تتفاعل تصريحات وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار حول اتهام الجزائر بالتورط في لعب دور في تعكير العلاقات بين الرباطوباريس، وانبرى السفير الفرنسي في الجزائر لوصف مزوار باللامسؤول، ويقدم موقفا في الصحراء لا يتماشى وموقف باريس الكلاسيكي من النزاع. وفي حوار مع جريدة لوموند الفرنسية يوم 3 فيفري الجاري، كان صلاح الدين مزوار قد اتهم الجزائر بالمساهمة في تأجيج الأزمة بين باريسوالرباط التي دامت قرابة سنة وشهدت انفراجا نسبيا الأسبوع الماضي، ورفض مزوار تقديم توضيحات حول الدور الجزائري. ونشرت صحيفة الشروق اليومي تصريحات قوية للسفير الفرنسي في الجزائر بيرنار إميي بقوله (كلام مزوار) غير مسؤول، محاولا بذلك نفي اتهامات مزوار. وكشف السفير دعم فرنسا لقرارات الأممالمتحدة في نزاع الصحراء وكذلك دعمها للمبعوث الشخصي للأمين العام لهذه المنظمة في النزاع، كريستوفر روس. ومرت أكثر من 24 ساعة هذه التصريحات، ولم تكذبها السفارة الفرنسية في الجزائر ولا الدبلوماسية الفرنسية في باريس، الأمر الذي يجعلها مثيرة دبلوماسيا. وتأتي في ظرف حساس تمر منه العلاقات المغربية-الفرنسية التي لم تشهد بعد طريقها نحو الانفراج التام. وكان سفراء فرنسا في الجزائر يتجنبون التركيز على ملف الصحراء، وإن أدلوا بتصريحات تكون لينة وإن كانت ظاهريا تميل إلى الجزائر، لكن هذه المرة، تعتبر تصريحات مختلفة وكأنها صادرة عن دولة من الدول التي تؤيد وتدعم دبلوماسية الجزائر. ولم يصدر عن دبلوماسية الرباط أي تعليق على تصريحات السفير، ومن المستبعد صدور أي تصريح أو انتقاد بحكم أن المغرب يرغب في تجاوز الأزمة الثنائية التي دامت قرابة سنة، وانفجرت بسبب قرار القضاء الفرنسي ملاحقة مسؤولين مغاربة بتهمة التعذيب.