تحركات الدبلوماسية الجزائرية تفقد أعصاب القصر الملكي لم تخرج تصريحات وزير الخارجية المغربي عن سياق الاتهامات غير المؤسسة والتحامل على كل ما هو جزائري وهو يتحدث لصحيفة لوموند الفرنسية التي استعمرت بلادها الشعوب المغاربية في القرن الماضي. فكعادته، لا يترك المغرب فرصة إلاّ واستثمرها من أجل التطاول على الجزائر وتشويه سمعتها وصورتها عالميا ودوليا، وهي الورقة التي لعبها دائما كلما ضعف موقفه واشتد الموقف الدولي الداعم للقضية الصحراوية. وفي آخر خرجات النظام المغربي ضد الجزائر، هاجم وزير خارجية "أمير المؤمنين"، صلاح الدين مزوار، الجزائر مدعيا أنّ لها يد وسعت بشكل مباشر إلى تحقيق ما أسماه "الإضرار بالمغرب، وتخريب العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس، والتي اندلعت منذ شهر فيفري من السنة الماضية". وقال مزوار في حوار مع جريدة "لوموند" الفرنسية، بأن "لدينا شعور بأن الجزائر حاولت استغلال ذلك من أجل الإضرار بالمغرب والعلاقات المغربية الفرنسية". وهذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيها المغرب الجزائر بالتسبب في أزمات، فآخر مرة تعود لأيام قليلة ماضية فقط، حين وجّه مسؤول مغربي رفض الكشف عن اسمه في تصريحات لوكالة الأناضول للأنباء اتهامات للجزائر بوجود سعي منها للتقارب مع مصر على حساب المغرب، حتى تنعزل الأخيرة دبلوماسيا. وجاءت آنذاك الاتهامات المغربية على خلفية توتر العلاقة مؤخرا بين الرباط والقاهرة، اثر قيام القناتان الأولى والثانية بالمغرب بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب "قائد الانقلاب" في مصر، و(الرئيس الأسبق) محمد مرسي ب"الرئيس المنتخب"، وذلك للمرة الأولى، منذ الإطاحة بمرسي في الثالث من جويلية 2013، إثر احتجاجات مناهضة له، في عملية يعتبرها أنصار مرسي "انقلابا عسكريا"، ويراها معارضون له "ثورة شعبية". وتؤكد التصريحات المغربية الأخيرة أن النجاحات والانجازات التي تحققها الدبلوماسية الجزائرية، على أكثر من صعيد، خصوصا مع رعايتها لمختلف أزمات المنطقة، ونجاحها في حل العديد منها، وتمكنها من الوصول إلى العمق الإفريقي والتأثير فيه، خصوصا بعد تولية رمطان لعمامرة حقيبة الخارجية، لم يتحمله المغرب، وأفقده أعصابه وصوابه ولم يستسغ هذه الانجازات التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية. ويبدو أن متاعب الدبلوماسية المغربية قد بدأت فعلا مع لعمامرة الذي كان له حضور كبير في مختلف المحافل الدولية، من خلال لقائه بالكثير من القادة ووزراء الخارجية للعديد من الدول. بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي بات تحظى به الدبلوماسية الجزائرية على مستوى العالم. في سياق أخر، قالت مجلة "تل كال" المغربية، أمس، ان البلدين قد عززا تعاونهما الأمني، لمواجهة المخاطر خاصة التهديدات الإرهابية. وقالت ان أجهزة الامن في البلدين تلتقي مرة واحدة في الشهر في الجزائر والمملكة المغربية بالتناوب منذ سبتمبر 2014 لتعزيز تبادل المعلومات بشأن التهديدات الإرهابية".