تتزايد حدّة الانتقادات الموجّهة إلى وزيرة التربية نورية بن غبريط بشكل لم يسبق له مثيل في عهد الوزيرين الأسبقين بابا أحمد وبن بوزيد، ما يمنحها صفة (وزيرة فوق العادة)، حيث تتعرّض لسهام التلاميذ وأوليائهم والموظّفين والشركاء الاجتماعيين وحتى النواب بشكل دوري بسبب قراراتها الارتجالية التي باتت لا ترضي أحدا، هذه المعطيات فجّرت نقاشا حادّا في الساحة الوطنية حول حصيلة هذه الوزيرة المثيرة للجدل. فتحت النقابة الوطنية لعمال التربية النّار على حصيلة الوزيرة بن غبريط، معتبرة أن كلّ ما قدّمته منذ تسلّمها مقاليد الوزارة لا يعدو تغيير بعض المسؤولين السابقين دون أيّ جديد يذكر فيما يخص الموظّفين والتلاميذ والعلاقة مع الشريك الاجتماعي. واعتبرت النقابة الوطنية لعمال التربية (الأسنتيو) فتح القانون الخاص ما هو إلاّ تحصيل حاصل بعد صدور المرسوم الرئاسي المعدّل والمتمّم رقم 266-14 المؤرّخ في 28 سبتمبر 2014، والذي يحدّد الشبكة الاستدلالية لمرتبات الموظّفين ونظام دفع رواتبهم، مشكّكة في تجسيد الوعود التي أطلقتها بن غبريط على لسان ممثّليها خلال الاجتماع الأخير، خاصّة في ظلّ غياب محضر رسمي يلزم الوزارة بذلك. في هذا الصدد، قال الأمين الوطني المكلّف بالتنظيم قويدر يحياوي في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) أمس إن فتح القانون الخاص ما هو إلاّ تحصيل حاصل بعد صدور المرسوم الرئاسي رقم 266-14 المؤرّخ في 28 سبتمبر 2014 يعدّل ويتمّم المرسوم الرئاسي رقم 304-07 المؤرّخ في 29 سبتمبر 2007، والذي يحدّد الشبكة الاستدلالية لمرتبات الموظّفين ونظام دفع رواتبهم. وفيما يخص اللّقاء الأخير الذي جمع ممثّلي النقابة بمصالح بن غبريط أوضح المكلّف بالتنظيم لنقابة (الأسنتيو) أن مناورة الوزارة الوصية بلقاءات ماراطونية لا تخدم أيّ طرف، في إشارة منه إلى نتائج اللّقاء السالف الذكر، والذي لم يرق إلى مستوى تطلّعات القاعدة النقابية -حسبه-، خاصّة وأن المحاضر الرسمية المشتركة التي كانت نتاج لقاءات سابقة لم تعرف طريقا إلى التجسيد، مشكّكا في نوايا مصالح بن غبريط في تلبية مطالب التكتّل وتنفيذها على الواقع. في ذات السياق، أعرب ذات النقابي عن امتعاضه من تصريحات بن غبريط التي تحاول في كلّ مرّة مهاجمة النقابات التي تتوعّد بالإضراب، مشيرا إلى أن الشيء الجديد الذي قامت به لا يعدو أن يكون سوى تحويلات لبعض المسؤولين في الوزارة، وتابع قائلا: (الشيء الوحيد الجديد في لقاء وزارة التربية الوطنية بالنقابات المستقلّة هو تغيّر الطاقم العامل في الوزارة السابقة كرئيس الديوان عبد المجيد هدواس ومدير المستخدمين عبد الحكيم بوساحية وتعويضه بالطاقم الوزاري الجديد المفتش العام للإدارة نجادي مسقم ومدير المستخدمين عبد الحكيم بلعابد). هذا، ولم تستطع وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التوصّل إلى حلّ مع شركائها الاجتماعيين الذين اتّهموها باللّعب في الوقت بدل الضائع بعد تهميشها لتطبيق مطالبهم طيلة الفترة الماضية، في حين سارعت إلى التنازل ودعوتهم إلى الحوار بعد إيداع إشعاراتهم لها بالإضراب على التوالي بكلّ من نقابات التكتّل ال 7 الثلاثاء والأربعاء والنقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين قبلهما مختارة الأحد للبداية، و(الكناباست) في 16 من نفس الشهر، وهو ما يؤذن بشهر غضب على بن غبريط.