تزامنا مع موجة البرد الشديدة التي تجتاح عددا من مناطق الوطن مؤخرا، فقد ازداد إقبال الكثير من العائلات على اقتناء المدافىء الكهربائية، خاصة بالنسبة للذين لم يسبق لهم اقتناؤها سابقا، فكثيرون أصبحوا غير قادرين على احتمال البرودة الشديدة، خلال فترات الليل، ولان البعض يخشى كثيرا مخاطر الغاز نظرا لأخبار الاختناقات التي تطالعنا بها الجرائد يوميا، فان البعض فضل اللجوء إلى المدافىء الكهربائية لأنها حسبهم أكثر أمنا وسلامة، لاسيما إذا ما وضعت في غرف الأطفال. وتختلف أسعار هذه المدافىء باختلاف النوعية والحجم، وتتراوح ما بين 6000 إلى 9000 دج أو أكثر أحيانا، ورغم أن البعض يغيب عليها استهلاكها المفرط للكهرباء، إلا أنهم يجدونها أكثر عملية وفعالية من المدافىء الأخرى التي يتم تشغيلها عن طرق الغاز سواء كان باستخدام الغاز الطبيعي أو باستخدام قارورات غاز البوتان. ويعتبر بعض المواطنين أن مخاطر المدافىء التي تعمل بالكهرباء اقل بكثير من نظيرتها التي تعمل بالغاز، مع أن ذلك لا ينفي وجود أنواع مغشوشة في الجانبين، ما يتطلب زيادة في الحذر لدى المواطنين، كونها أغراضاً يتم تركُها مشتعلة خلال ساعات الليل طلبا للدفء، وتجنبا للبرودة الشديدة، وهو ما قد يعني في بعض الحالات، إهمالا في المراقبة، والتفقد من حين إلى آخر من جانب العائلة، سواء كان ذلك بسبب ثقتهم الكبيرة في المنتوج واعتقادهم انه لا يمكن أن يشكل أية مخاطر، أو لان مخاطر المدافىء في اعتقادهم تنحصر في تسربات الغاز، الذي ينتهي باختناقات تؤدي إلى الوفاة، خصوصا في الفترات الليلة، ولذلك فانه من الواجب التنبيه إلى ضرورة إبعاد المدفأة الكهربائية عن أي مواد سهلة الاشتعال وعدم وضعها بالقرب من أسرّة النوم أو بالقرب من المناضد الخشبية أو استخدامها لتجفيف الملابس الرطبة. وللوقاية من أخطارها لا بد من عدم وضعها في الممرات أيضا حتى لا تنقلب إذا اصطدم بها أحد، كما يجب التذكير كذلك فيما تعلق بمدفأة الغاز بالانتباه لتسرب الغاز نتيجة خلل ما فيها ما يؤدي إلى الاختناق أيضا وقد ينتج حريق في حالة تسرب الغاز ووجود مصدر للحرارة كاشتعال عود ثقاب أو حدوث انفجار نتيجة لفتح مصباح كهربائي. وكل ذلك حتى يمر موسم الشتاء بسلام ولا يكون البرد ارحم بكثير من الدفء الذي قد يؤدي إلى نهايات مأساوية، لطالما قامت مصالح مؤسسة الكهرباء والغاز في الجزائر بالتحذير منها، وتنظيم حملات تحسيسية بغية إرشاد المواطنين إلى طرق التعامل مع وسائل التدفئة في منازلهم، بطرق آمنة، خاصة وانه مع كل موسم شتاء يتم تسجيل عدد كبير من ضحايا المدافىء عبر العديد من مناطق وولايات الوطن.