انتقد علماء الأزهر الشريف حديث الإعلامي إبراهيم عيسى بعد زعمه بأن استناد (داعش) إلى الحرق والقتل موجود في الشرع وفي الإسلام. جاء ذلك بعد أن خرج الإعلامي إبراهيم عيسى ووصف حرق الطيّار الأردني معاذ الكساسبة (وحشي)، موضّحا أن (داعش) يفسّر ويستند في أسلوب الحرق الذي يتبعه بكلام ابن تيمية. وقال عيسى خلال برنامجه على فضائية (أون تي في) إن كل ما يفعله (داعش) من قطع الرؤوس والذبح والحرق يستند على دلائل من الشرع تبيح له ذلك، مضيفا: (نعم الأدلّة التي يستند عليها داعش صحيحة، ومن يقول إن هذه الدلائل غير صحيحة فهو كاذب). وأشار الإعلامي إلى أن أبا بكر الصديق أحرق رجلا يدعى (الفجاءة السلمي) حيّا، لافتا إلى أن (داعش) استند إلى واقعة الصحابي أبي بكر في حرق الكساسبة، منوّها بأن الفكر الإسلامي ليس بريئا من توحّش (داعش). وفقا لما قاله الدكتور عبد الفتّاح إدريس، عميد كلّية التربية وأستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن السنة النبوية بها نصّ صحيح يصرّح بعدم جواز قتل أحد بالنّار، لقول رسول اللّه: (لا يُعذِّب بالنّار إلاّ ربّ النّار)، وقال الحديث النبيّ عندما كان في سفرة من السفرات مع الصحابة وأحرقوا (قرية من النمل) أو حفرة كان بها نمل فلامهم على ذلك وقال: (لقد قتلتم أمّة من الأمم)، وأضاف أن الزعم بأن الصحابي أبا بكر الصديق أحرق (الفجاءة السلمي) حيّا غير صحيح وساقط باطل لا سند له لأن رواية إحراق (أبي بكر) ل الفجاءة) باطلة مدار سندها على (علوان بن دَاوُدَ البجلي)، وهو رجل مطعون في روايته، قال الحافظ بن حجر في لسان الميزان: (قال البخاري: علوان بن داود -ويقال بن صالح- منكر الحديث).وقال الشيخ عبدالناصر بليح، المتحدّث باسم نقابة الأئمة والدعاة، إن الإعلامي إبراهيم عيسى محسوب على الدين غلط ومحسوب علي الإعلام والصحافة غلط، وأضاف في تصريحات صحفية أن إبراهيم عيسى يهدم الدين وثوابت الدين بأقواله الرجعية وخوضه فيما ليس لك به علم، فأبو بكر الصديق لم يحرق أحدا حيّا ولا ميّتا، والذي اختلق هذه الفرية هو إنسان محسوب علي الدين لغط، أي هو يلغوط في الدين وينسب إلى الصحابة ما لم يفعلوه، وتابع: (الذي يطالب بتنقية كتب التراث من هذه الخزعبلات هو نفسه الذي يسجّل على الدين ما ليس منه). وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وأستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن الإعلامي إبراهيم عيسى دأب على الخروج بأحاديث ليست من اختصاصه، وأضاف في تصريحات خاصّة لشبكة الإعلام العربية (محيط) أن إبراهيم عيسى أنكر عذاب القبر من قبل واتّهم الأزهر بالأخونة والآن هاجم الدين.