يختلف تسريب قناة مكملين المصرية المعارضة الخاص بعبد الفتاح السيسي هذه المرة، فليس التسريب لمقربين منه، ولا لمدير مكتبه، بل للسيسي نفسه. وجاء التسريب الذي دعت القناة ملك السعودية سلمان بين عبد العزيز وأمير قطر تميم بن حمد لمتابعته إلى جانب الشعبين السعودي والقطري، حديثا من داخل مكتب السيسي يدور بين كل من السيسي ذاته، ومدير مكتبه اللواء عباس كامل، ورئيس أركان القوات المسلحة محمود حجازي. الناشط الحقوقي المصري هيثم أبو خليل، مدير مركز (ضحايا لحقوق الإنسان)، قال إن التسريب يحمل العديد من الرسائل الخطيرة، أبرزها أن العسكر منقسمون على بعضهم، وأن (السوس ينخر من الداخل). وأضاف في تصريح لموقع عربي21 أن التسريب يسيء لمصر والمصريين ولمؤسسة الجيش التي يجب أن تكون على قدر من اللياقة. ولفت إلى أن التسريب لم يبق صديقا للسيسي فقد هاجم فيه الخليج عموما حتى لو خصّ السعودية والكويت، معتبرا الكلام الذي دار في التسريب هدية للثورة المصرية والشعب المصري. ودعا أبو خليل دول الخليج الداعمة لنظام السيسي إلى التوقف عن دعه والتوجه لدعم أصحاب الحق، مؤكدا أن التسريب رسالة قوية للخليج مفادها أن دعم المجرمين لن ينفع. وتوقع أن تصدر بيانات رسمية مصرية لتكذيب التسريبات، لكونها قد تثير القلائل مع الدول الحليفة للسيسي، مشيرا إلى أن التشويش على القناة منذ لحظة بث التسريب دليل كافٍ على صدق التسريبات. وجاء في جزء آخر من التسجيل حديث بين السيسي وعباس كامل يطلب منه مخاطبة خالد التويجري: السيسي: (بص ... تقوله إحنا محتاجين 10 يتحطوا في حساب الجيش والعشرة دول ساعة ما ربنا يوفقه وينجح هيشتغلوا للدولة وعايزين من الإمارات 10 زيهم وعايزين من الكويت 10 زيهم، ده بالإضافة لقرشين يتحطوا في البنك المركزي ويكمل حساب السنة بتاعة 2014). عباس كامل: (يضحك بشدة) هيغمى عليه (يقصد التويجري). السيسي: (بتضحك لية يا عم، الفلوس عندهم زي الرز يا عم). التسريب يلغم علاقة الانقلابيين بالخليج رأى سياسيون مصريون أن التسريب الذي بثته السبت قناة مكملين الفضائية، يساهم في إنهاء علاقة سلطة الانقلاب بدول الخليج التي قدمت دعماً كبيراً في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، خاصة في ظل المتغيرات التي تجري بالسعودية بعد وفاة الملك عبد الله. وطالب الدكتور عز الدين الكومي، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشوري المنتخب، والقيادي بحزب الحرية والعدالة، دول الخليج والعالم أجمع بأن يتوقفوا فوراً عن دعمهم للسيسي والسلطة الانقلابية في مصر، مشدّداً على ضرورة أن يعلنوا هذا بشكل واضح وصريح. وقال في تصريح لموقع عربي 21 : لم يعد هناك أي منطق أو عقل في استمرار البعض بدعم الانقلاب الذي خدعهم بكلام معسول ومارس ابتزازاً وضيعاً وخداعاً كبيراً عليهم وعلى الشعب المصري من قبلهم، لكن الأيام كشفت فضائحهم وزيف أفكارهم وممارستهم . وأوضح الكومي أن مستقبل العلاقة بين الخليج والانقلاب، خاصة بعد هذا التسريب، أصبح في الطريق إلى حالة الطلاق البيّن، في ظل التغييرات الكبيرة التي جرت في السعودية مؤخراً بعد وفاة الملك عبد الله. ونوه إلى أن هذا التسريب بمثابة صفعة كبيرة على وجه الانقلاب، وستكون لها تداعيات مؤثرة خلال الفترة المقبلة، خاصة أنها توجه ضربة عنيفة للعلاقات مع الخليج الداعم الأكبر للانقلاب.