تم فجر امس تنفيذ حكم الإعدام شنقا بحق إمرأة ورجل عراقيين ينتميان للقاعدة وذلك بعد ساعات من إعلان تنظيم"داعش" نبأ إعدامه للطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة. وأعلنت وزارة الداخلية الأردنية في بيان لها صباح امس إنه تم فجر الأربعاء تنفيذ حكم الإعدام شنقا بحق ساجدة مبارك عطروز الريشاوي، عراقية الجنسية، وهي المرأة التي كان تنظيم الدولة الاسلامية قد طالب بإطلاق سراحها، مقابل الإفراج عن الكساسبة، كما أكد البيان أيضا أنه تم تنفيذ حكم الإعدام بحق زياد خلف رجه الكربولي عراقي الجنسية، وهو متشدد من القاعدة وجهت إليه اتهامات بالتخطيط لشن هجمات في المملكة. وأشار البيان إلى أن حكم الإعدام نفذ بحضور المعنيين كافة وفقا لأحكام القانون. وجاء قرار الإعدام كرد من الحكومة الأردنية على مقتل الكساسبة الثلاثاء حرقا من قبل "تنظيم الدولة الإسلامية" بسوريا. وكانت السلطات الأردنية حكمت على الريشاوي بالإعدام عن دورها في تفجير انتحاري بالعاصمة الأردنية في 2005 أودى بحياة 60 شخصا في حين أدين الكربولي في 2008 بقتل أردني. وقد توعد الجيش الأردني بالقصاص من قتلة الطيار الأردني معاذ الكساسبة وقال إن دمه لن يذهب هدرا.
كما قطع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني زيارة عمل إلى واشنطن وعاد إلى عمال ليخاطب الشعب الأردني عبر كلمة متلفزة وصف فيها مقتل الكساسبة بالعمل الدنيء، مؤكدا أن الكساسبة قضى دفاعا عن وطنه وأمته. كما دعا الملك عبد الله الأردني إلى رص الصفوف في هذه المحنة.
احتجاجات وأعمال شغب في الكرك الأردنية بعد إعدام الكساسبة وكانت مناطق مختلفة من محافظة الكرك الأردنية شهدت ليل الأربعاء احتجاجات شعبية بعد انتشار خبر إعدام الكساسبة. واندلعت أعمال شغب في محافظة الكرك، مسقط رأس الطيار الأردني لتشمل إحراق مبنى حكومي تابع لوزارة الداخلية في بلدة عي، وإشعال النيران في مبان حكومية في مدينة المزار التابعة لمحافظة الكرك. وعبر المحتجون أن ما قامت به "داعش" هو عمل وحشي وجريمة بشعة ضد الإنسانية وضد أحد أبناء الدين الإسلامي وهو "لا يمثل الإسلام، وإنما يمثل الوحشية الإرهابية التي عانت منها البشرية على مر العصور". تنديد دولي وعربي بإعدام الكساسبة
أثار نبأ إعدام تنظيم الدولة الإسلامية للطيار الأردني معاذ الكساسبة ردود فعل ساخطة وإدانات دولية وعربية واسعة، وخاصة لجهة الطريقة الشنيعة التي نفذ فيها التنظيم عملية الإعدام. ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إعدام الطيار الأردني من قبل "داعش"، داعيا كافة الدول إلى تعزيز جهودها الرامية إلى مكافحة الإرهاب والتطرف وفقا لالتزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان". وأعرب بان كي مون في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للأمم المتحدة عن تعاطفه مع ذوي الطيار الأردني وأهله وتضامنه مع الأردن شعبا وحكومة.
البيت الأبيض: إعدام الكساسبة فعل شنيع وسنضاعف جهود التحالف للقضاء على "داعش"
من جانبه ندد البيت الأبيض بقوة بإعدام الكساسبة، مؤكدا تضامن الولاياتالمتحدة المطلق مع الأردن بعد هذا "الفعل الشنيع". وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن "اتضح أن الفيديو صحيح، فإننا سنضاعف من جهود التحالف الدولي للقضاء على تنظيم داعش". ووصف أوباما الفكر الذي يغذي "داعش" بالمفلس متعهدا بمواصلة الجهود للقضاء على التنظيم الإرهابي.
اليابان: قتل الكساسبة الشنيع إمعان في العنف بدوره قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إنه يشعر بغضب كبير نتيجة "هذا العمل الإرهابي الخسيس والشائن وإمعان الإرهابيين في العنف والقتل"، مشددا على أنه لا يمكن تبرير الإرهاب أو غفرانه. وأكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في بيان رسمي صادر عن مكتب رئاسة الوزراء في طوكيو صباح الأربعاء، أن اليابان تقف وتتضامن مع الأردن حكومة وشعبا في هذا الوقت الصعب". ودعا رئيس الحكومة اليابانية إلى عدم الرضوخ للإرهاب، مؤكدا أن طوكيو ستتعاون مع المجتمع الدولي وستزيد من المساعدات الإنسانية وستلتزم بمسؤولياتها في محاربة الإرهاب عالميا.
ديفيد كاميرون: قتل الكساسبة عملية بغيضة ستشد من عزيمتنا لهزيمة "داعش" كذلك دان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة مشددا على أن قتله لن يؤدي إلا إلى تعزيز عزيمة قوات التحالف لهزيمة التنظيم.
السيسي: نساند الأردن في مواجهة تنظيم همجي جبان يخالف كل الشرائع السماوية بدوره أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "مساندة مصر ووقوفها إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية في هذا الظرف الدقيق، في مواجهة تنظيم همجي جبان يخالف كل الشرائع السماوية". وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي من أجل محاربة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، فضلا عن مواجهة الفكر المتطرف الذي يقف وراءه، ولا سيما الجماعات الإرهابية التي ترفع شعارات الدين الإسلامي.
عباس: طريقة قتل الكساسبة فضحت طبيعة الإرهابيين المريضة واللاإنسانية من جانبه ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالجريمة البشعة التي أقدم عليها تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وقال عباس في تصريح صحفي أوردته وكالة وفا الفلسطينية "لا يمكن لأي إنسان أن يتحمل هذه الجريمة البشعة، فقد فضحت هذه طبيعة الإرهابيين المريضة واللاإنسانية وبعدها كل البعد عن الإسلام السمح". وأكد الرئيس الفلسطيني أن الشعب الفلسطيني وكل مواطن عربي وكل إسلامي وكل إنسان حر يستنكر بشدة ويدين بكل قوة هذه الجريمة النكراء التي تخالف تعاليم ديننا الحنيف.
دمشق تدعو عمّان للتعاون في مكافحة الإرهاب من جهتها دانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية الجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبها تنظيم "داعش" الإرهابي بحق الكساسبة وتقدمت إلى عائلته والشعب الأردني بأحر التعازي. ودعت وزارة الخارجية في بيان صادر عنها الحكومة الأردنية للتعاون في مكافحة الإرهاب المتمثل في تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" والتنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما في سوريا والمنطقة.
من جانبها أعربت مملكة البحرين عن استنكارها الشديد لهذه الجريمة البشعة التي تؤكد "الوحشية المفرطة والهمجية التي وصل إليها هذا التنظيم الإرهابي والخطر المتزايد لجرائمه اللاإنسانية". وأشارت المنامة إلى أن هذه الممارسات البربرية تتنافى تماما مع جميع المبادئ والقيم وتتعارض مع كل الشرائع والأديان السماوية. وأكدت البحرين دعمها الكامل وتضامنها مع الأردن في اتخاذ ما يراه من إجراءات إزاء هذا التنظيم الإرهابي وجريمته النكراء.
أدان الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إقدام تنظيم "داعش" الارهابي على قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا معتبرين أن هذا العمل "مروع" ارتكبته "جماعة إرهابية لا تلقي أي اعتبار لحياة الإنسان". وشجب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان صحفي للمتحدث الخاص باسمه ستيفان دوجاريك قيام تنظيم داعش بقتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة وإحراقه حيا واصفا هذا العمل بالمروع". كما أعرب بان كي مون عن "تضامنه مع الحكومة والشعب الاردنيين" وحث الدول على "مضاعفة الجهود لمكافحة الارهاب والتطرف".
قررت الأردن تخفيض عملياتها الجوية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في العراقوسوريا "بشكل حاد" عقب مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وذكرت مصادر دبلوماسية امس الاربعاء ان "المملكة الأردنية أصدرت أمرا بتعليق العمليات الجوية في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش" مشيرة إلى ان "سلاح الجو الملكي الأردني أوقف كافة الغارات الجوية على التنظيم بينما وافق على اجراء عمليات استطلاع محدودة على طول حدود المملكة". وأكدت المصادر أن "الأردن لا تزال بمثابة قاعدة لعمليات مكافحة ضد داعش ولكن لم تعد مشاركا في هذا النشاط". وأضافت أن العاهل الأردني عبد الله سيواصل السماح لأعضاء قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة لاستخدام الأردن كقاعدة لشن هجمات ضد داعش في العراقوسوريا. ويأتى هذا القرار بعد الإعلان أمس الثلاثاء عن مقتل طيار سلاح الجو الأردني معاذ الكساسبة من طرف تنظيم داعش لإرهابي. ففي أواخر ديسمبر العام الماضي تحطمت مقاتلة أردنية متعددة المهام في شمال سوريا حيث تمكن التنظيم من إتخاذ الطيار كساسبة رهينة لديه ومنذ ذلك الحين انصبت مساعي الأردن على اطلاق سراح الرهينة مع تقديم وعود بتحرير أحد عناصر تنظيم القاعدة الارهابي المحكوم عليهم بالإعدام.