احتضنت الجزائر أمس فعاليات ملتقى عربي دولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال، من تنظيم حزب جبهة التحرير الوطني، وبحضور العديد من المشاركين من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى حضور الأسرى الفلسطينيين المحررين الذين حملوا رسالة المعتقلين عن قرب إلى كل العالم ومن الجزائر مشاركون: الجزائر لا يمكن أن تكون أرضا للتطبيع مع العدو الصهيوني وقد أكد المشاركون أن الجزائر لا يمكن أن تكون أرضا للتطبيع مع العدو الصهيوني مبرزين دور الثورة التحريرية في دعم حركات التحرر عبر العالم، مشيرين إلى أن ثورة التحرير الجزائرية تعد نموذجا لكفاح فلسطين المعاصرة وكانت قدوة لحركات التحرر والمقاومة في الوطن العربي والعالم. يتوزع اللقاء على مجموعة من الجلسات الموضوعاتية تتناول مختلف جوانب الوضع الذي يعيشه الأسرى الفلسطينيون. ومن بين المحاضرات المقترحة خلال هذا الملتقى “تطور الاعتقالات عبر مراحل المقاومة في فلسطين في ظل الاستيطان” وكذا محاضرة بعنوان “مليون سنة فلسطينية وراء القضبان الإسرائيلية”. كما سيشمل اللقاء تدخلات أخرى تخص وضع الأسرى منها “أسرى الداخل الفلسطيني 1948” و”البعد القومي والوطني والنضالي لقضية الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب مداخلة حول “وضع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال في القانون الدولي الإنساني”. وينتظر أن يتم على هامش هذا اللقاء تنظيم 4 ورشات تخص مواضيع “الحقوق الانسانية للأسرى وعائلاتهم” و”الدعم المادي والمعنوي للأسرى” وكذا “الأسرى المحررون وإعادة إدماجهم” إلى جانب ورشة دول “المفقودون ومقابر الأرقام والجاثمين”. ودعا عبد الحميد سي عفيف، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر وعضو المكتب السياسي للأفالان، دعا أحرار العالم لنصرة الأسرى الفلسطينيين الى غاية إقامة الدولة الفلسطينية، في كلمة واحدة من الجزائر، وهذا مؤتمر للاستفادة من التجربة الجزائرية مع الاحتلال الفرنسي. وأكد عبد الحميد سي عفيف أن موضوع هذه الندوة يتعلق بوجود وحرية الإنسان، كما أنه ينعقد في مناخ يتسم بالخرق الفاضح لحقوق الإنسان. وأشار الى أن هذا الملتقى ينعقد في ظروف يشوبها تصعيد خطير لموضوع حقوق الإنسان الفلسطيني من قبل الاحتلال الذي يمارس أعمالا شنيعة ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدا أنه حان الوقت للتنديد ورفع الصوت عاليا لشجب الهمجية الممارسة على الشعب الفلسطيني. وأضاف أن مثل هذه المبادرات والملتقيات تساهم في كشف الوجه الحقيقي لجرائم الاحتلال الصهيوني وتعري الواقع المعيش في سجونه. من جهتها، اعتبرت حليمة بومدين، البرلمانية الفرنسية، أن قضية الأسرى الفلسطينيين مطروحة منذ احتلال فلسطين، مثل قضية اللاجئين وحق العودة، أما اليوم فقد ازدادت الأمور سوءا حيث أصبح كل الشعب الفلسطيني تحت الحصار ومسجون بين أسوار، لسبب بسيط وهو “المقاومة” التي هي في الأصل حق مشروع دوليا، والمقاومة كانت وراء استقلال أغلب الشعوب. مفتي القدس يطالب باستراتيجية عملية لتحرير الأسير ثمن رئيس الهيئة الإسلامية العليا مفتي القدس جهود الجزائر لنصرة الحق ودحض الباطل، واعتبر أن الأسرى هم نخبة وزبدة المجتمع الذين ضحوا بأنفسهم لنيل الحرية والاستقلال، وأشار الى أن من يعيش خارج فلسطين لا يدرك حقيقة معاناة الأسرى من قبل إسرائيل “إن الاحتلال يتعمد الاعتداء على زوجة الأسير وأمه ووالده أمامه بأعمال لا أخلاقية ولا شرعية ولا قانونية، لكن هذا لن يزيد الأسرى إلا كرامة”، وطالب مفتي القدس “الحشد الكبير من حاضري المؤتمر بوضع إستراتيجية عملية لتحرير الأسير الذي هو مقدمة لتحرير البلاد. أما مطران القدس المبعد قال إن إسرائيل لتحرير جندي واحد أقامت الدنيا ونحن اليوم ملزمون تجاه ما يعانيه أبطالنا السجناء لنقل معاناتهم إعلاميا ودوليا. جورج غالاوي يجدد تمسكه بدعم فلسطين عربية من جهته، شكر النائب البريطاني السابق ومنظم قوافل “شريان الحياة”، التي تنقل المساعدات الى غزة، أمس، خلال مداخلته في مؤتمر نصرة الاقصى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، والشعب الجزائري وحيا الأسرى والمسجونين في كل بقاع العالم، ذاكرا مروان البرغوثي وطارق عزيز، وانتقد ما كشفه موقع ويكيليكس عن تواطؤ بعض الحكومات العربية مع الغرب، مجددا تمسكه بدعم قضية فلسطين العربية. رئيس المركز العربي للتواصل والتضامن..الأمة مدعوة لتحويل قضية الأسرى إلى عالمية أكد رئيس المركز العربي للتواصل والتضامن، معن بشور، أن الجزائر لا يمكن أن تكون أرضا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، فجزائر الشهداء نموذج تبنت حملة عالمية لنصرة الأسرى والمعتقلين في كل احتلال، وهي مشروع حضاري يدرك أن معركة الأمة هي معركة الإنسانية جمعاء ضد الاستعمار والعنصرية في الجولان وأفغانستان والسودان، فالأمة مدعوة لتحويل قضية الأسرى الى قضية عالمية ضد الاحتلال الصهيوني والأمريكي والنظام العربي والذي لا ينصره فهو متواطئ مع العدو. نصر الله يأمل بأن يحقق المؤتمر أهدافه كما حمل ممثل حسن نصر الله خلال مداخلته رسالة الأمين العام لحزب الله بتمنياته بأن يحقق المؤتمر الذي تحتضنه الجزائر أهدافه تجاه الأسرى، لأن الأمر يتعلق بأسرى الأمة جمعاء. مسعودة طاوي دعا المشاركين إلى الاحتكاك بالأسرى المحررين لفضح تجاوزات الكيان الصهيوني في المنابر الدولية بلخادم: دعم الجزائر للأسرى الفلسطينيين لا تمليه اعتبارات دينية أو عقائدية نفى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أن يكون دعم الجزائر للقضية الفلسطينية والأسرى، خاضعا لأي اعتبارات دينية أو عقائدية، مثلما يعتقد البعض، وإنما أملته بالدرجة الأولى اعتبارات متصلة بحقوق الإنسان ومناصرة القضايا العادلة من منطلق التجربة المريرة للجزائر في مكافحة الاستعمار طيلة 132 سنة كاملة. ودعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الحاضرين في الملتقى الدولي لنصرة القضية الفلسطينية، المنعقد، أمس، بقصر الأمم بنادي الصنوبر، إلى لعب دورهم، كما ينبغي واتخاذ الملتقى كمحطة لتأسيس لمرحلة جديدة لنصرة القضية الفلسطينية والتنديد بالخروقات العديدة التي تطال 10 آلاف أسير فلسطيني يقبعون بالسجون الفلسطينية والعراقية. وأضاف عبد العزيز بلخادم أن الملتقى الخاص بنصرة الأسرى الفلسطينيين هو مناسبة للطعن في مصداقية بعض الهيئات والمنظمات الدولية التي تلتزم الصمت حيال القضية الفسلطينية والانتهاكات التي تطال الأسرى الفلسطينيين، ومخاطبة الضمير الدولي لتغيير مواقفه وتحمل مسؤولياته الكاملة تجاه الانتهاكات العديدة لحقوق الانسان. وتعمد الأمين العام للأفالان التركيز على الطابع الدولي لموقف الجزائر المتصل بمناصرة القضايا العادلة وعدم حصرها في إطارها العربي أو الإسلامي، خاصة وأن المشاركة الأجنبية للمنظمات والأحزاب الدولية المناهضة للاستعمار كانت قوية وفي مقدمتها ممثلون عن إيران وتركيا والهند وباكستان والولايات المتحدةالأمريكية وأوروبا عامة، وبريطانيا خاصة. وأوضح أن تواجد الأسرى الفلسطينيين المحررين، وعائلاتهم بين الحضور، هو بمثابة شهادات حية ومجسدة لجميع الممثلين عن الجمعيات والأحزاب والمنظمات الدولية والوطنية المشاركة في الملتقى، للوقوف على حجم المعاناة التي تكبدها الفلسطينيون ولايزالون يتعرضون لها تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، وإعداد تقارير أكثر دقة وتسجيل جميع مختلف أنواع الانتهاكات وفضحها بالمنابر الدولية وفي جميع المناسبات. كما أعاب الأمين العام للأفالان عن المساندة التي يلقاها الكيان الصهيوني من طرف بعض الدول، ثم خلص للقول أن الأفالان التزم ولا يزال بمناصرة جميع القضايا العادلة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، بحكم التجربة الجزائرية في مناهضة الأستعمار وممارسته المقيتة والجهنمية. شريفة. ع سفير دولة فلسطين محمد الحوراني ل”الفجر”: المقاومة المسلحة إحدى الطرق الناجعة لتحرير الأسرى كيف تقرأون تنظيم مثل هذا المؤتمر الدولي في الجزائر وماذا يضيف للقضية؟ المؤتمر هو مناسبة فلسطينية عربية دولية يفترض أن تكون فرصة لطرح موضوع الأسرى خارج فلسطين، والتعامل معهم كمقاتلين من أجل الحرية، ولهم حقوق يجب احترامها، والأسير هو عامل وحدة مهم بين كل الفصائل الفلسطينية. ألا تعتقدون أن المقاومة المسلحة واختطاف الجنود الإسرائيليين هي وسيلة فعالة لتحرير الأسرى عن طريق التبادل؟ نعم، إنه إحدى الطرق الناجعة وحدث هناك تبادل للأسرى أكثر من مرة. أليس هذا تأييدا ضمنيا لنهج حماس في المقاومة، خاصة بالنسبة للجندي الإسرائيلي شاليط وقضية مبادلته بالأسرى؟ نحن ندعم التفاوض والمقاومة معا، أي هناك تزاوج بين الأمرين، و60 بالمائة من الأسرى من حركة فتح. مسعودة طاوي مدير مؤسسة أحرار الدفاع عن الأقصى، بشار اصغير، ل”الفجر”: تبادل الأسرى هو الطريق الوحيد لتحرير أكثر من 1000 أسير اعتبر مدير مؤسسة أحرار الدفاع عن الأقصى، بشار اصغير، في تصريح ل”الفجر”، أن المؤتمر الدولي المنعقد في الجزائر حول الأسرى يسلط الضوء على جرائم حرب ضد الانسانية، وهذا من شأنه تدويل القضية إعلاميا وقانونيا، ويعتبر هذا المؤتمر أيضا مسعى لدعم فصائل المقاومة لتمكينها من أسر المزيد من جنود العدو، لأن تبادل الأسرى هو الطريق الوحيد لتحرير أكثر من 1000 أسير وأسيرة في سجون الاحتلال من بينهم 300 طفل وأكثر من 1600 أسير مصاب بأمراض خطيرة تحتاج إلى عناية طبية، فالأسرى الفلسطينيون يتعرضون للموت البطيء من قبل العدو المجرم الذي يضرب عرض الحائط كل القوانين والشرائع... مسعودة طاوي “أسماء حامد”.. أسيرة محررة وزوجة الأسير إبراهيم حامد ل”الفجر”: “تحريرنا كان باسم تبادل الأسرى لكننا في الواقع أنهينا مدة اعتقالنا” تروي”أسماء حامد”، أسيرة محررة وزوجة الأسير إبراهيم حامد، ل”الفجر”، أنها اعتقلت من أجل الضغط على زوجها المطارد من طرف قوات الاحتلال لكي يسلم نفسه، وتؤكد أن تحريرها من سجون الاحتلال أخذ إعلاميا طابع تبادل الأسرى لكنه في الواقع انهاء لمدة العقوبة، وأكدت الأسيرة المحررة أن أكثر ما يعانيه الأسير بعد انتهاء التحقيق فضلا عن التعذيب الجسدي هو الضغوط النفسية، خاصة وأنها كانت أم لولدين من أب لازال يقبع في سجون الاحتلال. مسعودة طاوي إيمان تافع.. أسيرة محررة قضت 10 سنوات في سجون الاحتلال، ل”الفجر”: “كنا حقلا لتجارب الأدوية وهو ما يفسر أمراض الأسرى وحالات الوفاة” إيمان تافع، أسيرة محررة قضت 10 سنوات في سجون الاحتلال، متحصلة على بكالوريا إنجليزية، وتعمل كمتطوعة في موضوع الأسرى، وزيارة الجزائر أول خروج لها منذ تحريرها، تروي تفاصيل مروعة عن ظروف الاعتقال في سجون الاحتلال، حيث تتعرض النساء للتفتيش العاري في كل تحرك بالسجن، فضلا عن خضوع السجناء لتجارب للأدوية، وهو ما يفسر الحالات المرضية لكل الأسرى وحالات الوفاة المفاجئة للكثير، بالإضافة إلى معاناة أسر الأسرى الذين لا يسمح لهم برؤية ذويهم إلا بعد معاناة طويلة من سفر وقضبان حديدية تفصلهم عن رؤية المسجون أو سماع صوته. أمجد أبو مصعب مسؤول ملف الأسرى ل”الفجر”: اعتبر أمجد أبو مصعب، مسؤول ملف الأسرى، في تصريح ل”الفجر” على هامش الملتقى، أن مؤتمر الأسرى مبادرة جزائرية واجبة على كل الأمة، لأن الجنود قاتلوا دفاعا عن ثوابت الأمة.