بقلم: محمد قروش ما يقوم به تنظيم ما يعرف ب (داعش) في سوريا والعراق من مجازر فظيعة واستعراضات دموية لا يمكن اعتباره قتالا ولا جهادا ولا حربا ولا ثورة في أيّ دين من الأديان أو ميثاقا من المواثيق البشرية إلاّ قانون الغاب والإجرام واستباحة الدماء والافتراس الحيواني الهمجي دون أدنى إحساس أو ضمير. لكن وبنظرة بسيطة إلى فكر ومجازر (الدواعش) نستطيع أن نتبيّن أن هذا المنهج وهذه الأفكار ليست وليدة اليوم، بل هو فكر متجذّر في التاريخ البشري، سواء القديم أو الحديث، حيث نجد صورا قاتمة لكثير من جرائم (الدواعش) عبر العالم لا تقوم على أيّ دين أو مبدأ على اختلاف أجناسها ولغاتها، ومن ذلك ما يقوم به الكيان الصهيوني العنصري كلّ مرّة في حقّ الشعب الفلسطيني من تقتيل وتدمير وذبح ودفن بالحياة ورمي بالقذائف والغازات، وما يقوم به النظام السوري من تدمير للمدن والأحياء على ساكنيها بالبراميل المتفجّرة واستعمال الغازات الكيماوية ضد مواطنين أبرياء، وما قامت به أمريكا في أفغانستان والعراق من استعمال لأسلحة تجريبية محرّمة دوليا ضد السكّان العُزّل وأساليب غوانتانامو المهينة للجنس البشري، وما تقوم به بورما ضد الروهينغا من تصفية عرقية ودينية، وما تقوم به الميليشيات المسيحية في إفريقيا الوسطى من قتل وسلب وتمثيل بأجساد المسلمين. وقبل كلّ ذلك ما قامت به فرنسا من حرق للجزائريين بالنابالم ورميهم في البحار والوديان وما قامت به أمريكا في الفيتنام وهيروشيما وأمريكا اللاّتنية وغيرها من الأفعال الإجرامية التي يحاول كلّ طرف إيجاد مبرّرات سياسية وحربية ودينية لها، لكنها كلّها تدخل ضمن فكر (الدواعش) القائم على الدماء والتقتيل والحرق والتعذيب والتنكيل بشتى الوسائل والمُعدّات من أجل تحقيق مصالح دينية وسياسية واستراتيجية عن طريق إلغاء الآخر من الوجود، وهو ما يجعل (الدواعش) ملّة واحدة دينها القتل والدماء مهما كانت لغتها أو أفكارها أو مكان وجودها.