يواصل الأساتذة التابعون لنقابة (الكناباست) بولاية بجاية إضرابهم الذي دخل يومه الثالث دون أن يطرأ أيّ تغيير على ملامح هذا الاحتجاج. أكّد المكتب الولائي ببجاية أن العدول عن الإضراب مرهون بقَبول الوزارة الوصية المطالب التي هي قيد المعالجة، وأن الأمر يتوقّف على توقيع الوزيرة على وثيقة التفاهم وتجسيدها على أرض الواقع، وهذه الوضعية أقلقت كثيرا الأولياء في الوقت الذي بدأ فيه التلاميذ وخاصّة المقبلون على امتحانات شهادتي التعليم المتوسّط والبكالوريا متابعة الدروس الخصوصية قصد استدراك التأخّر الحاصل في البرنامج الدراسي لعلّهم يتداركون ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان، وهو ما أرغم الأولياء على القَبول رغم الغلاء الفاحش في الأسواق وتراجع القدرة الشرائية وارتفاع ثمن هذه الدروس التي تبلغ في المعدل 4000 دج شهريا بالنّسبة للمادة الواحدة. ولا شكّ في أن مديرية المؤسسات التعليمية ستلجأ إلى تأجيل اختبارات الفصل الثاني، ويمكن الاستعانة بالعطلة الربيعية في حال تراجع المضربين عن قرارهم واستأنفوا التدريس بشكل طبيعي، لكن يبقى في الأخير أن التلميذ وحده هو الضحية الأوّل في هذا الموضوع، إذ عليه تحمّل تبعات ظاهرة الإضراب التي فرضت عليه بشكل أو بآخر، أمّا الأساتذة فسيلجأون إلى التسرّع والإلقاء دون الأخذ بعين الاعتبار طاقة استيعاب التلاميذ، فالأمر سيغلب عليه طابع الحشو كخيار وحيد لإنهاء المقرّر الدراسي قبل الفاتح من ماي القادم بالنّسبة للمقبلين على الامتحانات الرسمية، ولاشكّ في أن وضعية مثل هذه الوضعيات تؤثّر سلبا على التحصيل من جهة والمردود، وهو ما سينعكس سلبا على مستوى التعليم في بلادنا.