توقع خبراء اقتصاديون أن تؤثر تسريبات السيسي الجديدة التي بثتها عدة فضائيات عربية مساء السبت، سلبا المساعدات الخليجية لمؤتمر مصر الاقتصادي المقرر عقده شهر مارس المقبل. وقالوا إن المؤتمر الاقتصادي الذي تعول عليه مصر لدعم اقتصادها عبر ودائع خليجية جديدة سينهار ولن يحقق أهدافه، بسبب الإهانة التي تعرض لها قادة دول الخليج . ويري المراقبون أن التسريبات التي تهين قادة الدول الخليجية الأساسية التي تدعم مصر (السعودية - الإمارات - الكويت) ربما تقضي أو تقلص لأدني حد، أي دعم جديدة يمكن أن توجهه هذه الدول لمصر. ووصف مصطفى عبد السلام، الخبير الاقتصادي، التسريبات بأنها تسريبات اقتصادية بامتياز، حيث أنها تأتي قبل مؤتمر المانحين والذي من المقرر عقده في شهر (مارس) القادم لتقديم معونات جديدة لمصر، متوقعا أن تؤثر على دعم هذه الدول للمؤتمر. وضمن حملة التغريدات المكثفة من مثقفون وإعلاميون خليجيون، كان أقوى تلك التغريدات هي توقع رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية ما وصفه ب مراجعات حقيقية لمواقف مجلس التعاون الخليجي تجاه مصر ، فيما دعا أخرون لسحب السفراء من مصر. وقال خبراء ونشطاء على مواقع التواصل أن التسريب الأخير، هو الأخطر بين كافة التسريبات التي تمت إذاعتها حتى الآن، حيث كشف التسريب عن العديد من التجاوزات غير المسبوقة في تناول أطراف التسريب الثلاثة عبد الفتاح السيسي وعباس كامل ومحمود حجازي في حق دول الخليج، إضافة إلى إفشاء عباس كامل أسرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة عبر اتصاله بفهد العسكر الذي يتولى إدارة مكتب خالد التويجري، رئيس الديوان الملكي السعودي خلال تلك الفترة؛ لإبلاغه بأن المجلس العسكري سوف يوافق على ترشيح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية. وخطورة التسريبات هذه المرة أنها للسيسي نفسه لا أركان حكمه مثل التسريبات السابقة، كما أنها تمس من ساندوه من دول الخليج ماليا وسياسيا بعبارات تدل علي الاحتقار، كما أنها تأتي في أعقاب التغييرات التي شهدتها السعودية عقب تولي الملك سلمان وعزله من كان يعتمد عليهم السيسي في طلب الدعم، خصوصا خالد التويجري ، والتي تشير لانشغال المملكة بترتيبات البيت الداخلية والتهديدات المحيطة بها شمالا وجنوبا، ومن ثم اعتبارها دعم مصر لا يشكل أولوية. وتتعلق التسريب باجتماع عقد في فيفري 2013، أي قبل تولي السيسي الرئاسة، وضمّ وزير الدفاع السيسي ومدير مكتبه عباس كامل وعضو المجلس العسكري محمود حجازي. وأظهرت التسريبات حديث القادة العسكريين المصريين عن الأموال التي كانت الدول الخليجية توردها لمصر بعد الانقلاب بصورة مبتذلة، مثل قول السيسي: الفلوس (الأموال) عندهم زي الرز ، و عايزين (نريد) 30 (مليار دولار) للجيش وقرشين (مليارات أخرى) يتحطوا (يوضعوا) في البنك المركزي . وتطرق السيسي في التسريب إلى حجم المبالغ المطلوبة من كل دولة خليجية داعمة له وتفاصيل تحويل تلك الأموال إلى حسابات الجيش المصري، والطلب من الكويت والسعودية والإمارات منحه عشرة مليارات دولار من كل واحدة منها، بمجموع 30 مليار دولار تصب في خانة الجيش، بينما تحدث عن خزينة الدولة بالقول يحطوا قرشين في الخزانة العامة، وهو ما يؤكد التقارير الأجنبية التي تتحدث عن إمبراطورية الجيش الاقتصادية .