يشهد حي المقام الجميل الواقع بأعالي بلدية بوزريعة والمعروف ب''القرية'' بين أوساط سكان البلدية نقائص لا تعد ولا تحصى جراء إهمال السلطات المعنية لعنصر التنمية بهذا الحي المنسي، الذي صممت سكناته بطريقة راقية تتماشى والمواصفات الحديثة، غير أنها تنعدم لأدنى شروط الحياة نظرا للخطر الكبير الذي تحدثه كوابل الكهرباء المربوطة بطريقة عشوائية بالقرب من قنوات ومضخات المياه الموضوعة هي الأخرى بطريقة فوضوية، فضلا عن اهتراء طرقات الحي وغياب الغاز الطبيعي، هذا ناهيك عن النقائص الكارثية التي تشهدها مداخل عمارات الحي التي يفوق علوها ال 16 طابقا بطاقة 64 مسكنا، بسبب غياب أدنى شروط الأمان بداخلها. اسم على غير مسمى هو ذاك الذي يطلق على حي يدق سكانه ناقوس الخطر نظرا للنقائص التي يعاني الحي منها، لا غاز المدينة ولا ماء شروب، ولا خطوط كهرباء مركبة بصفة آمنة ما قد يعود بالخراب على سكان الحي خاصة ونحن مقبلون على فصل الشتاء، هو واقع حي ''المقام الجميل'' ببوزريعة. لا تقترب من خطوط الكهرباء المتدلية على مضخات المياه ... شعار السكان أول ما يشكو منه سكان حي المقام الجميل هي تلك الشبكة العنكبوتية لقنوات المياه وخطوط الكهرباء، التي صار الخطر المحدق بالسكان، حيث صار السكان يستحدثون قنوات جديدة كلما توقف تزويدهم بالماء الشروب مما زاد من تشوه الطريق العام للحي، زيادة على تسببها في تعثر المشاة، وبالرغم من وجود هذه الشبكات المنتشرة هنا وهناك، إلا أن السكان لم يستفيدوا منها، خصوصا بعدما أغلقت سلطات مؤسسة تطهير وتوزيع المياه ''سيال'' لقنوات المياه، بعدما توسط سكان العمارات التعاونية بعين المكان بمعارفهم الخاصة لدى ''سيال'' لتجهيزهم بقنوات ماء الشرب التي لم يستفيدوا منها منذ تركيبها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وهو ما زاد من تذمر السكان. هذه الوضعية التي بشرنا بخصوصها ونحن نعاين عمارات الحي، السيد عمار وهو أحد سكان المقام الجميل، أنه سيتم تسويتها بتجهيز عمارات الحي المذكور بعدادات للمياه من طرف مؤسسة ''سيال''، هذا الحل الذي وصفه محدثنا بالمؤقت بعدما توقفت الأشغال وبقي الوضع على حاله أمام تخوف السكان من ارتفاع تكلفة فاتورة الاستهلاك. وما أثار انتباهنا أيضا أثناء تجولنا بعين المكان هي تلك الخطوط الكهربائية التي ركبت بطريقة عشوائية من طرف مصالح ''سونالغاز'' حسب ما أفادنا به مواطنو الحي والتي صارت تثير تخوف الجميع، بعدما تم تركيبها خارج العمارات من الجهة السفلية لهذه الأخيرة متجاهلة ذات المصالح لما قد تسببه من خطورة على السكان خاصة الأطفال منهم وبخاصة في الأوقات الممطرة لإمكانية حدوث شرارات كهربائية في أي وقت، الأمر الذي بات ينبئ بكارثة قد تودي بحياة سكان هذه العمارات التي يصل علوها 16 طابقا لإمكانية لمس هذه العدادات والخيوط الكهربائية. وما يزيد من خطورة الوضع هو تركيب سكان هذه العمارات لمضخات تشتغل بالكهرباء لتسهيل صعود المياه للطوابق العليا أمام قلة الموارد المائية التي تعرفها المنطقة، وهذا ما قد يؤثر سلبا على النظام الكلي للربط الكهربائي للمنطقة والتي تمتد حتى المناطق الأخرى أمام التركيب العشوائي لهذه الخطوط على حد قول المتحدثين. ثلاثة أعمدة كهربائية ذات الضغط العالي تنبئ بكارثة من خلال معاينتنا للمكان استوقفنا منظر ثلاثة أعمدة كهربائية ذات الضغط العالي بأعلى المنطقة والتي كانت مرتفع جبل فيما سبق، وعلى حد تصريح مصدر من عين المكان فإن هذه الأعمدة تمتد إلى غاية بلدية بني مسوس. إلا أن المشكل المطروح في هذا الأمر هو هشاشة المنطقة التي بقيت الأعمدة الكهربائية الثلاثة منصوبة فوقها، بعدما أزيحت أتربة الجبل لتصبح بعدها الأرضية المجاورة للأعمدة مسطحة، ما صار يشكل الرعب بين أوساط السكان خاصة في فصل الشتاء، حيث تبقى الأعمدة الكهربائية في مد وجزر أمام قوة الرياح التي تعرفها المنطقة المرتفعة، كما أنها باتت تشكل خطرا فعليا على الأطفال الذين يلعبون بالقرب منها نظرا لغياب مساحة خاصة باللعب، وحسب ما أوضحه ذات المصدر فإنه سبق وأن أبلغ سكان الحي سلطات شركة سونلغاز بالأمر، إلا أن الأمر لم يجد نفعا، مع العلم أن مصالح سونلغاز قامت في فصل الشتاء الماضي بتغطية الأعمدة بغطاء بلاستيكي، إلا أن الرياح القوية حالت دون بقائه على حاله، وتبقى مخاوف السكان كثيرة بسبب أفكار تراودهم من أن الأعمدة الكهربائية الثلاثة تلك، مآلها السقوط مسببة بذلك كارثة حقيقية على سكان حي المقام الجميل من جهة وسكان بني مسوس من جهة ثانية. عمارات من 16 طابقا دون مصاعد ولا سلالم آمنة وأثناء تواجدنا بالحي لفت انتباهنا تلك الحالة الحرجة التي تتواجد عليها العمارات حيث أن الأشغال المتوقفة بها زادتها تضررا بعد مرور فترة من الزمن، وعلى صعيد آخر أكد محدثونا أن العمارات التي انطلقت الأشغال فيها سنة 1989 من قبل المؤسسة المنجزة ''كوسيدار للبناء'' والممولة من طرف ''الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط''، والتي تحتوي على 16 طابقا بطاقة 64 مسكنا، قد توقفت الأشغال بها معلنة بذلك ضررا كبيرا على السكان. كما أوضح ذات المتحدثون أن هذه العمارات لم تجهز بعد مصاعدها الكهربائية ولا سلالمها بصفة آمنة كما هو حال إحدى العمارات التي لا تملك حتى أعمدة معدنية على مستوى السلالم والتي تشكل خطورة على مستعمليه خاصة الأطفال الذين غالبا ما لا يتوخون الحذر أثناء نزول وصعود تلك السلالم. كما أكد على صعيد آخر البعض من السكان، أن كل الذين استفادوا من هذه السكنات وجدوها دون حنفيات المياه وأقفال الغاز وكذا قاطعات الكهرباء، لذا اضطروا إلى وضعها على حسابهم رغم دفعهم كل مصاريف ومستحقات البيت مسبقا وعلى أقساط حسب ما نص عليه عقد الشراء. وفي سياق آخر أفاد المصدر أن أقبية العمارات هيأت حتى تكون مواقف لأصحاب السيارات من سكان العمارات، إلا أن مدير وكالة ''كوسيدار'' المكلف بالأشغال بالحي خصصها كموقف خاص لسيارته ولمختلف الخردوات ومواد البناء الخاصة بالمشروع المتوقف، كما أن سوء طريقة بناء العمارات أدى إلى تسرب المياه القذرة إلى داخل الموقف. وجدير بالذكر أن عمارة واحدة فقط يشغلها السكان الذين اضطروا إلى العيش فيها رغم النقائص في حين بقيت عمارتان قيد الانجاز إلى حد الآن. اهتراء طرقات الحي مشكل لا طالما أرق السكان المعروف عن هذه المنطقة أنها كانت منطقة جبلية وعرة في وقت مضى لذا كانت تسمى بالقرية، كانت منازل السكان الأوائل تتسم بالبساطة في التصميم، إلا أن الأشغال التي عرفتها المنطقة منذ نهاية الثمانينات غيرت من معالم المنطقة التي كان من المفروض أن تكون مدينة حضرية بعد 36 شهرا من الأشغال، إلا أن الأشغال توقفت قبل انتهائها رغم انقضاء المدة المحددة لذلك، ما جعل من المستحيل على السكان استعمال هذه الطريق لما تسببه من أخطار على مستعمليها من المارة وأصحاب السيارات على حد سواء. إذ يخيل لزائر المنطقة عند دخوله الحي أنه أمام إحدى المدن المشيدة بالمقاييس الحضرية نظرا لتسميته بالمقام الجميل، إلا أنه وللأسف يلحظ سوء حالة الطريق متقدمة الاهتراء جراء تحفرها بمجرد بلوغه منتصف مدخل الحي، هذه الحالة جعلت السكان يهتدون إلى سد الحفر بالتراب والحجارة وبقايا مواد البناء الأمر الذي أدى إلى تدهور محركات جل سيارات السكان الذين تحدثنا إليهم. حيث أوضح المشتكون من السكان أنهم يتكبدون معاناة التنقل اليومي وسط الوحل، وما زاد الطين بلة حسبهم هو تكدس مخلفات مواد البناء فوق الأرضية الأمر الذي زاد من صعوبة التنقل فيها، زيادة على قنوات شبكة المياه الصالحة للشرب البادية للعيان والتي زادت من تشوه المنظر ككل ناهيك عن الخطورة التي تسببها للراجلين أمام نقص الإنارة العمومية نظرا لتعثر المشاة بها. وفي سياق مشابه صرح أحد الحاضرين، أن البلدية كانت قد شرعت منذ فترة في تزفيت مدخل الحي، متجاهلة التركيبة العشوائية لقنوات الماء والغاز التي طالما أرقت السكان بعدما تجاهلها بالمرة أعضاء المجلس البلدي المذكور. والتعديل في تصميم إحدى العمارات أثار تساؤل الجميع حسب ما صرحه لنا بعض سكان الحي فإن المشكل المطروح مؤخرا على مستوى إحدى العمارات هو إعادة التقسيم الذي أحدثته المؤسسة المشرفة على البناء، حيث أشرنا سابقا إلى أن العمارات تحتوي على 64 مسكنا، إلا أنه و بعد عملية التقسيم تم استحداث 32 مسكنا جديدا بمجموع 96 مسكنا. كما أضاف من تحدثنا إليهم أنه تم الإبقاء على جناح من العمارة يحتوي على أربع غرف كما هو التصميم الأصلي، أما عن الجناح الثاني للمبنى فقد تم تقسيمه إلى غرفتين وثلاث غرف، الأمر الذي أثار استغراب السكان عن السبب الكامن وراء هذه الحيلة الغريبة التي لم تسبق لها سابقة. وعليه أكد المتحدثون أن الأمر في غاية الخطورة على المستفيدين من سكنات العمارة نظرا للكم الهائل الذي ستحويه من الأرواح. وعن إشكالية هذا الموضوع أكد لنا عمار ساكن بالحي، مثلما سبق ذكره، أن وكالة ''كوسيدار'' رفضت استكمال الأشغال بصفة أكثر جدية وهذا لتحول الوكالة من ''كوسيدار للبناء'' إلى '' كوسيدار للترقية''، وعلى هذا الأساس لا تزال الأشغال في تماطل. وللاستفسار عن هذه الأوضاع قصدنا المجلس الشعبي البلدي لبلدية بوزريعة وعلى الرغم من محاولاتنا المتكررة لقاء المسؤول الأول على المجلس البلدي لبوزريعة منذ أكثر من ثلاثة أشهر إلا أن جل محاولاتنا تلك باءت بالفشل الذريع، كما أن كل اتصالاتنا الهاتفية بمسؤولي البلدية قوبلت بالرفض.. وعليه يطالب سكان حي المقام الجميل ببوزريعة السلطات البلدية التدخل لإيجاد حل سريع لجملة الكوارث التي يتخبطون فيها، داعين بذلك أعضاء المجلس الشعبي البلدي إلى التوسط لدى الوكالة المكلفة بأشغال البناء، وكذا الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط التي وافقت في السابق السهر على عملية الأشغال للوصول إلى الحل النهائي في أقرب وقت.