يشتكي سكان حي بيتافي ببلدية بئر خادم غرب العاصمة، من عدم استكمال أشغال العمارة وتقسيم شققها الداخلية مما أجبر العديد من السكان على القيام بعملية تقسيم وتصميم الغرف على طريقتهم وبأموالهم الخاصة، وهذا بعدما ترك المقاول المكلف بالأشغال العمارة عبارة عن خراب منذ التسعينات· وما زاد الأوضاع سوءا هو اقتحام عدد هائل من السكان الفارين من ويلات الإرهاب شقق العمارة الشاغرة وحولوها إلى بيوت فوضوية بسبب الأسقف المشيدة من الزنك والخشب ويحدث كل هذا على مسامع ومرأى السلطات المحلية، إلا أنها لم تحرك ساكنا لحد كتابة هذه الأسطر، وحسب محدثينا الحي المذكور تحول إلى بيوت قصديرية بسبب هؤلاء الدخلاء الجدد على الحي الذين قاموا بتقسيم الشقق بالخشب والكارتون وما شابه ذلك، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل يعانون أيضا من انعدام أدنى شروط الحياة الكريمة، أو متطلبات الحياة العادية من كهرباء وغاز، فإلى يومنا هذا لا تزال نحو 320 عائلة تقطن بالحي المذكور من دون كهرباء، وهي الوضعية التي أصبحت غير قابلة للسكوت عنها، وقد عبّر المعنيون في حديثهم لأخبار اليوم عن استيائهم الشديد من تجاهل السلطات المحلية لانشغالاتهم ومعاناتهم واتباعها سياسة الأذن الصماء تجاههم، حيث يقول السكان إنه رغم الشكاوى والكتابات العديدة التي بعثوا بها للجهات المعنية لإيصال انشغالاتهم، لاسيما وأنها مطالب تصنف في قائمات أهم الضروريات، ويضيف أحد المواطنين إنه لا يعقل في قرننا الحالي لا يزال مواطنون يعيشون على ضوء الشموع أو بإيصال أسلاك كهربائية بطريقة عشوائية لإنارة منازلهم، من الحي المجاور مسكن 450 وهذه الطريقة قد تضرهم أكثر مما تنفعهم، كما أن هذا الإيصال الفوضوي للأسلاك في حد ذاته يشكّل خطرا على حياتهم بسب إمكانية حدوث شرارات كهربائية· انعدام الكهرباء ليس بالمشكل الوحيد الذي يتخبط فيه قاطنو حي بيتافي بل هناك عدة مشاكل أخرى أرقت معيشتهم، على غرار انعدام غاز المدينة، وهو ما يحتم عليهم جلب قارورات غاز البوتان متكبدين عناء نقلها عبر مسافات طويلة تبعد عن مقر سكناهم بمئات الأمتار، وقد تساءلوا عن سبب عدم تزويد حيهم بالغاز الطبيعي، في حين تم الانتهاء من حفر ووضع أنابيب الغاز بمحاذاة سكناتهم، فهم يطالبون مؤسسة سونلغاز بالإسراع بإمدادهم بالغاز وإنهاء مسلسل معاناة البحث عن قارورات غاز البوتان سيما في فصل الشتاء أين يحتاج المواطن للطهي وللتدفئة· طرقات الحي والتي أقل ما يقال عنها مزرية، هي الأخرى أحد المطالب التي يرفعها سكان الحي للجهات المعنية، فهي تعرف حالة متقدمة من التدهور، فلم تعرف لحد الآن تهيئة منذ أن قطنوا بالمنطقة حسبهم· كما أن العدد الكبير للحفر الموزعة على مستوى هذه الطرقات تسبب في إعاقة حركة المرور سواء للراجلين أو لأصحاب السيارات· كما أن الوضعية السيئة للطرقات حسب محدثنا تتسبب من ناحية أخرى في فصل الصيف في تلويث المحيط بسبب الكميات الكبيرة للغبار المتناثر· أما في فصل الشتاء، فأصبح وضع الحي كارثيا للغاية، أين تحول هذا إلى مجموعة برك وأوحال يستحيل معها المرور والتحرك· وأضاف هذا الأخير أنه من غير المعقول أن حي يتواجد على مستوى العاصمة يعيش حياة بدائية على هذا الشكل ويتخبط في جملة من النقائص في الوقت الذي استفادت فيه قرى معزولة بأقصى البلاد من مشاريع تنموية على غرار غاز المدينة والكهرباء وحيهم لازال لم يستفد لحد الساعة من أي مشروع تنموي، إضافة إلى توقف الأشغال بالسكنات التي منحت لهم على غرار سكنات الأحياء المجاورة التي انتهت بها الأشغال بصفة نهائية ومزودة بكل الضروريات، أما سكناتهم فتفتقر إلى أدنى شروط العيش كما ذكر سالفا وهم على مشارف دخول سنة 2011 على حد تعبيرهم· وأمام جملة هذه النقائص وهذه الوضعية الكارثية، يطالب سكان بيتافي ببئر خادم بتدخل مديرية السكن والعمران وفتح تحقيق في وضعية العمارات التي توقفت إنجاز الأشغال بها منذ 1990 وكذا السلطات المحلية بتهيئة الحي وإدراجه ضمن المشاريع التنموية الضرورية من ماء وغاز وكهرباء وتعبيد الطرقات لتخليصهم من كل المشاكل اليومية التي يتخبط فيها السكان خاصة منهم المتمدرسون والعمال·