أن يصطفّ إلى جانب الطرف الرابح.