أكّد المشاركون في الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال الذي انطلق أمس بالجزائر العاصمة، أن الجزائر لا يمكن أن تكون أرضا للتطبيع مع العدو الصهيوني، مبرزين دور الثورة التحريرية في دعم حركات التحرّر عبر العالم ومؤكّدين أهمّية الدور الذي تلعبه الجزائر في مساندة فلسطين، حيث تظلّ الجزائر مع فلسطين·· إلى الأبد· وأفاد رئيس المركز العربي الدولي للتواصل معن بشور بأن الجزائر لا يمكن أن تكون أرضا للتطبيع مع العدو الصهيوني، مشيرا إلى أن ثورة التحرير الجزائرية تعدّ نموذجا لكفاح فلسطين المعاصرة وكانت قدوة لحركات التحرّر والمقاومة في الوطن العربي والعالم، وأضاف أن هذا الملتقى بالجزائر يعدّ فرصة سانحة لإطلاق حملة عالمية لنصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ولنستكمل بناء مشروع نهضوي حضاري بكلّ أبعاده التاريخية وأبعاده الإنسانية، وقال إن الأمّة العربية مدعوّة إلى أن تحوّل قضية أسراها في سجون الاحتلال إلى قضية ضمير عالمي وعلى كلّ المستويات القانونية والسياسية، معتبرا هذا الملتقى دعوة من أجل إطلاق مناخ الحرّية في كافّة أنحاء العالم والأقطار العربية والإسلامية· من جانبه، أوضح رئيس اللّجنة التحضيرية للملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال عبد العزيز السيّد أن تحرير فلسطين لا يكتمل إلاّ بتحرير آخر معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال، مستدلاّ في كلمته بخطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سنة 1964 الذي قال إنه لا يكتمل استقلال الجزائر إلاّ بتحرير فلسطين· من جهته، أكّد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أن تنظيم ملتقى عربي دولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال يعدّ إدراكا لحجم مأساة وعمق معاناة هؤلاء الأسرى، مشيرا إلى أن مأساة الشعب الفلسطيني تعدّ نموذجا مؤسفا لمنطق فرض القوّة على أرض الواقع، مستنكرا التناقض الذي يتّسم به سلوك الهيئات الدولية التي تكيل بمكيالين عندما يتعلّق الأمر بالقضية الفلسطينية· ودعا بلخادم في افتتاح أشغال ملتقى الدولي لنصرة الأسرى الفلسطينيين هذه الهيئات إلى تحمّل مسؤولياتها كاملة حيال ما يعيشه الشعب الفلسطيني، وأبرزأن الملتقى إضافة إلى بعده السياسي وأهدافه الإنسانية يرمز أيضا إلى عدم قدرة المجتمع الدولي على حلّ هذه المشاكل· في سياق متّصل، أشار بلخادم إلى أنه حان الوقت للضمير العالمي لكي يصحو ويكتشف الوضع الخطير الذي يعيشه هؤلاء الأسرى، مبرزا أن الأغلبية الساحقة في العالم تشعر بالإهانة اتجاه ما يتعرّض له الأسرى في سجون الاحتلال، وقال في هذا الشأن إن التضامن مع الأسرى يتعلّق بالدفاع عن الشرعية الدولية والمطالبة بالتطبيق الفعلي لميثاق الأمم المتّحدة دون تمييز· وعلى صعيد التعريف بوضع السجناء عبر العالم، أكّد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أنه ينبغي اغتنام فرصة تواجد شرفاء من العالم مناصرين للأسرى في فلسطين والعراق في هذا اللّقاء لكي ينقلوا الانتهاكات التي يتعرّض لها الأسرى في سجون الاحتلال إلى الرأي العام العالمي· كما اغتنم بلخادم الفرصة ليؤكّد أن حزب جبهة التحرير الوطني على غرار كلّ الأحزاب الجزائرية ملتزم بالدفاع عن القضايا العادلة في العالم وذلك حفاظا على كرامة البشر، داعيا إلى تمكين الشعب الفلسطيني من حقّه في الحرّية والاستقلال والكرامة، كما جدّد التأكيد على الموقف الثابت للجزائر شعبا وحكومة المساند للقضية الفلسطينية·