يعيش سكان ولاية وهران في هذه الفترة أياما حارة جدّاً بسبب مرتفع جوي غير عادي بحيث لم يتوقع الناس أن تعود أيام الصيف الحارة ولياله بهذه السرعة وفي شهر ديسمبر الذي عودنا على البرودة القارسة ودرجات حرارة دنيا وتساقط كميات كبيرة من الأمطار والثلوج بمختلف ولايات الوطن. وهذا التغيير المفاجئ في أحوال الجو والقيظ غير الموسمي الذي إستحسنه الكثير من الناس واعتبروه فرصة للخروج للنزهة والترويح عن النفس ومن يتجول بين أحياء وشوارع مدينة وهران هذه الأيام يقتنع بأن سهرات الصيف تعود حتى في عز الشتاء . وذهب الكثيرون من الشباب إلى نزع الألبسة الشتوية والمعاطف والأقمشة الخشنة الملمس واستبدالها بألبسة صيفية خفيفة ذات الكم القصير وحتى الأطفال الصغار لم يستحملوا الملابس الشتوية لأنها زادت من حرارة أجسادهم. وما ميز الجو العام هو إقبال الكثيرين وخاصة الأطفال على المثلجات والمشروبات الباردة والمنعشة لإزالة العطش وقد صعب على الكثيرين أمس البقاء بمنازلهم لأن الحرارة المرتفعة دفعتهم للخروج إلى الشارع للإستجمام فضاقت مرافق الترفيه والتسلية بالعائلات وأطفالهم وتردد الكثيرون على الشواطئ بحثا عن نسيم بحر لطيف ومنعش. أما بوسط المدينة فعجت الشوارع الرئيسية كشارعي »العربي بن مهيدي« و»محمد خميستي« و»الأمير عبد القادر« بالناس شبابا وكهولا فراحوا يتجولون ويترددون على المحلات المختلفة للتبضع أو لتناول بعض الأطعمة الخفيفة كالبيتزا والحلويات والمشروبات والمرطبات وإلى غاية ساعة متأخرة من الليل بقي الناس يتجولون بين الشوارع الرئيسية للمدينة بخطوات متثاقلة وكأنها ليالي صيفية. أما سائقو سيارات الأجرة فمددوا ساعات مداولتهم في العمل لأن الطلب على خدمات النقل إزدادت أكثر من وقت مضى فإلى غاية الساعة العاشرة ليلا كان الطلب على سيارات الأجرة عاديا وكأننا في النهار وفي فترات الذروة أيضا والأمر لم يكن حكرا على الرجال فقط بل حتى النساء كن في الشوارع يتنزهن ويطلبن خدمات النقل. وفي الوقت الذي يجزم سكان وهران ومعظم الولايات الأخرى بأن هذا المرتفع الجوي غير عادي ولا موسمي، أفادت مصادر عليمة من مصلحة الأحوال الجوية بأن هذه الحرارة تعتبر موسمية وسبق و أن سجلت في سنوات ماضية آخرها كان في 17 ديسمبر 1989 حيث بلغت أقصى معدل حرارة إلى 19 درجة مئوية أما في هذه الأيام فالدرجة القصوى وصلت إلى 30 في وهران وعين تموشنت وتيارت ومعسكر وغيرها من الولاياتالغربية. وعلى العكس من الجزائر فإن أوروبا تعيش موجة برد شديدة ساهمت في تعطيل حركة المرور وإحداث مشاكل عديدة للسكان ففي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا هبطت درجة الحرارة إلى ما دون الصفر ووصلت إلى حدود ناقص 40 درجة ليلا بموسكو أما بولونيا فقد أعلن أمس الجمعة عن وفاة 4 أشخاص جراء الصقيع مما يرفع عدد ضحايا موجة البرد إلى 70 شخصا وفي أنحاء كثيرة من أوروبا ظهرت أىام من موجات الصقيع بعدما هبطت درجة الحرارة إلى ناقص عشرة ويحذر معهد الأرصاد الجوي لهذه البلدان من هبوب رياح وعواصف ثلجية خاصة بالمناطق الشمالية من القارة العجوز وساهمت من جهة أخرى تغيرات الأحوال الجوية في إرتفاع إستهلاك الوقود بهذه المناطق وهو ما ينبئ بشتاء قارص هذا العام.