أدان علماء دين مسلمون إقدام تنظيم "داعش" على قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، مشددين على أن "الإسلام بريء من تلك الأفعال الإجرامية". وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي إن "قيام داعش بحرق الكساسبة حيا والتمثيل بجثته هو عمل إجرامي جبان ارتكبوه بدم بارد"، مضيفا "نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحرق بالنار، وهناك حديث نبوي يقول إن النار لا يعذب بها إلا الله". واستنكر تمثيل التنظيم بجثة الكساسبة بعد قتله بسير جرافة على جثته ودفنها، معتبرا أن "هذا فعل مؤذ وخرج عن كل القيم والآداب والضوابط الإسلامية.. والأسير المسلم لا يجوز قتله أبدا باتفاق العلماء". كما استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب العمل الإرهابي الذي أقدم عليه تنظيم "داعش الإرهابي الشيطاني" من حرق الطيار الكساسبة، ووصفه ب"العمل الإرهابي الخسيس". وقال الطيب في بيان إن "الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة"، مستشهدا بقول الله تعالى: "ولا تَقْتُلُوا النَّفس التي حَرّم اللّهُ إِلا بِالحق"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم "الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه". وبدوره دان وزير الأوقاف الأردني هايل داود قتل الكساسبة، وقال إن "الحرق لا يجوز في الإسلام", وأضاف أن "الحرق لا يجوز في الإسلام، ورب العالمين عاتب نبيا لأنه أحرق قرية من النمل، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال في حديث شريف "لا يُعذب بالنار إلا رب النار". كما أدان الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر بمصر محيي الدين عفيفي عملية القتل، وقال إن "ما فعله داعش من قتل الكساسبة حرقا هو مخالفة لله وأوامره، حيث إن الله كرم الإنسان حيًا وميتًا"، وأضاف أن الله تعالى قال: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"، أي أن الله كرم الإنسان لمطلق إنسانيته وهذا التكريم للإنسان في حياته ومماته. ورفض علماء أزهريون استناد تنظيم "داعش" في حرقه للكساسبة إلى قول ابن تيمية "فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجرا لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع"، مجمعين على أن "الحرق محرم في جميع الأديان حتى للحيوان". وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية "أعلى هيئة شرعية في الأزهر" محمد الشحات الجندي إن "هذا تأويل خاص بهم، وهو تأويل فاسد مخالف لشرع الله، حيث إن داعش يحتكر تفسير النص تبريرا لأفعاله التي لا تمت للإسلام"، وأضاف "وعلى فرض جدلي أنه قال هذا الكلام فقد قاله في حرب المسلمين مع غيرهم وحتى النص الذي استشهدوا به لا يفيد جواز الحرق ويخالف تكريم الله للإنسان".