لا تعتبر المواقف الصعبة في الحياة هي الشيء الوحيد الذي يدعو إلى توتر الأعصاب، فما نأكله ونشربه قد يؤثر على حالاتنا المزاجية ومستوى التهيج والعصبية لدينا كذلك، وهناك بعض الأسباب التي من المرجح أنها لم تخطر على بال كعوامل مسببة للقلق، وهي نتيجة دراسات وأبحاث أجريت على عدد كبير من الأشخاص وهي كالاتي: - الأدوية والمكملات الغذائية: يمكن للأدوية التي تحتوي على مادة الكافيين، بما في ذلك مسكنات الصداع والصداع النصفي، وبعض أدوية السعال، والاحتقان، وأدوية الربو وحبوب خسارة الوزن التي تشمل المنشطات، أن تؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب ومشاعر القلق، كما أن العلاجات العشبية والمكملات الغذائية مثل الجينسنغ قد تسبب زيادة في القلق. - الحساسية اتجاه بعض الأطعمة: يمكن أن تشمل أعراض الحساسية مشاكل في الجهاز الهضمي مثل ألم المعدة وصولا ًإلى صعوبة التنفس. في حين أن كلا من هذه المشاكل قد تسبب القلق، فهناك أيضاً أدلة متزايدة على أن الحساسية تجاه أنواع من الأطعمة تؤثر بشكل مباشر على المزاج أيضاً. فالغلوتين، وفول الصويا، ومنتجات الألبان (حتى الشوكولاتة) قادرة على التأثير على مستويات الهرمونات والمواد الكيميائية الرئيسة الأخرى في الدماغ، مخلة بالتوازن الدقيق اللازم للحفاظ على الجسم والعقل تحت السيطرة وضد القلق. - إهمال وجبات الطعام: في عالمنا السريع والمتوتر من الشائع إهمال تناول وجبة طعام. وعلاوة على ذلك، فالعديد ممن يعانون من التوتر يشعرون بفقدان الشهية أو ببساطة بعدم الرغبة في تناول الطعام. ولكن من ناحية أخرى لمن هم معتادون على تناول وجبات منتظمة، فإهمال وجبات الطعام يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم. وإذا طال الأمر، قد يؤدي هذا الانخفاض إلى زيادة القلق والعصبية. - الجفاف: وجدت دراسة عقدت عام 2009 في جامعة تافتس صلة واضحة بين شرب الماء بكمية كافية وطبيعة المزاج. حيث ورد في الدراسة أن الطلاب الرياضيين الذين عانوا من جفاف خفيف قد شعروا بالغضب والارتباك والتوتر والتعب. لذلك فشرب الماء أمر ضروري لحفظ وظائف الجسم الفزيولوجية، بما في ذلك الإسراع في عملية الشفاء وإزالة السموم. علماً أن شرب كمية كافية من الماء يومياً يعدّ من أسهل الطرق لمساعدة الجسم على التحكم في الأعصاب. - الكافيين: يعتمد الملايين من الناس على الكافيين لبدء يومهم أو لرفع طاقتهم عندما يشعرون بانخفاضها. ولكن تناول الكثير منه ليس أمراً جيداً. إن (اضطراب القلق الناجم عن الكافيين) في الواقع حالة معترف بها ومذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية وهو المرجع الأساسي المستخدم من قبل خبراء الصحة النفسية في الولاياتالمتحدة. يدرك معظم الناس أن الكثير من الكافيين يتسبب بتسارع ضربات القلب، ما قد يؤدي إلى نوبة فزع أو خوف. وبينما يساعد استهلاك قليل من مادة الكافيين قدرة المرء على زيادة التركيز، فإن الاستهلاك أكثر من اللازم قد يزيد العصبية وأعراض القلق، مثل تعرق اليدين، ورنين في الأذنين، وحتى مشاعر الموت الوشيك. - السجائر والمخدرات والكحول: إن الاعتماد على التدخين والشرب أو استخدام المخدرات للشعور بالهدوء والصفاء قد يرتد بنتائج عكسية. فقد أظهرت الدراسات أن النيكوتين منشط يعمل على زيادة ضغط الدم ورفع معدل ضربات القلب. وبالإضافة إلى ذلك، قد يسبب أول أكسيد الكربون من دخان السجائر أيضاً مشاكل في التنفس تكون استجابة الجسم لها كما لو كان يتعرض للاختناق، ما يزيد من احتمال وقوع نوبات الهلع والخوف. أما بالنسبة للكحول والمخدرات، فوفقاً لجمعية القلق والاكتئاب الأمريكية، أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق عرضة مرتين إلى ثلاث مرات أكثر بسبب تعاطيها. وقد ينجم عن تعاطي الكحول والمخدرات نوبات هلع وخوف ذات آثار تخريبية على الجهاز العصبي المركزي وتحد من قدرة الدماغ على تهدئة العقل والجسم. هذا دون أن ننسى تقدم العمر والتغيرات الصحية حيث تقدر مؤسسة شيخوخة الصحة العقلية ما نسبته 10 إلى 20 بالمائة من كبار السن يعانون من القلق، وكثير منهم لا يتلقون العلاج لأنهم قد لا يتعرفون إلى الأعراض.